
تتواصل الجهود العربية والدولية من أجل وضع حد للعدوان الصهيوني على غزة ، وفي الصدارة منها الجهود التي تبذلها الكويت على الصعيدين الإقليمي والعالمي .
في هذا الصدد أكدت مصادرمطلعة لـ «الصباح» أن الكويت لن يهدأ لها بال حتى يتم وقف العدوان الإجرامي ضد قطاع غزة ، وإقرار سلام عادل وشامل ينصف الفلسطينيين ، ويمهد لإقامة دولتهم المستقلة ، مشيرة إلى أن التحرك الكويتي في هذا الصدد يأتي من كونها تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية ، ومؤكدة أن هذا التحرك يحظى بترحيب وقبول كبيرين إقليميا ودوليا .
وكان مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور عياد العتيبي قد طلب أمس الأول بصفته رئيس المجموعة العربية ، عقد اجتماع رسمي للجمعية العامة للمنظمة الدولية «في أقرب وقت ممكن» لسماع آراء مسؤولين رفيعي المستوى حول الوضع في غزة.
وأعرب العتيبي الذي ترأس المجموعة العربية خلال شهر يوليو ، في رسالة بعث بها إلى رئيس الجمعية العامة جون آش ، عن أمله بأن توجه الدعوة الى المفوضة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي
والمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «اونروا» بيير كراهينبول ، ونائبة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس ، ومبعوث الامم المتحدة لمنظمة الشرق الاوسط روبرت سيري لحضور اجتماع.
وقال السفير العتيبي في تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية إن المجموعة العربية أعربت عن خيبة أملها ، إزاء صمت وعجز مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته في التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأضاف ان المجموعة العربية مستاءة من موقف المجلس من العدوان الاسرائيلي ومن رفع الحصار ، ومن البيانات التي اعتمدها الى حد الآن والتي لا ترقى الى حجم المأساة والكارثة الإنسانية التي تعرض لها قطاع غزة ورفضه لإدانة الاعتداءات التي تعرضت لها مدارس ال«اونروا» .
. وأكد العتيبي استمرار المجموعة العربية في التحرك بمجلس الأمن ، بهدف استصدار قرار ، تنفيذا لتكليف مجلس الجامعة العربية ، الذي طالب باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
من ناحية أخرى قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة كانت كفيلة بإنهاء النزاع بين حماس وإسرائيل، لكن مرور الوقت جعل الأمر أكثر تعقيدا.
أضاف السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي عقد السبت في القاهرة «المبادرة المصريى تشكل فرصة حقيقية لإيجاد حل حقيقي للأزمة في قطاع غزة».
وسينطلق وفد فلسطيني بقيادة عزام الأحمد إلى القاهرة من العاصمة الأردنية عمان لإجراء محادثات حول حل الأزمة في غزة، وسينضم إلى الوفد بعض قياديي حماس والجهاد الإسلامي المقيمين في المنفى.
ولن يشارك في المحادثات ممثلون عن حماس من قطاع غزة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد حذر بدوره ممن أن صمت المجتمع الدولي تجاه المجازر التي ترتكبهال إسرائيل بحق الفلسطينيين ، ليس له أي تبرير، و»سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام، ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها».
وقال خادم الحرمين ، في كلمة وجهها للأمتين العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي إن « أمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية».
أضاف «وإلى جانب هذا كله نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية، لم تستثن أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكانياتها ونواياها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام، ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها».
وأوضح «وأذكر من مكاني هذا أننا قد دعونا منذ عشر سنوات في مؤتمر الرياض إلى إنشاء «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب»، وقد حظي المقترح بتأييد العالم أجمع في حينه، وذلك بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، لكننا أصبنا بخيبة أمل - بعد ذلك - بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة، الأمر الذي أدى لعدم تفعيل المقترح بالشكل الذي كنا نعلق عليه آمالاً كبيرة».
وأشار إلى أن «واليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، إنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، والتي لم يسلم منها أحد .
في غضون ذلك أبلغ الجيش الإسرائيلي رسائل لسكان بيت لاهيا شمالي قطاع غزة أن بإمكانهم العودة إلى منازلهم، بينما يقول شهود عيان إنهم شاهدوا القوات الإسرائيلية تنسحب من المكان .
في سياق متصل قاطعت اسرائيل مفاوضات وقف اطلاق النار التي كان محددا لها أمس في القاهرة ، كما كان مقررا، حسبما ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول اسرائيلي قوله «حماس ليست مهتمة بالتوصل الى اتفاق».
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أعداد القتلى في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بلغت 100 قتيل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية أن منذ ساعات فجر السبت قتلت إسرائيل 50 آخرين في مدينة غزة وضواحيها لترتفع بذلك أعداد قتلى الهجمات الإسرائيلية المستمرة لليوم السادس والعشرين إلى 1650 قتيلا و 8900 جريحا.
