
بغداد – «وكالات»: شنت الطائرات العراقية أمس غارات جوية عنيفة على مواقع المسلحين في الموصل وتكريت ، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى. في هذه الأثناء أعلنت موسكو عن تسليم الدفعة الأولى من طائرات سوخوي المستعملة لحكومة المالكي في صفقة سابقة أحيطت بتهم فساد كبيرة.
وتستطيع طائرات السوخوي حمل قذائف جو-جو، وجو- أرض لقصف مواقع الثوار.
ولكن رائحة الفساد سرعان ما ظهرت في هذه الصفقة، فهذه الطائرات متهالكة وعمرها طويل وهي من جيل قديم من طائرات السوخوي، وتحتاج إلى صيانة دائمة وزيادة عن الطائرات الجديدة، كما تحتاج إلى قطع غيار مكلفة بسبب التوقف عن إنتاجها.
وقد وصلت هذه الطائرات إلى بغداد بعد أسبوعين من الضربات القاسية التي تلقتها قوات المالكي على يد الثوار العراقيين، وفي وقت تحاول فيه إعادة الاعتبار لموقعها بقيامها بهجوم كبير على منطقة تكريت مدعم بالمروحيات والدبابات في محاولة لإسقاطها، قبل الدخول في أي مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة.
يشار إلى أن طائرات سوخوي SU-25 مضى عليها 30 عاماً في الخدمة العسكرية وكانت جزءا من سلاح الجو العراقي بنظام صدام حسين.
من جهة أخرى يعتزم زعماء الأحزاب العراقية إجراء محادثات حساسة قد تطيح برئيس الوزراء نوري المالكي، بعدما دعا المرجع الشيعي الأعلى في البلاد إلى اختيار رئيس وزراء جديد على وجه السرعة لمواجهة متشددين مسلحين يهددون بتفتيت العراق.
وتناشد القوى الكبرى تشكيل حكومة عراقية شاملة لا تهيمن عليها الطائفة الشيعية، مثل الحكومة الحالية، لمواجهة تقدم المتشددين المسلحين الذين عبروا الحدود من سوريا ويمثلون تهديدا على منطقة الشرق الأوسط.
وفي تدخل سياسي مفاجئ يشير إلى نهاية فترة تولي المالكي للمنصب بعد ثماني سنوات، حث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الكتل السياسية على الاتفاق على رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد البرلمان المنتخب في بغداد يوم الثلاثاء.
وقال نائب عراقي ومسؤول سابق في الحكومة ينتمي إلى الائتلاف الوطني العراقي الذي يضم أحزابا شيعية «الأيام الثلاثة المقبلة مهمة للغاية للتوصل إلى اتفاق لدفع العملية السياسية إلى الأمام».
وأضاف النائب أنه يتوقع عقد اجتماعات داخلية للأحزاب المختلفة، وجلسة أوسع للائتلاف الوطني، تشارك فيها قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي مطلع الأسبوع.
ودخول السيستاني في المعادلة يجعل من الصعب على المالكي أن يستمر كرئيس وزراء مؤقت للعراق كما هو الحال منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في أبريل.
وبعث السيستاني برسالته بعدما فشل اجتماع للفصائل الشيعية، بما في ذلك ائتلاف دولة القانون، في الاتفاق على مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء.
ويتهم المالكي خصومه السياسيين بمحاولة منع عقد البرلمان في الوقت المحدد، واستغلال العنف للتدخل في العملية السياسية.
ومنذ مطلع يونيو، يسيطر متشددو تنظيم «داعش» على معظم المناطق في شمال وغرب العراق، كما استولوا على الموصل أكبر المدن الشمالية، وعلى مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين.