
نيويورك – «كونا»: فيما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم على قطاع غزة ، وارتكب مجزرة بشعة في حي الشجاعية امس ، ذكرت بمجازره الشهيرة في دير ياسين وصبرا وشاتيلا وغيرهما ، وقتل خلال مجزرة الأمس أكثر من 60 شهيدا ، فضلا عن مئات الجرحى والمصابين ، يصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دولة الكويت اليوم الاثنين ، في جولة في منطقة الشرق الأوسط ، في اطار المساعي الدولية لانهاء الأزمة القائمة في قطاع غزة.
وذكرت الامم المتحدة في بيان صدر الليلة قبل الماضية انه من المقرر ان يلتقي بان خلال زيارته التي تستمر ثلاث ساعات الى دولة الكويت ، بصفتها رئيسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية ، سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد .
وكان الشيخ صباح الخالد أعلن عن تبرع دولة الكويت بمبلغ عشرة ملايين دولار للشعب الفلسطيني ، في خطاب ألقاه قبل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب ، بدعوة من الكويت يوم الـ14 من يوليو الجاري لبحث العدوان الاسرائيلي على غزة.
يذكر ان الجولة الشرق أوسطية للامين العام للأمم المتحدة انطلقت امس الأول السبت وتشمل السعودية وقطر والكويت ومصر وفلسطين والاردن سعيا لانهاء الأزمة في القطاع لاسيما بعد إعلان تل أبيب بدء اجتياحها البري.
ووفقا لأحدث احصائيات رسمية ، فان القتال الدائر في قطاع غزة منذ نحو اسبوعين اسفر عن مقتل اكثر من 360 شخصا واصابة 3000 آخرين .
وقد واصلت إسرائيل أمس قصف حي الشجاعية في غزة رغم الاتفاق على هدنة ، وأفادت مراسلة قناة «العربية» بفرار آلاف الفلسطينيين من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أمسالأحد، وذكرت أن عدداً كبيراً من الضحايا ممددين في شوارع المدينة، وأعلنت وزارة الصحة انتشال جثامين 60 فلسطينياً وإصابة مئات آخرين بجروح في الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ونقل مراسل قناة «العربية» عن أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إشارته إلى ارتفاع عدد القتلى بمجزرة الشجاعية إلى 60 قتيلاً.
هذا وقتل مصور تلفزيوني فلسطيني ومسعف إثر قصف من الدبابات الإسرائيلية تعرضت له سيارة إسعاف في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة التي تتعرض للقصف الكثيف، على ما أفاد متحدث طبي فلسطيني.
وقال القدرة: «استشهد المصور التلفزيوني الصحافي خالد حمد «25 عاماً»، والمسعف فؤاد جابر بقذائف دبابات الاحتلال التي استهدفت سيارة إسعاف مباشرة أثناء محاولتهما نقل جرحى من حي الشجاعية».
ولا تستطيع سيارات الإسعاف التوجه الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي الإسرائيلي. وتحدثت أجهزة الطوارئ عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في القطاع. وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب من سكان مناطق البريج والمغازي «وسط» وحي التركمان «شمال» وحيي الجديدة والشجاعية في مدينة غزة إخلاء منازلهم في هذا القطاع الذي لا تتخطى مساحته 362 كلم مربعاً ويعيش فيه 1.8 مليون نسمة في حالة من المعاناة الدائمة.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية ما جري في حي الشجاعية ووصفته بـ»المجزرة»، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فوراً.
وصرح سامي أبو زهري، المتحدث باسم حركة «حماس»، أن مكتب الصليب الأحمر اتصل بحركة «حماس» وعرض التوسط لعقد تهدئة إنسانية لمدة ثلاث ساعات لتمكين سيارات الإسعاف من إخلاء الشهداء والجرحى. وأضاف أبو زهري أن حركة «حماس» وافقت على ذلك، لكن الاحتلال رفض، وهو لا يسمح لسيارات الإسعاف بالقيام بدورها.
وأعلنت الأمم المتحدة في غزة أنها استقبلت أكثر من 62 ألف نازح، وهو عدد أكبر مما استقبلته في نزاع 2008-2009 الذي أوقع حوالي 1400 قتيل فلسطيني.
وكان قطاع غزة قد شهد السبت يوماً دموياً بسقوط عشرات القتلى في غارات جوية إسرائيلية وعمليات قصف تواصلت فجر الأحد لتتخطى حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم في الثامن من يوليو الجاري حاجز الـ380 قتيلاً رغم دعوات المجتمع الدولي للتهدئة.
وأعلنت إرائيل عن توسيع عملياتها البرية وخصوصاً ضد الأنفاق التي لا يمكن استهدافها بالغارات الجوية.
وحركت إسرائيل 53200 جندي من أصل 65 ألف جندي احتياط وافقت على استدعائهم الحكومة.
وبحسب متحدث عسكري فإن القوات الإسرائيلية، من مدافع ودبابات، لا زالت في «ضواحي» المناطق المدنية القريبة من الحدود.
وعلى الصعيد الدبلوماسي لم يسجل أي تقدم من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار بعدما رفضت حركة «حماس» قبل أيام مبادرة مصرية للتهدئة.