
أكدت مصادر تعليمية لـ «الصباح» أن البعثات التعليمية، التي تقوم وزارة التعليم العالي بإرسالها إلى الخارج، قد شهدت تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، مشيدة في هذا الصدد بالجهود التي يقودها وكيل الوزارة راشد النويهض، وما أسفرت عنه من نتائج نالت رضا الجميع.
وأوضحت المصادر أن الزيادة التي أقرتها الوزارة لمقاعد البعثات من 3800 مقعد الى 6000 مقعد بدءا من العام الحالي، تعد خطوة متميزة ورائعة، باتجاه تفعيل نظام البعثات، وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منه للكويت وللمبتعثين أنفسهم، لافتة إلى أن التحاق الطلبة الكويتيين بجامعات عالمية رفيعة المستوى يشكل إثراء كبيرا للحياة العلمية والعملية معا في البلاد، خصوصا أن الدول التي بنت نهضة علمية وصناعية كبيرة فيها، خلال العقود القليلة الماضية، مثل اليابان وكوريا وماليزيا وغيرها، اعتمدت في الأساس على نظام الابتعاث إلى أهم وأعرق الجامعات الأوروبية والأمريكية، والتي عاد خريجوها بعد ذلك ليسهموا بدرجة كبيرة في بناء نهضة بلادهم.
المصادر ذاتها ذكرت أن ذلك ليس هو التميز الوحيد الذي حققته وزارة التعليم العالي، فقد عملت الوزارة على احتواء أبنائها المبتعثين وتقديم كل الخدمات الممكنة لهم، والرائع في الأمر أنها لم تحوج هؤلاء الطلبة إلى «وسيط»، بل تعاملت معهم بشكل مباشر، وقدمت لهم كل ألوان الدعم المادي والمعنوي، وقامت بتلبية كل مطالبهم، من خلال المكاتب الثقافية التابعة للسفارات الكويتية في مختلف دول العالم، وقدمت الدعم والمساندة أيضا لكل أنشطتهم وفعالياتهم ومنتدياتهم، وحققت بأعلى مستوى ممكن الربط بين المبتعثين ووطنهم الأم.
ولفتت المصادر أيضا إلى أنه خلال العام الدراسي الماضي اختفت بشكل يكاد يكون تماما المشكلات والأزمات التي كانت تظهر كثيرا خلال سنوات مضت، وكانت تشكل أرقا للمبتعثين وأولياء أمورها، مؤكدة أن ذلك لم يأت من فراغ، وإنما يرجع بالدرجة الأولى إلى الاهتمام والمتابعة الدائمين الذين يوليهما مسؤولي وزارة التعليم العالي لقضايا المبتعثين، وحرصهما المستمر على تلمس همومهم ومعرفة شكاواهم، ومتابعة المسار الدقيق لمعالجتها ووضع الحلول الشافية لها.
وقالت المصادر إن المسؤولين في الوزارة وعلى رأسها الوكيل لم يتأخرا يوما عن مد يد العون والدعم لأبنائهما المبتعثين، وقاما بمشاركتهم العديد من الفعاليات والمؤتمرات في البلاد التي يدرسون بها، تأكيدا منهما على التواصل الدائم مع مبتعثينا في مختلف دول العالم.
أضافت أن إيمان دولة الكويت بأهمية العلم، ودوره الكبير في النهوض بالأمم والشعوب، وصناعة الحضارة والتقدم، كان وراء هذه التطورات الكبيرة التي طرأت على نظام الابتعاث، والتي أشاد بها المبتعثون أنفسهم، وأكدوا في مناسبات مختلفة أن وزارة التعليم العالي حققت النموذج الذي كانوا يتمنونه من فترة طويلة، واستجابت لكل المطالب والملاحظات التي كان يسجلها الدراسون في الخارج، وأخضعت نظام الابتعاث للتحليل والتقييم، حتى تمكنت من إيجاد الصيغة التي نالت رضا واستحسان الجميع، طلبة وأولياء أمور ومسؤولين أيضا، مؤكدة أن كل ذلك يصب في مصلحة العملية التعليمية بالكويت، وكذلك خدمة أهدافها التنموية، عبر مخرجات تعليمية رائدة ينتظر أن تسهم إسهاما كبيرا في خدمة وطنها ومواطنيها، خلال المستقبل القريب.