
الكويت – الرياض – «كونا»: أعربت الحكومة السعودية أمس عن تمنياتها بالتوفيق والنجاح لقادة الدول العربية في أعمال القمة العربية ، التي ستعقد اليوم في دولة الكويت .
جاء ذلك في بيان أوردته وكالة الانباء السعودية ، في ختام جلسة مجلس الوزراء السعودي التي ترأسها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز ، حيث عبر المجلس عن بالغ القلق لما يعانيه اللاجئون السوريون من معاناة في ضوء التقارير الدولية ، مشددا على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب في سوريا ، وتقديمهم للعدالة والوقوف مع اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الضرورية لهم.
من جهته اعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل ، عن تقديره لدعم دولة الكويت المستمر ومساعدتها لبنان ، لاسيما ما يتعلق بقضية اللاجئين السوريين على اراضيه.
وقال باسيل في مؤتمر صحافي ان « الكويت تعد من اوائل الدول التي قدمت المساعدات الانسانية للنازحين السوريين» ، معتبرا قضية النازحين في لبنان احد المخاطر التي تهدد لبنان اقتصاديا وامنيا.
واضاف باسيل الذي يزور الكويت للمشاركة في اعمال القمة العربية ان الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب امس اكد ان « لبنان بلد صغير الا ان رسالته كبيرة ، وان أي ازمة تهدد كيانه ونموذجه الانساني تنعكس على الدول العربية بكاملها».
وذكر ان المساعدات العربية للبنان يجب ألا تقتصر فقط على تقديم المساعدات للنازحين ، في ظل تزايد اعدادهم ، بل يجب ان ينظر في توزيعهم على الدول العربية انتظارا لحل الازمة السياسية في سوريا وعودتهم الى بلدهم.
ودعا الى انشاء تجمعات للنازحين خارج الاراضي اللبنانية ، بعد صدور قرار من مجلس الامن الدولي بشأن المساعدات الانسانية للنازحين السوريين يساعد في انشاء هذه التجمعات ، محذرا من مخطط لإبقاء قسم من النازحين في لبنان لفترة طويلة ، ومخطط آخر لانشاء تجمعات عسكرية لبعضهم لشن هجمات ضد اهداف عسكرية داخل سوريا.
وقال الوزير باسيل ان الارهاب يعتبر كذلك من احد المخاطر التي تهدد لبنان ، مضيفا ان لبنان يقع فريسة لاعمال «ارهابية» اضافة الى اعمال عسكرية استهدفت مواطنين ومدنا بكاملها.
وشدد على ضرورة تعزيز العمل المشترك في مواجهة الارهاب ، عبر تقديم الدعم السياسي والمعنوي والعسكري للجيش اللبناني تنفيذا لما هو مطروح على جدول اعمال القمة العربية.
واكد في هذا الاطار اهمية الاجتماع المقرر عقده بالعاصمة الايطالية روما بمشاركة دولية في العاشر من ابريل المقبل والخاص بتقديم الدعم للجيش اللبناني ومساعدته في مواجهة الارهاب الدولي.
وحول الازمة السورية وتأثيرها على لبنان قال باسيل ان لبنان هو المتضرر الاكبر من استمرار الازمة معربا عن اسفه لعدم وضوح أفق لحل سياسي بين النظام والمعارضة في ظل استمرار الصراع بينهما وازدياد حدة العنف والقتل .
من جهة أخرى يصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى الرياض يوم الخميس المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد أن يتم جولة أوروبية تنتهي فور توجهه إلى الرياض ، ليمضي فيها ليلة الجمعة قبل عودته يوم السبت إلى الولايات المتحدة في جولة قالت واشنطن إنها تهدف لطمأنة الحلفاء .
ومن المنتظر أن يبحث الرئيس الأمريكي مع خادم الحرمين الشريفين ملفات عدة ، يأتي في مقدمتها الملف السوري والتطورات على الأرض السورية وسبل دعم المعارضة ، وغير بعيد عن سوريا وفي محيط أزمتها سيتم التباحث حول دور طهران في الأزمة السورية وملفها النووي من بين ملفات أخرى سيتم نقاشها منها قضية السلام في الشرق الأوسط والملف المصري أيضاً .
وكانت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، قد ذكرت قبل يومين أن الرئيس الأمريكي أوباما سيعرب خلال زيارته للسعودية عن التزامه بأمن الخليج، مؤكدة أن هذا اللقاء يأتي ليثمن الشراكة والعلاقة الثنائية المهمة التي تجمع البلدين، والتي من خلالها يتطلع الرئيس الأمريكي خلال اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين لتغطية العديد من القضايا، التي تهم البلدين ومتابعة التعاون الأمني والتبادل الاقتصادي ومكافحة الإرهاب .
وأكدت مستشارة الأمن القومي الأمريكي أن سوريا ستكون واحدة من موضوعات النقاش، كذلك الحال بالنسبة لإيران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للتأكيد من خلال هذه الزيارة على العلاقة مع السعودية وإيجاد طرق لتعزيزها، مشددة على أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها التزام أمني تجاه شركائها وحلفائها في المنطقة .
وكانت أنباء قد أشارت إلى عزم الرئيس الأمريكي القيام بجولة خليجية، لكن مساعداً كبيراً للرئيس الأمريكي قال إن البيت الأبيض تخلى عن هذه الفكرة بعد أن قام بمشاورات تمهيدية ، موضحاً أن الرئيس الأمريكي سيكتفي بزيارة السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين في الرياض ، بعد انتهاء جولته الأوروبية.