في أول زيارة لإيران، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، يصل سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والوفد الرسمي المرافق له إلى طهران اليوم، في زيارة رسمية تستغرق يومين، وتحظى باهتمام كبير من جانب المراقبين الإقليميين والدوليين، نظرا لما يواجه المنطقة حاليا من ظروف وتحديات، بالإضافة إلى الآمال التي تعقدها دول وشعوب المنطقة على سمو الأمير، لإزالة أسباب الاحتقان القائمة فيها، وتعميق أواصر التعاون والتقارب بينها.
ويتوقع العديد من المراقبين أن تتناول مباحثات سمو الأمير مع الرئيس الإيراني حسن روحاني موضوع العلاقات بين السعودية وإيران، بهدف إزالة أي شوائب في العلاقات بينهما، خصوصا مع صدور إشارات من المملكة برغبتها في استضافة مسؤولين إيرانيين لتوثيق العلاقات بين البلدين.
ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة أيضا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين حكومتي الكويت وايران، تتعلق بمجالات التعاون الجمركي والنقل الجوي والبيئة والسياحة والرياضة، اضافة الى تبادل وثائق التصديق لاتفاق التعاون الامني لدخوله حيز النفاذ.
وقد أوضح السفير الكويتي لدى إيران مجدي الظفيري أن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم سوف تستكمل اطر وجوانب العلاقات الكويتية - الايرانية، وقال: «نحن حريصون جدا وعندنا منظور خاص يقوده سمو امير البلاد يتعلق بكيفية تحقيق مشاريع ذات منافع ومصالح على مستوى استراتيجي واقليمي، وقد قمنا بطرح عدد من تلك المشاريع واتمنى من الجانب الايراني ان يأخذها بعين الاعتبار».
وأعرب عن اعتقاده بأنه «يوجد على الاجندة مشروع او مشروعان نتمنى ان نصل فيهما الى اتفاق نهائي، بما يعزز منظور الثقة السياسية في ايران من جانب الكويت ويعزز المصداقية في الكويت من جانب ايران»، وهو ما اعتبره المراقبون إشارة إلى موضوع «الجرف القاري» الذي يحتمل أن يتم توقيع اتفاق نهائي بشأنه.
السفير الظفيري أكد أيضا أن «سمو الامير قاد السياسة الخارجية وفق مفهوم الثوابت التي حصنت السياسة الخارجية الكويتية، وأكسبتها الاصدقاء، وقللت من هامش الاعداء، وبالذات في المنطقة، حيث ان سمو الامير يتمتع بأكبر مصداقية كحاكم لدولة في المنطقة، والكل يتمنى دوره للقيام بعمل سياسي سواء في تعزيز بناء الثقة بين دول الجوار الاقليمي او في وساطات سياسية او في معالجة قضايا تمنع التوتر في المنطقة».
أضاف ان زيارة صاحب السمو تكتسب اهمية سياسية خاصة، نظرا للظروف والتطورات في المنطقة معتبرا انها «ذات استحقاق سياسي بامتياز»، مشيرا كذلك إلى ان الكويت تنطلق في منظورها تجاه ايران من شعورها بالمسؤولية المشتركة في حفظ امن واستقرار منطقة الخليج، «لذلك نحن في علاقاتنا مع ايران ننطلق من الايمان بأن ايران شريك وقدر وجار، وجزء من المسؤولية الجماعية لتحقيق الامن والاستقرار الاقليمي».
أضاف ان سمو الأمير يتمتع بأكبر قدر من التجربة والمعرفة بالمعاناة التي مرت بها منطقة الخليج، بسبب المشاكل الخطيرة التي واجهتها وعدد الحروب التي كانت دولة الكويت احدى ضحاياها، وهذا ما يؤكد الاهمية السياسية لزيارة سموه الى ايران.
واوضح السفير الظفيري ان العلاقات الكويتية - الايرانية تجاوزت مرحلة العلاقات السياسية العادية، الى مرحلة العلاقات الاستراتيجية المبنية على التشاور والحوار وتبادل وجهات النظر، التي تصب جميعها في صالح تعزيز العلاقات الاقليمية وبناء علاقات صحية وودية جيدة بين كل دول المنطقة.
واعتبر ان الزيارة ستضيف بعدا خليجيا واقليميا كبيرا، نظرا لترؤس سموه الدورة الحالية للقمة الخليجية وكذلك ترؤسه للدورة الحالية للقمة العربية.
يرافق صاحب السمو الأمير خلال الزيارة وفد رفيع المستوى يضم كلا من: النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة د. عبدالمحسن مدعج المدعج، وزير المالية أنس الصالح،، وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. علي العمير، مدير مكتب سمو أمير البلاد أحمد فهد الفهد، المستشار بالديوان الأميري محمد أبو الحسن، المستشار بالديوان الأميري د. عادل الطبطبائي، رئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبد الله الصباح، ووكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجار الله كما يضم الوفد كبار المسؤولين في الديوان الأميري ووزارة الخارجية ووفدا إعلاميا وأمنيا.
