
«غزة» – فيما دعت جهات فلسطينية عدة وفصائل الفلسطينيين والمسلمين أمس لاعلان النفير العام والمشاركة في الدفاع عن المسجد الاقصى في وجه محاولات الاقتحام التي يخطط المتطرفون لها،قالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان المئات من أبناء الداخل الفلسطيني واصلوا رباطهم الذي بدؤوه منذ الفجر عند بوابة الاسباط الخارجية الواصلة الى المسجد الاقصى بمدينة القدس.
وأضافت مؤسسة الاقصى في بيان ان هذا الرباط جاء « ضمن فعاليات يوم النفير الذي دعت إليه الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني وذلك بعد ان أجبرتهم قوات كبيرة من الاحتلال على مغادرة باب حطة الذي تمركزوا عنده منذ ساعات الصباح.
كما تتواجد أعداد كبيرة من المرابطين والمصلين في المسجد الاقصى من الرجال والنساء خاصة كبار السن حيث نجح المرابطون داخل الاقصى وخارجه بمنع اقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى وأجبرت قوات الاحتلال على إغلاق باب المغاربة أمامهم منذ الصباح.
وأكدت ان المحتشدين في المسجد وخارجه يتمتعون بهمة وعزيمة عاليتين وملتزمين ببرنامج اليوم الذي تخلل كلمات لبعض قيادات الحركة الاسلامية بالاضافة الى الأناشيد والشعارات المناصرة للمسجد الاقصى.
وفي المقابل مازالت قوات كبيرة من جنود الاحتلال ووحدة التدخل السريع تحاصر المرابطين وتحاول التضييق عليهم وتفريقهم حيث قامت باعتقال ثلاثة شبان من بين المحتشدين واقتادتهم الى جهة غير معروفة.
وجاءت الدعوة الى إعلان النفير العام في القدس والمسجد الاقص ردا على دعوات لما يسمى منظمات الهيكل باقتحام الاقصى اليوم لتقديم ما يسمى «قرابين الفصح العبري».
وكانت منظمات الهيكل أعلنت قبل أيام عما أسمته أسبوعاً حافلاً بالنشاطات والفعاليات التي تستهدف اقتحام المسجد بمناسبة عيد الفحص اليهودي مطالبة أنصارها بالمشاركة في هذه الفعاليات فيما دعت منظمة متطرفة تسمى «أمناء الهيكل» إلى مسيرة واقتحام جماعي للاقصى في 17 إبريل الجاري والقيام ببعض الشعائر التلمودية.
وأحبط مئات المصلين والمعتكفين والمرابطين محاولات قام بها متطرفون ومستوطنون اسرائيليون صباح لاقتحام المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة.
وكانت جماعات يهودية عدة ممن تصف نفسها بمنظمات «جبل الهيكل» دعت انصارها واعضاءها خلال الايام الاخيرة للمشاركة في اقتحام الاقصى اليوم بمناسبة الاحتفال «بعيد الفصح اليهودي».
وذكرت اذاعة فلسطينية ان المصلين تجمعوا بالقرب من باب المغاربة المؤدي الى الاقصى والذي يستغله المتطرفون بحماية شرطة الاحتلال لتنفيذ عمليات الاقتحام ومنعوا هؤلاء من اكمال مخططهم.
وكانت شرطة الاحتلال شددت فجر وصباح اليوم حصارها الذي فرضته على المسجد الاقصى حيث منعت الرجال دون سن الخمسين من دخوله.
واكدت محطات الاذاعة المحلية ان الشرطة اغلقت صباح أمس باب المغاربة امام المتطرفين اليهود والمستوطنين وكذلك السياح الاجانب بعدما تجمع المصلون والمعتكفون بالقرب من المكان لاحباط دخول هؤلاء للمسجد.
وقالت ان مفاوضات جرت بين دائرة الاوقاف الاسلامية في مدينة القدس وشرطة الاحتلال يوم امس الأول والتي وافقت في نهاية الامر على منع المتطرفين من اقتحام الاقصى.
وجاء هذا بعد دعوة «منظمات جبل الهيكل اليهودي» لانصارها اقتحام المسجد بتشجيع من الحكومة الاسرائيلية بمناسبة عيد الفصح اليهودي والعمل على تقديم وذبح القرابين واداء الصلوات التلمودية في باحاته.
وتسود مدينة القدس في هذا الاثناء حالة من التوتر الشديد لاسيما في ظل الانتشار العسكري الكبير الذي فرضه الاحتلال في المدينة وقرب المسجد الأقصى.
وقالت محطات الاذاعة ان اعدادا كبيرة من الشرطة لا زالت تتمركز في شوارع وضواحي القدس وقرب الاقصى بمشاركة قوات خاصة منها والتي يخشى من اقدامها على مساعدة المتطرفين في محاولاتهم لاقتحام المسجد.
واكد رئيس مجلس الاوقاف الفلسطيني عبد العظيم سلهب أمس ان كل الاجراءات التي تحاول فرضها اسرائيل على المسجد الأقصى هي اجراءات باطلة ومرفوضة من كل العالم.
وذكر سلهب في بيان صحافي «ان المؤسسات التي تعنى بالحفاظ على التراث الديني وتضمن حرية العبادة للمواطنين في ظل الاحتلال ترفض ما يقوم به الاخير في القدس».
وقالت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان حشودا من المصلين والمرابطين والمعتكفين من أهل القدس والداخل الفلسطيني يتواجدون منذ صلاة فجر اليوم داخل المسجد الاقصى وعند بواباته للدفاع عنه وحمايته «في ظل دعوات منظمات الهيكل المزعوم لاقتحام جماعي للاقصى وتقديم قرابين الفصح اليهودي فيه».
واضافت المؤسسة في بيان ان مئات المعتكفين يواصلون لليوم الثاني اعتكافهم ورباطهم في المسجد الاقصى وصلوا فجر أمس ومئات المصلين الذين انضموا اليهم في المسجد الاقصى ومكثوا فيه.