
أكد تقرير لـ«معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط» أن المناورات العسكرية التي أجرتها القوات المسلحة السعودية ، يوم الثلاثاء الماضي ، في قاعدة «حفر الباطن» شمال شرق البلاد ، وحملت اسم «سيف عبد الله» ، ووصفت بأنها الأضخم في تاريخ المملكة ، قد وجهت رسائل قوية إلى أطراف عديدة إقليمية ودولية.
وأوضح التقرير أن السمة المفاجئة للاستعراض هي إشراك عربة تحمل صاروخين صينيين من طراز DF-3، ويُعرف هذا النوع من الصواريخ باسم CSS-2 وفقاً لمصطلحات «الناتو». وقد تم تزويد السعودية بها في عام 1987، وتقع مراكزها منذ فترة طويلة في الصحراء الجبلية جنوب الرياض، المنطقة التي يمكن منها استهداف إيران ، وقد تم عرض مثل هذه الصواريخ على الملأ للمرة الأولى هذا الأسبوع.
أضاف أنه وفي خضم المناخ الدبلوماسي السائد في الخليج العربي
الذي يهيمن عليه القلق من أن تؤدي المفاوضات الدولية الجارية مع إيران حول برنامجها النووي ، إلى تركها دولة على عتبة امتلاك سلاح نووي - فإن عرض الصاروخين يشير إلى تصميم المملكة العربية السعودية على مواجهة قوة طهران المتنامية ، فضلاً عن استعدادها لاتخاذ خطوات بشكل مستقل عن الولايات المتحدة ، لافتا إلى أن حضور قائد الجيش الباكستاني سيؤدي إلى إثارة تكهنات جديدة بأن الرياض قد تسعى إلى الحصول على رؤوس نووية من إسلام آباد لمضاهاة قدرات إيران وإمكانياتها.
واستطرد «معهد واشنطن» في تقريره قائلا : إنه بصرف النظر عما يعكسه العرض العسكري من شكوك السعودية تجاه إيران ، فإن واقع القيام بمثل هذا الاستعراض ومشاركة قائمة من الضيوف يوفران المزيد من الأدلة على عدم ثقة الرياض في السياسة الخارجية للولايات المتحدة ، موضحا أن التقارير التي وردت عن اجتماع القمة الذي انعقد الشهر الماضي بين الرئيس الأمريكي أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله ، تشير إلى أنه كان اجتماعاً صعباً ، وأنه في وقت لاحق أخبر ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز زائراً أمريكياً بأن زيارة أوباما قد وفرت «فرصة لتوضيح عدد من القضايا الهامة»، وهي صيغة تشير إلى أنه كان هناك القليل من الاتفاق.
وذكر التقرير أيضا أنه عندما تم تسليم صواريخ DF-3s التي تعمل بالوقود السائل عام 1987، كانت الرياض قد أكدت لواشنطن أن الصواريخ غير الدقيقة نسبياً لم تكن مجهزة برؤوس نووية. وفي العام الماضي ظهرت تقارير مفادها أن المملكة قد عززت قواتها الصاروخية الاستراتيجية بصواريخ صينية أكثر حداثة من طراز DF-21s التي تعمل بالوقود الصلب ، وقد وافقت واشنطن على السماح بالتوصل إلى تلك الصفقة مادامت تتم إزالة مختلف المكونات التي تمكّن الصواريخ من حمل رؤوس نووية.
وأشار إلى أن المناوراتت العسكرية التي جرت يوم الثلاثاء لم تشمل إشراك صواريخ DF-21s، على الرغم من أن بعض مركبات الدعم التي تجر صواريخ DF-3s قد تكون أكثر ملاءمة للصواريخ الأحدث طرازاً. وربما يمكن لكِلا نظامي الصواريخ السعودية التكيف بسهولة نسبياً مع إمكانية حمل رؤوس نووية باكستانية.
واختتم «معهد واشنطن» تقريره بالقول : إن استخدام العرض العسكري لبعث رسائل دبلوماسية يمكن أن يحفز قيام ردود مماثلة من قبل دول أخرى ، ولكن بالنسبة لإيران فإن أي عرض عسكري مقابل تقوم به الجمهورية الإسلامية قد يستثير المزيد من الضغوط لإدراج القوة الصاروخية الأكبر بكثير التي يملكها النظام ، في المفاوضات النووية. وبالنسبة لواشنطن، يشكل العرض العسكري السعودي تذكيراً مهما بأن الرياض ما زالت قلقة بشكل عميق من مسار الأحداث في المنطقة. وكما أشارت هيمنة المعدات الأمريكية في الاستعراض المشار إليه ، لا تزال واشنطن الشريك الأمني المفضل للمملكة ، ولكن العلاقة بين البلدين لا تزال تُظهر وجود علامات من التوتر.
جدير بالذكر أن وكالة الأنباء السعودية كانت قد نقلت عن رئيس هيئة الأركان العامة قائد القوات المشتركة الفريق أول ركن حسين بن عبدالله القبيل قوله : «إن هذا التمرين لا يستهدف الاعتداء على أحد ، وإننا نعد قواتنا المسلحة لحماية مقدساتنا ووحداتنا ومكاسبنا».