«كونا»: تبدأ اليوم بالكويت أعمال القمة العربية في دورتها العادية الخامسة والعشرين ، وسط آمال وتطلعات بأن تنجح القمة في الوصول إلى نتائج وتوصيات تسهم في مواجهة المخاطر والتحديات التي تمر بها المنطقة العربية ، وتتمكن أيضا من إزالة «الجفوة» التي أصابت علاقات بعض الدول الشقيقة خلال الفترة القليلة الماضية .
وقد توافد على الكويت أمس عدد كبير من الزعماء ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة ، حيث استقبل سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد في المطار الأميري عددا من الزعماء العرب الذين وصلوا إلى البلاد ، للمشاركة في القمة ، بينهم : الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والوفد الرسمي المرافق له ، كما استقبل سموه الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور والوفد الرسمي المرافق له ، واستقبل كذلك نائب رئيس جمهورية العراق الدكتور خضير موسى الخزاعي والوفد الرسمي المرافق له .
واستقبل صاحب السمو أيضا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي والوفد الرسمي المرافق له ، كما استقبل سموه الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد الرسمي المرافق له .
واستقبل سمو الأمير أيضا الرئيس السوداني عمر البشير ، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ، ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جبلة .
كما استقبل سموه أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني والوفد الرسمي المرافق له ، وقد أدلى سمو الشيخ تميم بن حمد لدى وصوله الكويت للمشاركة ببيان صحافي قال فيه : يسرني ان استهل وصولي الى العاصمة الكويتية للمشاركة في اعمال مؤتمر القمة العربية ، في دورتها الخامسة والعشرين ، بتوجيه اطيب تحياتي وتحيات الشعب القطري الى اخي العزيز صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت ، والى الشعب الكويتي الشقيق ، مع خالص تمنياتنا لسموه بدوام الصحة والعافية ولبلده الشقيق المزيد من الرفعة والتقدم والرخاء بقيادته الحكيمة" .
كما أود ان أتوجه بالتحية لاخوتي قادة الدول العربية المشاركين في لقاء القمة ، التي نأمل ان تسهم نتائجها في دعم التضامن العربي ، لمواجهة ما تتعرض له امتنا من تحديات وتحقيق ما تتطلع اليه شعوبنا من آمال ، وراجيا من الله العلي القدير ان يسدد خطانا جميعا ويوفقنا لما فيه خير وعزة امتنا العربية . وكلنا ندرك ان هذه القمة تأتي في ظل ظروف اقليمية ودولية بالغة الدقة تقتضي منا جميعا تكثيف جهودنا المشتركة من اجل التعامل معها والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق ونعم النصير".
من جهة أخرى استقبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في المطار الأميري رئيس المجلس الوطني العام الليبي نوري ابو سهمين والوفد الرسمي المرافق له .
شارك في استقبال الزعماء ورؤساء الوفود كل من : رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، ونائب الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد ، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح ، والوزراء وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني.
كما وصل الى البلاد عصر أمس رئيس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة الأردنية الدكتور عبدالله النسور والوفد الرسمي المرافق له ، وذلك للمشاركة في اجتماعات القمة العربية .
وكان على رأس مستقبليه سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، والوزراء وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني .
من جهة أخرى أكد اعلاميون عرب ان القمة العربية التي تستضيفها دولة الكويت اليوم الثلاثاء ، تعقد في ظل ظروف عربية حساسة وصعبة وتطورات مهمة ، تتطلب من القادة العرب الوصول الى قرارات فاعلة تعزز التضامن والتكاتف العربي.
وأوضح الاعلاميون في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية «كونا» على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة «ان الدول العربية تعقد آمالا كبيرة على قمة الكويت» لوضع معالجة سريعة وبناءة تأخذ بالاعتبار المصالح العليا للشعوب العربية.
وقال رئيس تحرير «قطر تريبيون» حسن الانصاري ان الشعوب العربية تنتظر من القمة العربية ، التي تعقد بالكويت لاول مرة ، الخروج بقرارات قابلة للتطبيق على أرض الواقع ، من أجل الانطلاق نحو مستقبل سياسي وامني واقتصادي افضل.
ولفت في هذا الصدد الى الدور المحوري والمتوازن الذي يمكن ان تؤديه الكويت ، بقيادة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ، خلال رئاستها القمة في تعزيز العلاقات العربية - العربية وتطويرها في اطار العمل المشترك.
من جهته قال المستشار الاعلامي وممثل مؤسسة «دار الهلال» الصحافية المصرية صلاح طايل ان الانظار تتجه في الوقت الحالي الى قمة الكويت التي تعقد في ظروف عصيبة تمر بها المنطقة.
واضاف ان قمة الكويت « تحمل قضايا وهموما أكثر من اي قمة عربية سبقتها» ، ويعد انعقادها في موعدها انجازا بحد ذاته.
واشاد طايل بمواقف الكويت الداعمة للقضايا العربية وعلاقاتها الوطيدة مع الدول العربية ، والقائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ما يمنحها مكانة تسمح لها بمواجهة كافة الصعوبات من جهة واحترام الاخر لوجهات نظرها من جهة اخرى.
من جانبه اكد الباحث السياسي بالشؤون الافريقية ورئيس تحرير صحيفة «المورد الافريقي» الصادرة في جنوب افريقيا بلال الصباح اهمية القضايا «المحورية « التي ستتناولها القمة العربية وأبرزها القضية الفلسطينية والازمة في سوريا اضافة الى تطورات الاوضاع في اليمن وليبيا.
واعرب عن ثقته في ان تتمكن دولة الكويت خلال رئاستها القمة ، من معالجة القضايا العربية الملحة ، وفي مقدمتها الازمة السورية والمأساة الانسانية الناجمة عنها نظرا لما تتمتع به من دور حيادي ومتوازن.
من جهته قال مدير ورئيس تحرير موقع «المدينة نيوز» التونسي حسن بن علي ، ان هناك تحديات اقليمية ودولية تواجه الامة العربية ، ما يتطلب من القادة العرب الخروج بنتائج وقرارات فاعلة تساعد في تحقيق التقارب العربي العربي وتعزيز المصالح المشتركة.
واشاد بن علي بالدور الذي تؤديه الكويت في دعم مجالات التنمية والاقتصاد ، لافتا الى القمة الاقتصادية الاجتماعية والتنموية الاولى التي استضافتها في عام 2009 ، واعلن خلالها سمو امير البلاد انشاء صندوق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي برأسمال يبلغ ملياري دولار.
