
بغداد – استوكهولم - «وكالات»: أفادت الأنباء الواردة من العراق أن طائرات لم تحدد هويتها قصفت أهدافاً في مدينة الموصل ، ولاسيما في مناطق «باب لكش» والهرمات والغابات والكرامة.
وأضافت هذه الأنباء أن القصف أدى إلى مقتل عنصرين من الدفاع المدني ، بالإضافة إلى وقوع أضرارٍ مادية كبيرة.
من جهته، أعلن محافظ بغداد علي التميمي أن ما يقارب الألف مقاتل من «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري وصلوا مدينة سامراء لحماية مرقدي الإمامين العسكريين، وتأمين محيط مدينة سامراء بالكامل، التي ذكرت مصادر أمنية وطبية أن عشرات الأشخاص أصيبوا فيها بقذائف مورتر أُطلقت على أحد المزارات.
وفي تكريت.. تمضي قوات المالكي في عملياتها العسكرية لليوم الرابع على التوالي، مستخدمة الغارات الجوية في محاولة لاستعادة السيطرة عليها, بينما تقول المصادر إن ثوار العشائر ومسلحي «داعش» قاموا بتفخـيـخ الجسور والطرقات ونشر مضـادات الطـائرات؛ استعداداً لـمواجهة قوات المالكي.
إلى ذلك، بثّ التلفزيون العراقي الرسمي مقاطع فيديو تظهر انتشار عناصر من قوات المالكي مدعومين بآليات ثقيلة في بعض من شوارع مدينة تكريت ، وفي محيط جامعة المدينة في إطار الحملة العسكرية، التي أعلنتها حكومة المالكي لاستعادة السيطرة على تكريت.
هذا.. وقد أكدت مصادر طبية في بغداد عثور الشرطة على جثتين تم إعدامهما بالرصاص في حي الشعلة ذي الأغلبية الشيعية. كما انفجرت قنبلة في حي الجهاد غرب بغداد ما أدى إلى مقتل اثنين من المارة وإصابة 6 آخرين.
ومن الواضح أن العراق يتعرض لفشل سياسي وانفلات أمني، وميليشيات تحارب بعضها في المدن، من بغداد إلى تكريت وسامراء وحتى الديوانية والموصل. فالأزمة الأمنية والعسكرية التي يشهدها العراق هي نهاية الحافة قبل الانغماس في حرب أهلية كارثية.
من جهة أخرى أعلنت إيران وتركيا معارضتهما لإعلان استقلال إقليم كردستان وتقسيم العراق في تصريحات متزامنة من طهران وأنقرة.
وقال حسين أمير عبداللهيان، مساعد الشؤون العربية والإفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية في مقابلة مع وكالة «إيرنا» الرسمية للأنباء، إن إيران تؤكد على «احترام استقلال وسيادة العراق ووحدته الوطنية».
وأضاف عبداللهيان «نحن نعارض بقوة تقسيم العراق، ومن يتحدثون عن تقسيم العراق لا يعلمون تبعات هذا الأمر»، مؤكدا على أن «قادة الإقليم الكردي العقلاء لا ينوون الاستقلال الذاتي، وأنهم ملتزمون بدستور البلد».
وأعلنت الحكومة التركية معارضتها الشديدة لانفصال إقليم كردستان العراق مع الإعلان عن رفض تركيا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوته لقيام دولة كردية.
وقال نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت ارينتش، في ختام اجتماع للحكومة التركية، إن «العالم أجمع يعرف موقفنا الرسمي، يجب ألا يتم تقسيم العراق، وألا نترك الكلمة للسلاح، ولا تسيل الدماء، ولا تضع القوى أيديها على العراق، ويجب أن يبقى العراق مجتمعا موحدا».
ورفض ارينتش تماما دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق، مشددا على أن «هناك في العراق دولة ودستورا».
وتأتي التأكيدات التركية الإيرانية عقب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو حول تأييد إسرائيل إعلان استقلال كردستان العراق، في كلمة ألقاها في منتدى أمني في تل أبيب، الأحد الماضي، حيث قال إنه «علينا أن ندعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال».
وفي هذا السياق، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني ، عزمه إجراء استفتاء على استقلال الإقليم خلال أشهر، مشيرا إلى أن العراق مقسم بالفعل، وأن الاستقلال حق طبيعي للأكراد.
وقال بارزاني لشبكة «بي بي سي» إنه في الوقت الذي يؤدي فيه الأكراد دورا في الحل السياسي للأزمة في العراق، فإن الاستقلال حقهم الطبيعي.
وذكر بارزاني أن «العراق مقسم بالفعل الآن، وهل من المفترض أن نبقى في هذا الوضع المأساوي الذي تعيش فيه البلاد؟ لست أنا من يقرر موضوع الاستقلال، إنه الشعب، سنجري استفتاء خلال أشهر».
وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، قد أعلن في وقت سابق، عن عزم الإقليم إجراء استفتاء من أجل الاستقلال، قائلا إن «الوقت أصبح مناسباً لممارسة عملية تقرير المصير بالنسبة إلى الأكراد».
