
قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ان الكويت تستذكر في هذا اليوم بطولات الجنود الشجعان ، الذين ثبتوا في أحلك أوقات الوطن ، وبخاصة الأسرى والشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيله ولم يعودوا الى اسرهم وذويهم.
وأكد الحمود في تصريح له أمس ، بمناسبة الذكرى الـ24 للغزو العراقي الغاشم اننا سنبقى ممتنين الى الأبد لكل الذين انضموا الى القوات الكويتية الباسلة لتأمين حريتنا واستعادة الديمقراطية بدمائهم.
أضاف اننا نريد أن تعلم شعوب الـ34 دولة الذين انضموا الى التحالف لتحرير الكويت ، أننا لن ننسى ابدا مساهماتهم لتأمين حريتنا ، عندما كان الكثير من الكويتيين يعانون ويعيشون في خوف حيث توافد أصدقاؤنا من جميع أنحاء العالم ليساعدونا.
وذكر «اننا بعد ما يزيد على عقدين من الزمن من تحرير بلدنا الكويت فخورون للوقوف كتفا الى كتف ، مع الأصدقاء والحلفاء في المجتمع الدولي للعمل من أجل السلام وتعزيز المؤسسات الدولية».
وذكر أن الكويت تتطلع الى المستقبل بتفاؤل كبير ، آملة استمرار السلام والرخاء بسواعد شبابها الموهوب والطموح الذين تمنحهم كل ثقتها للنهوض بها.
من جهة أخرى اعتبر السياسي البوسني واليوغسلافي المخضرم حارث سيلايجتش أمس ان غزو العراق لدولة الكويت في مثل هذا اليوم من عام 1990 شكل انقلابا على مفاهيم حسن الجوار ومعالجة القضايا بين الدول بالحوار.
وأضاف سيلايجتش الذي كان وقت الغزو العراقي لدولة الكويت وزيرا لخارجية جمهورية البوسنة والهرسك في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان «هذا الغزو الغاشم شكل انقلابا على المفاوضات السياسية التي تمثل اساس العلاقات الدولية في العالم المعاصر».
ولفت الى أن «هذا الغزو كان له انعكاسات سلبية اقليمية على الوضع في البوسنة والهرسك خاصة عندما قام النظام الصربي بعد عام ونصف بالاعتداء على البوسنة والهرسك».
كما أشار إلى أن النظام العراقي دعم نظام صربيا في حربه ضد البوسنة بتزويده بالنفط ولاحقا بالسلاح على اعتبار ان «البوسنيين كانوا في ذلك الوقت متعاطفين مع الحق الكويتي ومخالفين بذلك النظام في صربيا وبقية جمهوريات يوغسلافيا التي شاءت غالبيتها الحياد في مسألة الغزو العراقي لدولة الكويت».
واعتبر سيلايجتش الذي تبوأ لاحقا منصب رئيس مجلس الرئاسة في الدولة البوسنية وقوف العالم مع حقوق دولة الكويت عاملا ساهم في التعرف المبكر على النوايا العدوانية للنظام في صربيا والذي استخدم بعض ادبيات النظام العراقي ومبرراته في غزو الدولة الجارة المسالمة الكويت.
واكد سيلايجتش ان ما يجري الان في العراق من صراعات مسلحة وانقسامات وتوتر نتيجة سياسة النظام العراقي السابق والناجمة عن سياساته الرعناء التي بدأها بغزو دولة الكويت و«بسببه جلب على العراق الوجود العسكري الاجنبي ولاحقا الغزو الامريكي للعراق وتبعاته التي نشاهدها اليوم».
يذكر أنه في يوم الثاني من أغسطس عام 1990 اجتاحت قوات النظام العراقي الأراضي الكويتية واستولت على قصر دسمان مقر أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح والمباني المهمة في الكويت ، إثر هجوم مباغت نفذته فجرا ، واصدرت وزارة الدفاع الكويتية بيانا طالبت فيه بالتوقف فورا عن هذا العمل العدائي ، وانسحاب القوات الغازية من الأراضي الكويتية. وزعم النظام العراقي أن قواته «زحفت من الأراضي العراقية استجابة لنداءات من الشعب الكويتي الذي أطاح الحكم القائم». وأذاع راديو بغداد في الساعة الواحدة ظهرا البيان رقم واحد لما أطلق عليه «الحكومة الكويتية المؤقتة» زعم فيه عزل أمير البلاد وحل المجلس الوطني وتشكيل ما يسمى «حكومة الكويت الحرة» ، وقررت الولايات المتحدة تجميد الودائع الكويتية والممتلكات الكويتية والعراقية لديها ولدى الفروع والمؤسسات التابعة لها في الخارج ، بعد أن دانت غزو النظام العراقي للكويت ، وطالبت بانسحاب قواته على الفور وبدون شروط. وواصل نظام المقبور صدام تبجحه وأعلن أن الكويت أصبحت المحافظة الـ19 له وأطلق عليها اسما جديدا هو «كاظمة».
وقد وجه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وقتها الشيخ سعد العبدالله السالم كلمة للشعب الكويتي ، أكد فيها أن «الوطن العزيز يواجه غزوا وحشيا من أعداء المحبة والسلام» ، وذكر أن الكويت واجهت عبر تاريخها الطويل محنا قاسية ومحاولات غاشمة للغدر والعدوان ، وكلها باءت بالفشل بفضل الله وكريم عنايته ورعايته وبتماسك أهل الكويت وتلاحمهم واستعدادهم للموت في سبيل الوطن ، وقال «إننا سنمضي بعون الله وتأييده وراء قائدنا حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد نرد المعتدين ونحاربهم في كل مكان من كويتنا الحبيبة حتى نطهر أرضنا الطيبة ونردهم على أعقابهم خاسرين».
كما دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع غزو القوات العراقية للكويت في اجتماع عاجل عقده بناء على دعوة الكويت والولايات المتحدة ، وطالب القرار رقم 660 الذي أصدره المجلس بحضور الأمين العام خافيير بيريز ديكويلار النظام العراقي، بسحب جميع قواته إلى المواقع التي كانت موجودة فيها في الأول من أغسطس فورا ودون قيد أو شرط. كما طالب ببدء المفاوضات على الفور بين البلدين لحل خلافاتهما وبدعم كل الجهود في هذا الاتجاه وخاصة جهود الجامعة العربية ، ورفضت بغداد هذا القرار وزعمت أن «العمل العسكري العراقي شأن داخلي».
واستمر النظام العراقي البائد في مكابرته حتى جاءت معركة تحرير الكويت ، فخرج منها صاغرا ، واستعاد الكويتيون وطنهم الذي سالت في سبيل تحريره دماء أغلى وأعز الشهداء من أبناء الكويت .