
الكويت - غزة - «وكالات»: بحث النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مع عدد من المسؤولين العرب تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع ، من قتل وتنكيل وتدمير من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي الغاصب.
جاء ذلك خلال الاتصالات الهاتفية التي تلقاها وأجراها الشيخ صباح الخالد ، باعتبار الكويت دولة الرئاسة للدورة الحالية للقمة العربية ، مع كل من أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير خارجية مصر سامح شكري ، ووزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية ، ووزير خارجية الأردن ناصر جودة ، ووزير خارجية المغرب صلاح مزوار.
وتناولت المباحثات في مجملها كذلك التشاور بشأن الخطوات والإجراءات والاتصالات التي سيقوم بها الجانب العربي ، مع المجتمع الدولي والهيئات الدولية ، من أجل وضعها أمام مسؤولياتها لإيقاف هذا العدوان الاسرائيلي الخطير ، والعمل وبأسرع ما يمكن لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة ، مع التأكيد مجددا على ضرورة تنفيذ المبادرة المصرية القاضية بإيقاف الحرب الدائرة.
ورأت مصادر دبلوماسية أن المشاورات التي أجراها الخالد مع نظرائه العرب ، والأمين العام للجامعة العربية ، تشكل تأكيدا جديدا على الموقف الذي اتخذته كل من الكويت والسعودية والإمارات ، بدعم المبادرة المصرية للتهئة ووقف إطلاق النار ، ومن ثم إجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق يتضمن تهدئة طويلة المدى ، وتحقيق مطالب الفلسطينيين .
في سياق متصل حذر مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي المجتمع الدولي من الانخداع بما تقوله إسرائيل من أنها تدافع عن نفسها من الصواريخ الواردة إليها ، واصفا ما تفعله بـ «جرائم الحرب المخزية» .
كما أعلن ممثل فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور أمام مجلس الأمن أن «الأسرة الدولية تخلفت عن واجبها حماية المدنيين في أوقات الحرب» ، في إشارة الى ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وفي خطاب مؤثر عرض منصور صور الجرحى الفلسطينيين في غزة ، وعدد أسماء حوالي خمسين طفلاً فلسطينيا قتلوا في القصف الإسرائيلي.
وقال وهو يحاول حبس دموعه «هذه وجوه ضحايانا معظمهم من الأطفال. لسنا أرقاماً نحن بشر».
وأضاف أن «الأسرة الدولية تخلفت عن واجبها في حماية المدنيين في أوقات الحرب وفشلت في تطبيق القانون».
ودعا مجددا مجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار «لوقف العدوان ورفع الحصار «الإسرائيلي عن غزة» وتأمين حماية دولية للشعب الفلسطيني».
ووفقا لدبلوماسيين يعمل الأردن العضو في المجلس على صياغة مشروع قرار قد يوزع الثلاثاء على الأعضاء الآخرين لدرسه.
ويدعو النص «الى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة ورفع الحصار الاقتصادي الإسرائيلي. وبانتظار التوصل الى وقف لإطلاق النار يشدد مشروع القرار على اتخاذ «تدابير لحماية المدنيين» وتأمين مساعدة إنسانية بشكل عاجل للفلسطينيين.
وندد السفير المصري معتز خليل بـ «الاستخدام غير المتكافئ للقوة» من جانب الجيش الإسرائيلي، داعيا «جميع من لم يوافقوا بعد على المبادرة «المصرية للتهدئة» الى إعادة النظر في موقفهم».
من ناحية أخرى قررت القيادة الفلسطينية توجيه دعوة الى عقد اجتماع فوري للقوى الوطنية ، من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير في القاهرة.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية في بيان تلاه عقب انتهاء اجتماع القيادة فجر أمس ، ان القيادة قررت العمل العاجل من اجل تعزيز وحدة الصف الوطني ، تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية ، من خلال الدعوة الى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني.
واضاف عبد ربه ان «القيادة تؤكد ثقتها بأن مصر التي كانت سندا لفلسطين ، سوف تواصل رعايتها لوحدة القوى الوطنية ووحدة القرار والموقف الوطني ، لوقف نزيف غزة ووقف العدوان ضدها فورا».
إلى ذلك وصل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إلى تل أبيب أمس الأربعاء، سعيا للتوصل لسبل إنهاء أدمى أعمال عنف منذ سنوات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في غزة.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: «سيتوجه كيري أيضا إلى القدس والضفة الغربية وسيلتقي بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو».
ميدانيا قتل 13 فلسطينيين فجر أمس الأربعاء، في قصف إسرائيلي لقطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع الى 650 على الأقل بحسب وزارة الصحة في غزة.
وصباح الأربعاء، أعلن أشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «سقوط ثلاثة شهداء وإصابة عشرين آخرين على الأقل بجروح معظمها خطيرة جراء قصف الاحتلال لشرق خانيونس جنوب القطاع».
وأفاد شهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية تقصف هذه المنطقة في شكل عنيف، فيما أكد مسعفون أنهم غير قادرين على الوصول الى المنطقة لإجلاء المصابين.