وكانت تصريحات بارزاني قد جاءت خلال احتفال، قبل بضعة أيام، بالذكرى الـ66 لإعلان قيام «جمهورية مهاباد» التي تأسست في فبراير 1946 في كردستان إيران.
وكانت جمهورية مهاباد قد تأسست شمال غرب إيران، بقيادة رجل الدين الكردي القاضي محمد، وبدعم سوفياتي مباشر، وبمشاركة فعالة من قبل الأكراد العراقيين الذين قاد المئات منهم الزعيم الكردي التاريخي ملا مصطفى البرزاني، إلا أنها قمعت من قبل الشاه الإيراني بعد عام من تأسيسها وتم إعدام قادتها.
ويحتفظ الأكراد في العراق بحكم ذاتي موسع منذ عام 1991، إلا أنه في الوقت الحالي وصلت سلطتهم إلى مستوى التمتع بصلاحيات الدولة المستقلة، خاصة في ظل تخصيص نسبة كبيرة من الموازنة الاتحادية لحكومة إقليم كردستان، تقدر بـ17 في المئة من موازنة العراق السنوية.
ومع بدء اجتياح داعش للموصل والاضطرابات الأخيرة في العراق تحرك الأكراد نحو كركوك، وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها على مدينة كركوك في 12 يونيو الماضي في تحول تاريخي في هذه المدينة التي فيها تنوع قومي من الأكراد والعرب والتركمان.
ويرى مراقبون أن تركيا وإيران هما أكبر المتضررين من تشكيل دولة كردية مستقلة في شمال العراق، نظرا لوجود نسبة كبيرة من الأكراد في كل من إيران وتركيا، مما قد يؤدي إلى دعوات مشابهة من قبل الأكراد في كلا البلدين.
وتسعى تركيا إلى إيجاد حل للقضية الكردية من خلال إشراك الأكراد في العملية السياسية وإنهاء النزاع المسلح مع حزب العمال الكردستاني الذي طال لعقود.
أما بالنسبة لإيران فإن المواجهات المسلحة قد ازدادت على الحدود الغربية بين الحرس الثوري والشرطة الإيرانية مع فصائل كردية إيرانية مسلحة خلال الأيام الأخيرة سقط خلالها قتلى من الطرفين.
ورغم احتفاظ الحكومة الإيرانية بعلاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان العراق، فإنها أعلنت مرارا أنها تعارض أي انفصال للإقليم في إطار دعم حلفائها من الأحزاب الشيعية القابضة على زمان السلطة في بغداد.
إلى ذلك تفيد التقارير الواردة من شمال العراق بأن المتشددين الذين أعلنوا إقامة ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» في المناطق التي سيطروا عليها في العراق وسوريا طالبوا الجماعات المتمردة الأخرى بوضع أسلحتها وإعلان الولاء لهم.
وتعد هذه خطوة في سبيل إحكام التنظيم المتشدد قبضته على المناطق السنية التي سيطر عليها في الأسابيع الأخيرة.
غير أن ذلك يضع الجماعات السنية المتمردة الأخرى - ومن بينها أنصار الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والعسكريون الساخطون، وقوات القبائل - في مواجهة صعبة، إذ يتوجب عليهم التخلي عن القتال ضد الحكومة العراقية، وإلا فسيواجهون قوة تمرد أكثر قوة.
وتقول مصادر لجماعات السنة المسلحة ومصادر عسكرية تابعة للمتمردين إنهم أبلغوا في اجتماع عقد على مدى يومين في مدينة الموصل بأن المقاتلين الوحيدين الذين يحق لهم حمل السلاح هم المنتمون إلى ما كان يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش»، والذي تحول لاحقا إلى ما يعرف بـ»الدولة الإسلامية».
ونقل موفد «بي بي سي» إلى شمال العراق عن مصادر مقربة من المسلحين السنة في العراق قولها إن التنظيم اشترط على الفصائل المسلحة من العشائر وحزب البعث تقديم البيعة لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وإلقاء السلاح.
وقال شهود عيان نزحوا الثلاثاء من مدينة تكريت - التي ما زالت تشهد قتالا شديدا بين القوات الحكومية العراقية ومسلحين - إن مقاتلي «تنظيم الدولة»، المنتمين إلى جنسيات مختلفة، يمكن تمييزهم في شوارع المدينة بسهولة. وتفيد الأنباء بأن العراق عزز قواته المتجهة الى تكريت في محافظة صلاح الدين.
وكان أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم قد دعا المسلمين في رسالة صوتية إلى السفر إلى العراق وسوريا للمساعدة في بناء ما سماه بـ «الدولة الإسلامية». وحضهم على الهرع إلى «دولتهم»، وقال اهرعوا لأن «سوريا ليست للسوريين والعراق ليس للعراقيين».
وشدد البغدادي على أن هجرة المسلمين إلى «الدولة الاسلامية»، واجب عليهم ، ودعا بصورة خاصة القضاة والأطباء والمهندسين وجميع من لديهم الخبرة الإدارية والعسكرية.