
بغداد – واشنطن – «وكالات»: أكد الرئيس باراك أوباما أن الغارات الأمريكية الأخيرة دمرت أسلحة وعتادا للمقاتلين الإسلاميين في شمال العراق، مشددا على أنه ليس هناك وقت محدد لإنهاء العملية العسكرية الأمريكية التي بدأت هذا الأسبوع.
وقال أوباما للصحافيين أمس : «لن أعلن جدولا زمنيا محددا لأنه كما سبق أن قلت منذ البداية ، حيث هناك تهديد للطواقم والمنشات الأمريكية، فإن من واجبي ومسؤوليتي كقائد «للقوات المسلحة» أن اتأكد من حمايتها».
وأضاف، أن النزاع في العراق لا يمكن أن يحل في بضعة أسابيع، وذلك غداة أول ضربات توجهها مقاتلات أمريكية لمواقع مقاتلي تنظيم داعش في العراق.
وتابع الرئيس الأمريكي: «لن نسمح بإقامة دولة الخلافة في العراق وسوريا ولا اعتقد أننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة أسابيع، الأمر سيأخذ وقتا»، موضحا أن الولايات المتحدة دفعت الى التدخل لأن تقدم مقاتلي تنظيم داعش كان أسرع مما توقعته أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
من جهة أخرى أفادت مصادر كردية أمس السبت بأن 20 مسلحا قتلوا وأصيب 55 آخرون في قصف للطيران الأمريكي استهدف تجمعات الدولة الإسلامية على الحدود بين الموصل وأربيل «450 كم شمال بغداد». وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» إن الطيران الحربي الأمريكي شن أمس غارات جوية على تجمعات الدولة الإسلامية في منطقة الخازر الحدودية بين الموصل وأربيل شمال العراق ، ما أدى إلى مقتل 20 من المسلحين وإصابة 55 آخرين بجروح.
كما قال شهود أمس إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على أكبر سد ، في العراق في هجوم أثار قلقا دوليا ، جلبوا مهندسين لإصلاح السد.
وسارع الأكراد لتكديس الأسلحة دفاعا عن إقليمهم الذي أصبح على بعد 30 دقيقة بالسيارة من مواقع التنظيم.
ويسيطر المتشددون المسلحون على مناطق واسعة في شمال العراق منذ يونيو حزيران ، وأعدموا الأسرى من غير المسلمين السنة وشردوا عشرات الالاف ، مما دفع الولايات المتحدة لشن أول ضربة جوية في المنطقة منذ سحبت جنودها من العراق في 2011.
وبعد أن دحروا القوات الكردية في وقت سابق الأسبوع الماضي ، أصبح مسلحو الدولة الإسلامية على بعد 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة إقليم كردستان ، التي تفادت الصراع الطائفي في أنحاء أخرى بالعراق على مدى عشرة أعوام.
ولاذ موظفون في شركات نفط أجنبية بالفرار ، بينما أقبل الأكراد على شراء بنادق كلاشنيكوف من أسواق السلاح خشية هجوم وشيك ، رغم أن هذه البنادق لن تجدي نفعا أمام مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يتمتعون بقوة نيران متفوقة.
وفي ظل خطر الدولة الإسلامية قال مصدر في الحكومة الاقليمية الكردية إن الحكومة تلقت إمدادات إضافية من الأسلحة الثقيلة من الحكومة المركزية في بغداد و«حكومات أخرى» على مدى الأيام القليلة الماضية ، لكنه رفض الخوض في تفاصيل.
وأبلغ مهندس يعمل في سد الموصل رويترز أن مقاتلي الدولة الإسلامية أحضروا مهندسين لإصلاح خط كهرباء الطوارئ للمدينة و، هي أكبر مدينة عراقية في الشمال. وكان خط الكهرباء قد انقطع قبل أربعة أيام ، مما أدى لانقطاع الكهرباء ونقص في المياه.
وقال المهندس «إنهم يجمعون الناس للعمل في السد».
وأوضح أحد المشرفين على إدارة السد إن المتشددين يرفعون أعلام تنظيم الدولة الإسلامية السوداء، ويقومون بدوريات مراقبة بسيارات نقل تحمل مدافع آلية لحماية المنشآت التي انتزعوا السيطرة عليها من القوات الكردية في وقت سابق الأسبوع الماضي.
ويشكل تنظيم الدولة الإسلامية المؤلف بشكل أساسي من المقاتلين العرب والأجانب ، ويريد إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط أكبر خطر على العراق المصدر الرئيسي للنفط منذ الإطاحة بصدام حسين في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.
واجتاح المتشددون المنطقة دون أي مقاومة تذكر من قوات الحكومة العراقية التي دربتها الولايات المتحدة ، كما هددوا بالزحف على بغداد بعد استيلائهم على دبابات وناقلات جند مدرعة وأسلحة آلية من القوات العراقية المتقهقرة.
وفي هجومهم الأحدث سيطر المقاتلون على حقل نفطي خامس سيساعدهم على تمويل العمليات إلى جانب عدد من البلدات ، بالاضافة للسد الذي قد يسمح لهم باغراق مدن بالمياه أو قطع إمدادات المياه والكهرباء الحيوية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن طائرتين من طراز إف/إيه -18 انطلقتا من حاملة طائرات في الخليج ، وأسقطتا قنابل زنة كل منها 500 رطل موجهة بالليزر على قطع مدفعية تابعة للدولة الإسلامية. واستهدفت ضربات جوية أخرى مواقع قذائف مورتر وقافلة تتبع التنظيم.