ويقول مسؤولون فلسطينيون في غزة إن ما لا يقل عن 1654 فلسطيني قتلوا منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين، بينما قتل 63 جنديا إسرائيليا وثلاثة مدنيين إسرائيليين.
ويطاب قادة حماس أن تتضم أي مبادرة لحل الأزمة رفع الحصار عن قطاع غزة من الجانبين الإسرائيلي والمصري.
وأفاد مراسل بي بي سي في غزة أن الطائرات الحربية الإسرائيلية والدبابات المتوغلة داخل المناطق الشرقية للقطاع قصفت مناطق متفرقة من أقصى جنوب القطاع إلى أقصى شماله.
وأوضح المراسل قائلا إن إسرائيل استهدفت أكثر من 24 منزلاً ودمرتها كلياً إضافة إلى قصف وتدمير ثلاثة مساجد ومبنى كبير في مقر الجامعة الإسلامية في مدينة غزة وتدمير مقر المحكمة الشرعية في جباليا، إضافة إلى مواقع تدريب تابعة لفصائل فلسطينية.
ويذكر أن الجيش الإسرائيلي عزل محافظة رفح عن باقي مناطق قطاع غزة مهدداً من خلال إرسال آلاف الرسائل الصوتية على هواتف سكان القطاع باستهداف أي شخص يتحرك أو أي مركبة تتحرك عبر الطريق الواصل ما بين محافظتي رفح وخان يونس في جنوبي القطاع.
وقالت مصادر طبية إن 7 قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين بينهم حالات خطيرة وأنهم نقلوا إلى المشفى الإماراتي في قصف استهدف منزل عائلة أبو سليمان في رفح ومن بينهم عدد من الأطفال والنساء.
كما قتل 13 شخصا آخرين في قصف على منزل لعائلة زعرب في مدينة رفح أيضاً. وقتل في وقت لاحق 7 من عائلة الشاعر في قصف استهدف منزلهم في نفس المنطقة.
كما أكدت مصادر طبية مقتل5 بينهم ثلاثة اطفال، في قصف استهدف منزلا يعود لعائلة النيرب في منطقة المجمع الاسلامي بحي الصبرة جنوبي غزة.
وقال شهود إن طائرات الجيش الاسرائيلي دمرت مبنى مكونا من 5 طبقات في الجامعة الاسلامية بغزة ومقر شركة الملتزم للتأمين ومسجد الامام الشافعي، إضافة الى منزل قيادي من حماس في رفح إضافة إلى تدمير منزلين في حي تل السلطان لعائلة كباجة والتوم غرب المدينة.
وقال مسعفون إن مؤذن المسجد العمري الكبير في بلدة جباليا قتل وأصيب عدد آخر بعد تدمير مقاتلات حربية إسرائيلية للمسجد.
كما أصيب عدد من سكان خان يونس في غارة اسرائيلية استهدفت منزل عائلة حمدان واستهدفت طائرات شقة سكنية بحي النصر بمدينة غزة، ومنزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وواصل المسلحون الفلسطينيون قصف مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ إذ أعلنوا عن ضرب تل أبيب بعدد من الصواريخ من طراز m75.
وقصفت الفصائل أيضا منطقة «هشارون» شمال تل أبيب ودوت صفارات الإنذار في غفعاتيم ، وبيتح تكفا ، وهود هشارون ورماته شارون وعمق خحيفر، وهرتسيليا ومناطق جنوب هشارون مثل رعنانا وفقاً لمصادر إسرائيلية.
وضرب المسلحون الفلسطينيون مدينة بئر السبع ودوت صفارات الإنذار في مناطق مرحافيم والمجلس الإقليمي «بني شيمعون».
وكان قد اتفق على وفق إطلاق النار لمدة 72 ساعة بدءا من صباح الجمعة لكن الهدنة سرعان ما انهارت.
واتهمت حماس إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار لكن الجيش الإسرائيلي قال إنه اضطر إلى الرد على الهجمات الصاروخية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية.
ووصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الوضع في المنطقة بأن «مفجع» لكنه قال إنه سيعمل على إحلال هدنة جديدة بين الطرفين.
من جهة أخرى قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس السبت، أحد مباني الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، بعدة صواريخ دون أن يتم الإعلان عن وقوع إصابات.
وقال شهود عيان، إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية من نوع F16 قصفت أحد مباني الجامعة الإٍسلامية ، الواقعة في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة ، بعدد من الصواريخ ما أدى لتدمير جزء كبير من المبنى المستهدف وإلحاق أضرار بالغة في بقية المباني.
وأكد شهود العيان أن أضرارا بالغة لحقت أيضا في جامعة الأزهر الملاصقة للجامعة الإسلامية.
من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي للجامعة الإسلامية لم يتسبب في وقوع إصابات.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف أحد مباني الجامعة الإسلامية في حربه على قطاع غزة عام 2008-2009، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.