
الجزائر – «كونا»: جدد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الحمد التزام دولة الكويت بمبادئ وأهداف حركة عدم الانحياز «التي أنشئت في ظروف دولية استثنائية، قبل أكثر من نصف قرن من الزمن، حين غلبت نزعة الاستقطاب على المشهد الدولي آنذاك، معلنة قيام حركتنا كنبراس يضيء الطريق أمام دولها على مسرح الاحداث والتحديات العالمية والإقليمية».
وأكد الخالد في كلمته أمام المؤتمر الوزاري الـ17 لحركة عدم الانحياز الذي بدأ اعماله في العاصمة الجزائرية أمس، أن الجهود الدولية والإقليمية الساعية لإرساء قواعد السلام في الشرق الأوسط عانت من عوائق وعثرات نتيجة عدم التزام إسرائيل باتخاذ خطوات جدية لتحريك مفاوضات السلام علاوة على إمعانها في خرق جميع الالتزامات القانونية والدولية عليها.
وأوضح انه رغم المساعي الأمريكية بقيادة وزير الخارجية جون كيري وجهوده الملحوظة، في إحياء مسيرة المفاوضات الثنائية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، فان تلك المفاوضات لم تشهد أي انفراجة أو بارقة أمل في التوصل إلى حلول كفيلة بتحقيق معادلة السلام المستحقة.
وذكر أن إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال مازالت تواصل سياساتها التوسعية غير المشروعة من خلال إقامة المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحتجز الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها ومعتقلاتها وتمارس حصارا غير قانوني ولا إنساني على قطاع غزة، منتهكة بذلك كافة الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية النابعة من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالب الحركة بمواصلة الضغط والتحرك الجاد على كافة المستويات لحمل إسرائيل على القبول بقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، ووفق مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية.
وأشاد الشيخ صباح الخالد بالمصالحة الوطنية الفلسطينية التي وقع اتفاق بشأنها مؤخرا، باعتبارها خطوة مسؤولة ومهمة في مسار النضال الفلسطيني متمنيا لها التوفيق بما فيه خير ومصلحة كافة أطياف الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال إن الأزمة في سوريا التي تدخل عامها الرابع جنحت إلى مراحل أكثر دموية من مشاهدها السابقة، الأمر الذي «ينقلنا من مشاعر المخاوف الإقليمية والدولية المصاحبة لتبعات فشل الدولة، إلى مشاعر القلق الذي بات محسوسا من مخاطر فشل الإنسانية، مع جمود الجهود الدولية في وضع حد لتفاقم تلك الكارثة الإنسانية وما خلفتها من آثار مدمرة».
أضاف وزير الخارجية أن تزايد أعداد القتلى الذي تجاوز «150 ألف ضحية»، وارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في الخارج إلى أكثر من 2.5 مليون لاجئ، إلى جانب النازحين والمشردين في الداخل السوري، الذين بلغوا حوالي ستة ملايين نازح «يحتم علينا العمل بشكل جماعي لحث المجتمع الدولي ومجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤولياته، لوقف أعمال القتل وحقن دماء السوريين».
ولفت إلى أن دولة الكويت استضافت في يناير 2013 ويناير 2014 مؤتمرين دوليين للمانحين، لدعم الوضع الإنساني في سوريا في مسعى للاستجابة لتداعيات الأزمة الإنسانية في سوريا، مبينا أن التعهدات المعلنة خلال المؤتمرين بلغت حوالي 8ر3 مليارات دولار، منها 800 مليون ساهمت بها الكويت وسلمتها بالكامل لوكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية المعنية بالشأن الإنساني.
وأعرب الخالد عن تقديره لجهود الممثل الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، ومساعيه للتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سوريا معربا في الوقت نفسه عن أسفه لقراره بعدم الاستمرار في هذه المهمة الصعبة والمعقدة .