بغداد – عواصم – «وكالات»: يبدو أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي بات وحيدا بعد تخلي حزبه، أي حزب الدعوة والمرجعية الشيعية العليا في العراق عنه. في المقابل سيبدأ العبادي مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.
وبالعودة إلى المالكي، فأيامه في السلطة باتت معدودة بعد أن سحب البساط من تحته، إثر إعلان حزب الدعوة تخليه عنه ودعمه لرئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، إضافة إلى ترحيب المرشد الأعلى الإيراني بتكليف العبادي للمنصب.
وقد جاء في بيان أصدره حزب الدعوة الإسلامي، الكشف عن تفاصيل رسالة أخذ ورد بين الحزب والمرجعية الشيعية في العراق علي السيستاني. فحزب المالكي لمس مشكلة كبيرة تعترض ترشيح المالكي لولاية ثالثة، خصوصاً وأنه مرفوض من قبل الداخل لسياسته الإقصائية التي انتهجها ضد السنة في العراق.
واعتباراً من أنّ الأزمة العراقية تبدأ بإيجاد حل سياسي لها وهو تأليف حكومة جامعة، ارتأى الحزب مراسلة السيستاني يسأله نصحه في هذا الموضوع، ومؤكداً على أن السيستاني رأيه فاصلٌ في هذه المسألة.
وجاء رد السيستاني على حزب الدعوة، بالتأكيد على وجوب تشكيل حكومة جديدة جامعة وتوافقية في أسرع وقت، ويجب أن ترأسها شخصية لديها قبول واسع في الداخل العراقي. فاستنتج حزب المالكي من هذا الرد أنه يجب طرح اسم بديل عن المالكي، وهذا ما قاموا به بطرحهم حيدر العبادي.
من جهة أخرى، كشف القيادي في حزب الدعوة صلاح عبد الرزاق، الخميس، عن لقاء قريب بين رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي والمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، نافياً الأنباء التي وردت عن استبدال العبادي بمرشح آخر مقابل سحب المالكي الشكوى المقدمة في المحكمة الاتحادية.
وقال عبد الرزاق في حديث لـ»السومرية» إن «رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي سيلتقي المرجعية الدينية العليا علي السيستاني قريباً»، مشيراً إلى أن «حزب الدعوة أصدر بيان دعم بشكل واضح وصريح للعبادي».
في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أقصى حالات الاستنفار في العراق مع تصاعد الأزمة الإنسانية التي صاحبت التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف، أغلبهم من الأقليات الدينية وبينهم الأيزيديون، عالقون في جبل سنجار بعد أن اضطروا إلى النزوح من منازلهم
وقال مسؤولون أكراد إن هناك ما يقرب من 150ألف لاجئ في محافظة دوهوك ما يشكل عبئا على السكان المحليين الذين يحاولون تقديم الغذاء للاجئين.
يأتي هذا في الوقت الذي استبعدت فيه الولايات المتحدة الأمريكية القيام بعملية انقاذ لمساعدة الآلاف ممن قصدوا جبل سنجار هربا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. لكن واشنطن تعهدت بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية. وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين بسبب الأزمة بمليون ومائتي ألف شخص.
يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد اعلنت حالات الاستنفار القصوى في ثلاث دول هي سوريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص نيقولاي مالدينوف إن رفع درجة الاستنفار إلى المستوى الثالث « سيسهل حشد المزيد من الموارد لضمان زيادة فعالية التعاطي مع الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من التهجير القسري».
كذلك شدد مالدينوف على أن وضع اللاجئين الذين نزحوا إلى جبل سنجار لا يزال حرجا.
وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف، أغلبهم من الأقليات الدينية وبينهم الأيزيديون، عالقون في جبل سنجار بعد أن اضطروا إلى النزوح من منازلهم.
وواصلت الولايات المتحدة تنفيذ غارات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي العراق. وكانت فرنسا قد قالت إنها ستسلح قوات البيشمركة الكردية التي تحظى الآن بدعم من الجيش الأمريكي لمساعدتهم في مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. وتعهدت بريطانيا بالمشاركة في مهمة مساعدة النازحين.
إلى ذلك أعلن أحمد خلف الدليمي محافظ الأنبار العراقية التي تعيش فيها غالبية سنية، الخميس، أنه طلب مساعدة الولايات المتحدة للتصدي لمتشددي تنظيم داعش، لأن معارضي التنظيم قد لا يقدرون على حرب طويلة.
وقال الدليمي إن مطالبه التي نقلها خلال عدد من الاجتماعات مع الأميركيين تضمنت دعماً جوياً ضد المتشددين الذين يسيطرون على جزء كبير من الأنبار وشمال البلاد.
يأتي هذا في حين أعربت بعض الدول الأوروبية، لاسيما فرنسا وألمانيا وهولندا، عن استعدادها لتسليح الأكراد لقتال عناصر داعش.
وقال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، الأربعاء، إن ألمانيا مستعدة لتخفيف سياساتها المتعلقة بتصدير الأسلحة لتسليح المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون متشددي داعش في شمال العراق.
من جهة أخرى وفي لندن فوجئ آلاف المتسوقين والمشاة في أشهر وأقدم وأعرق شوارع العاصمة البريطانية بمنشورات توزع بكثافة باسم تنظيم «داعش»، تدعوهم لمغادرة بلادهم والهجرة فوراً إلى «دولة الخلافة الإسلامية» التي أعلن تنظيم «داعش» عن تأسيسها مؤخراً، على الأراضي التي استولى عليها في سوريا والعراق.
ووصفت المنشورات التي وزعت باللغة الإنجليزية على المتسوقين في شارع «أكسفورد» الشهير وسط لندن، إعلان قيام «الخلافة الإسلامية» بأنه «فجر عصر جديد بدأ بالفعل»، داعية البريطانيين الى الهجرة الى هناك.
وقالت جريدة «ديلي ميل» البريطانية إن شرطة «سكوتلاند يارد» بدأت التحقيق في الواقعة، ونقلت عن الشرطة البريطانية قولها إنها لا زالت تبحث ما إذا كان توزيع هذه المنشورات التي تروج لـ»داعش» يمثل انتهاكاً لقانون مكافحة الإرهاب أم لا.
ولم تعتقل الشرطة البريطانية أياً من الشبان الذين قاموا بتوزيع المنشورات، لحين التأكد مما إذا كانت الحادثة تمثل انتهاكاً للقوانين في المملكة المتحدة أم لا.