
القاهرة – «وكالات»: شهدت العاصمة المصرية أمس وعدد من المحافظات الأخرى، مسيرات احتجاجية في الذكرى الأولى لفض اعتصامي رابعة العدوية والنضة، والتي سقط فيها عدد كبير من القتلى، من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقتل أمس الخميس 5 متظاهرين وجرح عدد آخر، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ أمس الأول إلى أربعة، فيما تم اعتقال العشرات، وذلك، وسط استنفار أمني كبير خاصة في القاهرة.
فقد فرضت أجهزة الأمن المصرية الخميس إجراءات مشددة في عدد من المناطق والمنشآت الحيوية، وشهدت ميادين رابعة والنهضة والتحرير على وجه التحديد تشديدا أمنيا مكثفا، بعد دعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي بالتظاهر تحت شعار «القصاص» في ذكرى أحداث فض الاعتصامين.
وقالت مصادر إن قتيلين سقطا برصاص قوات الأمن في شارع جامعة الدول العربية في حي المهندسين بالقاهرة، وقتل اثنان آخران بالرصاص في حيي المعادي والمطرية بالقاهرة. وكان متظاهر آخر قتل مساء أمس برصاص الأمن في كفر الزيات بمحافظة الغربية أثناء تفريق مظاهرة منددة بالانقلاب في ذكرى فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية بالقاهرة والنهضة بالجيزة.
وخرجت منذ صباح أمس مظاهرات شارك فيها آلاف في جل المحافظات المصرية في ذكرى المذبحة التي قتل فيها مئات من مناهضي الانقلاب.
وبعد الظهر، انطلقت مسيرات أكبر من عدة مساجد في القاهرة الكبرى والإسكندرية رغم إجراءات الأمن المشددة في الشوارع والميادين. ودعا التحالف -في بيان له أمس الأول - مناهضي السلطة الحالية إلى بدء ما سماها موجة ثورية جديدة تحت مسمى «القصاص مطلبنا».
وقال ناشطون إن الشرطة استخدمت الرصاص الحي ورصاص الخرطوش والقنابل المدمعة لتفريق مظاهرات في القاهرة الكبرى والإسكندرية وغيرهما.
وقالت مصادر أمنية وناشطون إن الأمن فرق مسيرة في بلدة كرداسة بالجيزة غربي القاهرة، في حين تجمع حشد كبير في حي المطرية ومدينة نصر بالقاهرة.
وتحدث مصدر أمني عن اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين على كوبري ناهيا قرب حي المهندسين بالجيزة حيث سقط لاحقا القتيلان اللذان أصيبا بالرصاص الحي.
وفي الإسكندرية، أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على مسيرة من جملة ثلاث مسيرات نظمت في المدينة، واعتقلت عشرات المحتجين، كما تدخل الأمن لتفريق متظاهرين في مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، واعتقل خمسة على الأقل من المحتجين.
وبينما تحدث تحالف دعم الشرعية عن مشاركة كثيفة في بعض المناطق ومنها الجيزة، وصفت السلطات المظاهرات بالمحدودة.
واتهم اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية المصري جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة «تنفيذ مخطط تخريب وتعطيل المرافق العامة بالدولة، وذلك بعد فشلهم في حشد المظاهرات المؤيدة لهم»، حسب تعبيره.
وبالتزامن مع المظاهرات، قطع محتجون بالإطارات المشتعلة عددا من الطرق في القاهرة الكبرى وفي محافظات أخرى، وفقا لمصادر متطابقة.
وشملت عمليات قطع الطرق المعادي وشبرا الخيمة وأبو زعبل بالقاهرة الكبرى، وكفر الشيخ حيث تم قطع الطريق بين بورسعيد والإسكندرية لبعض الوقت.
كما تم قطع طرق في مداخل مدينة بني سويف بصعيد مصر، والطريق بين القاهرة والإسماعيلية، وتحدث ناشطون عن قطع خطوط حديدية في المنيا.
وتأتي الاحتجاجات التي دعا إليها تحالف دعم الشرعية بعد إعلان منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن قتل المعتصمين في ميداني رابعة والنهضة ربما يشكل «جرائم ضد الانسانية».
وطالبت المنظمة بالتحقيق مع الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي - الذي كان وقت المذبحة وزيرا للدفاع - ووزير الداخلية محمد إبراهيم.
في الأثناء، قتل رقيب شرطة مصري أمس برصاص مسلحين على دراجة بخارية أثناء عودته إلى منزله في سيارته بحي حلوان جنوبي القاهرة وفقا لمصادر أمنية، ولم يتضح ما إذا كان الاغتيال جنائيا أم سياسيا.