
بغداد – عواصم – «وكالات»: نشرت السعودية 30 ألف جندي على حدودها مع العراق بعد انسحاب الجنود العراقيين من المنطقة ، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن قناة العربية التلفزيونية.
وتشترك السعودية مع العراق في حدود تمتد إلى نحو 800 كيلومتر، حيث استولى المقاتلون الإسلاميون المتشددون وغيرهم من الجماعات السنية على عدد من المدن والبلدات في شمال البلاد في عملية عسكرية خاطفة الشهر الماضي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أمس إن الملك عبدالله بن عبد العزيز أمر باتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المملكة من أي «تهديدات إرهابية» محتملة.
وأوردت قناة العربية على موقعها الإلكتروني أن الجنود السعوديين انتشروا في المنطقة الحدودية بعد أن هجرت القوات العراقية مواقعها هناك، تاركة المنطقة الحدودية مع السعودية وسوريا بدون حراسة.
ولكن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن نفى أن تكون القوات العراقية المتمركزة في المناطق الحدودية مع المملكة العربية السعودية ، قد انسحبت من مواقعها.
وقال ما حدث هو أن ثلاثة جنود فقط من الفرقة الرابعة هربوا من مواقعهم.
وأكد أن كل الفرقة الخامسة ما زالت في مواقعها الممتدة على الحدود مع السعودية.
وكانت العربية قد قالت إنها حصلت على شريط فيديو يظهر نحو 2500 جندي عراقي في منطقة صحراوية إلى الشرق من مدينة كربلاء العراقية بعدما انسحبوا من مواقعهم على الحدود.
ويظهر في شريط الفيديو الذي بثته «العربية» ضابط يقول إن الجنود العراقيين تلقوا أوامر بترك مواقعهم دون إعطائهم تبريرا لهذه الخطوة.
من جهة أخرى تلقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي باراك أوباما استعرضا خلاله تطورات الأوضاع السياسية في العراق، والخطر الذي تشكله الأزمة على أمن واستقرار العراق والمنطقة بشكل عام.
كما ناقش العاهل السعودي مع الرئيس الأمريكي ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة تشمل كافة الأطياف العراقية.
إلى ذلك قدم الرئيس الأمريكي الشكر للسعودية لتقديم مبلغ 500 مليون دولار كمساعدات إنسانية للمتضررين من الصراع الدائر في العراق.
في سياق ذي صلة حلّل خبراء في مجال الطيران صورا وفيديوهات لمقاتلات عراقية تظهر بجلاء محو علم بلد المصدر، أي إيران، في حين كان العراق أكد في شريط فيديو بثته وزارة الدفاع، إنه اشترى الطائرات من روسيا.
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت يوم الاثنين عن بدء تحليق طائرات «سوخوي» في سماء بغداد، وذلك بعدما أعلنت قبل ثلاثة أيام عن وصول خمس مقاتلات روسية من نوع «سوخوي» لتعزيز القدرة القتالية لقوات المالكي دون الإشارة إلى تسلم طائرات من نفس الطراز من إيران.
ويشار إلى أن طائرات «سوخوي SU-25» مضى عليها ثلاثون عاماً في الخدمة العسكرية، وكانت جزءاً من سلاح الجو العراقي خلال نظام صدام حسين.
وقد سلمت قبل يومين لبغداد في إطار تجسيد صفقة عسكرية روسية مع العراق.
ويؤكد الجيش العراقي استخدامه لهذه الطائرات المقاتلة، وهي من طراز سوخوي 25 ضد معارضي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
ويذكر أن الحكومة الإيرانية تنفي إرسال قوات أو أسلحة إلى العراق لدعم حليفها المالكي إلا أن مصادر إيرانية عدة تؤكد تواجد قوات برية وجوية إيرانية في العراق.
وفي الأيام القليلة الماضية نشرت صور غامضة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهو في العراق، كما ذاعت أنباء عن مقتل عنصر من القوات الخاصة الإيرانية في المعارك الدائرة على أرض الرافدين.
وحلّل موقع «The Aviationist» للصحافي الحالي والطيار السابق في القوات الجوية الإيطالية «David Cenciotti» صورا وفيديوهات لمقاتلات تستخدمها القوات الحكومية العراقية في الحرب، مؤكدا أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني.
والمقاتلات من طراز «سوخوي25» روسية الصنع، وبث الجيش الحكومي العراقي فيديو للمقاتلات التي تتواجد الآن في العراق، ولم يذكر الجهة التي زودت جيش المالكي بها، إلا أن كافة القرائن تؤكد أنها إيرانية.
ويعتقد مراقبون أن هذه الطائرات هي نفسها التي كان قد سلمها العراق في فترة صدام حسين، إلى طهران، خوفا من تعرضها للقصف الأمريكي في حرب الخليج الثانية، وامتنعت إيران عن إعادتها إلى بغداد، على أساس تعويضات عن حرب الثماني سنوات.