
القاهرة – «وكالات»: من المتوقع أن تظهر اليوم النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت على مدار ثلاثة أيام متواصلة، والمرجح أن يفوز فيها وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بنسبة كبيرة، قد تتخطى الـ 90 في المئة، ليتهيأ منذ اليوم للانتقال إلى قصر الاتحادية، ولكن ستظل المشكلة في الضعف الواضح لمعدلات مشاركة الناخبين في هذه الانتخابات.
وقد واصل الناخبون المصريون أمس الإدلاء بأصواتهم لليوم الثالث، على التوالي، في الاستحقاق الرئاسي الذي جرى، بعد 11 شهرا من إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، وسط حالة من الاستقطاب الحاد يشهدها الشارع المصري، بين مؤيدي وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي الذي ترجح كل التوقعات فوزه في هذه الانتخابات عبد الفتاح السيسي ومعارضيه، وإقبال ضعيف على التصويت خلال الأيام الثلاثة المتتالية، فيما أعلنت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة في اليوم الثاني «الثلاثاء» من الانتخابات بلغت 37 في المئة.
وقد أثار قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت يوما ثالثا احتجاجات واسعة لدى معظم الأوساط السياسية والقانونية، بما في ذلك حملة المرشح حمدين صباحي، وحتى حملة السيسي نفسها احتجت على التمديد.
ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن مصادر في اللجنة العليا للانتخابات أن اللجنة ستقوم بالبت في الاعتراضين وفقاً لما نص عليه القانون والدستور، إلا أنه قد ترددت أنباء أن اللجنة سترفض الاعتراضين لأن قرار اللجنة جاء في إطار اختصاصاتها بتنظيم عملية التصويت.
من جانبه، أكد المستشار عبد العزيز سلمان، أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، عدم تراجع اللجنة عن قرارها، وبشأن اعتراض مرشحي الانتخابات الرئاسية على قرار مد العملية التصويتية ليوم ثالث، قال سلمان، في مداخلة تلفزيونية، مساء الثلاثاء، إن اللجنة لا تنظر إلى اعتراضات مرشحي الرئاسة ولا علاقة لهما بعمل اللجنة، قائلاً: «لا شأن لنا باعتراض مرشحي الرئاسة ولكننا ننظر إلى مصلحة العملية الانتخابية».
وكانت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» قد نقلت عن المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، عضو اللجنة، قوله: «إن الهدف من تمديد عملية التصويت ليوم ثالث هو إتاحة الفرصة لأكبر قدر ممكن من الناخبين للإدلاء بأصواتهم.. ومنح فرصة للوافدين.. للعودة إلى دوائرهم الأصلية للإدلاء بأصواتهم».
من جهته قال المستشار عبد العزيز سالمان، أمين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، إنه لا صحة لما ذكره البعض حول إلغاء الانتخابات الرئاسية، مضيفا أن فكرة الإلغاء لم تطرح من الأساس.
وأضاف في تصريح صحافي أن عملية الانتخابات مرت بشكل منتظم خلال اليوم الثالث لها، مؤكدا أن النتيجة سوف يتم إعلانها خلال الفترة من الأحد حتى الخميس 5 يونيو، بحد أقصى كما كان مقررا.
وأوضح أن اللجنة ستتلقى الطعون على قراراتها الجمعة 30 مايو، على أن يتم البت فيها يومي السبت والأحد.
ووجه أمين عام اللجنة الشكر في بيان رسمي للقضاة من مختلف القطاعات القضائية على جهدهم في الاشراف على العملية الانتخابية.
من جهته أكد المرشح الرئاسي حمدين صباحي، في رسالة مصورة ليل الثلاثاء، على موقع يوتيوب، استمراره في سباق انتخابات الرئاسة وعدم الانسحاب.
وقال صباحي في رسالته: «من غير اللائق خذلان من رشحونا والانسحاب من المنافسة، واللائق بنا هو ما قررنا بأن نسحب كل مندوبينا من كافة اللجان في اليوم الإضافي المقحم المفروض، والذي قلت بوضوح وأعلنت حملتنا نحن ضد استمراره، ويلقي بشكوك عميقة في ديمقراطية هذه الانتخابات وفي نزاهتها. نحن لن ننسحب وفي نفس الوقت لن نقبل بالتزوير ولا بفرض شيء على إرادة المصريين ولا الاخترافات التي تمت ورصدناها، ونحمل لجنة الانتخابات الرئاسية واجهزة الأمن في هذا البلد مسؤولية ما جرى في اليومين الماضيين، وما يمكن أن يجري، ونحذر منه بوضوح في اليوم الإضافي اللقيط الذي فرض علينا، رغم إرادة كل الذين يريدون انتخابات ديمقراطية في هذا البلد.
أضاف صباحي: ووفقا لما سنراه غدا (أمس الأربعاء) ستتحدد مصداقية هذه الانتخابات، وسنعلن موقفنا منها، سنكمل لأنه لا يليق بنا الانسحاب، سنكمل لأننا نثق فيمن أعطونا أصواتهم»، وتابع أيضا: «لقد رصدنا انتهاكات منع مندوبين من الدخول، والاعتداء على بعضهم والقبض عليهم وتقديمهم للنيابات منها عسكرية، كما رصدنا اتجاهات لتسويد جماعي، وقدمنا كل ما عثرنا عليه في بلاغات للجهات الرسمية وحتى الآن لم تتم الاستجابة».