
بحث رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس مع أمين عام جامعة الدول العربية د. نبيل العربي الذي زار الكويت أمس، التطورات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية، لا سيما العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وسبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال ضمان ايصال المساعدات الانسانية والاغاثية اليه كما تم بحث مسيرة العمل العربي المشترك.
حضر الاجتماع وكيل وزارة الخارجية بالانابة السفير محمد الرومي، ومدير ادارة الوطن العربي السفير عبد الحميد الفيلكاوي، كما حضره مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني.
من جهته أكد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أهمية المبادرة المصرية ودورها الكبير بوقف القتال في قطاع غزة مشددا على وجوب الاعتراف بان هذه الامور «تمس ظاهر القضية ولكن اصل الموضوع هو استمرار الاحتلال» الاسرائيلي.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده العربي أمس مع رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد .
وقال العربي ان المشكلة الرئيسية هي الاحتلال مؤكدا ان ما تدعيه اسرائيل منذ عام 2005 انها انسحبت من غزة «لا معنى له لانهم يحتلوا غزة من خلال احاطتهم لها..فأصبحت بمثابة سجن كبير يحتوي على مليون و800 الف نسمة».
وأوضح الامين العام للجامعة ان الهدف الاساسي الان هو البدء بوقف لاطلاق النار ثم التحضير لاعادة اعمار غزة على ان تتجه الخطوة التالية نحو البحث في حماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد ان الاحداث في قطاع غزة تمثل هجوما غاشما شرسا ينال المدنيين والنساء والاطفال قائلا ان معاناة الشعب الفلسطيني جراء تدمير غزة «شديدة جدا».
وتطرق الى طلب دولة الكويت ممثلة بالشيخ صباح الخالد لعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية منذ بداية العدوان على غزة ، مشيرا الى ما صدر عن الاجتماع من قرارات بتكليف لجنة عربية للقيام ببعض الاتصالات والسعي لاستصدار قرارات من الامم المتحدة ومن المجلس الاممي لحقوق الانسان في جنيف.
واعرب في هذا السياق عن شكره لدولة الكويت ولصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الذي تبنى امورا كثيرة جدا تتعلق بقضايا العالم العربي ، لاسيما عقد مؤتمرات واجتماعات هامة ومساهمته في دفع الامور الى الامام.
وتتكون اللجنة العربية من رئاسة القمة (دولة الكويت) ورئاسة المجلس الوزاري وبعض الوزراء الى جانب الامانة العامة للجامعة العربية.
وعن التوجه لاقامة مؤتمر لاعادة اعمار غزة قال العربي ان هذا الامر متفق عليه وتحدث عنه العديد من المسؤولين منهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري.
من جهته أكد الشيخ صباح الخالد تأييد دولة الكويت للمساعي والجهود المصرية ، المتجسدة بالمبادرة الهادفة الى وقف الهجمات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة واقرار التهدئة الدائمة ، مشيدا بالجهود والمساعي التي يبذلها الامين العام لجامعة الدول العربية من اجل الوصول الى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من براثن العدوان الاسرائيلي الغاشم.
وتطرق الى ما استعرضه خلال لقاء الدكتور نبيل العربي اليوم ، موضحا ان اللقاء تناول مجمل القضايا الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية في الوقت الحالي وابزها العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وقال أن مباحثاته مع الأمين العام تطرقت ايضا لبحث الاوضاع في كل من العراق وسوريا ولبنان وليبيا اضافة الى مجمل الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية.
واشار الى جهود دولة الكويت على الصعيدين الاقليمي والدولي من منطلق رئاستها للقمة العربية لاسيما دعوتها بعد ايام قليلة من بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.
وأوضح الشيخ صباح الخالد ان مهمة اللجنة تتمثل في التوجه الى الامم المتحدة والتحرك مع الامين العام ورئيس واعضاء مجلس الامن والاتصال مع كافة الجهات والاجهزة المعنية لوقف هذا العدوان وضمان عدم تكراره ورفع الحصار الجائر على قطاع غزة وضمان توفير الحماية للفلسطينيين.
واكد الخالد ان الاجتماع الوزاري الطارئ طلب من المجموعة العربية في نيويورك سرعة التحرك والتنسيق مع الدول الاعضاء في مجلس الامن لاستصدار قرار دولي بهذا الشأن.
واضاف ان اجتماع اليوم مع العربي يأتي لمتابعة تنفيذ ما صدر عن الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في القاهرة الشهر الماضي سواء باتجاه تقديم الدعم الانساني العاجل او باتجاه التحرك نحو الدول والمنظمات الدولية والاقليمية واستمرار المشاورات مع بعض الدول العربية حول سبل تنفيذ ما تم التوصل اليه من قرارات بهذا الصدد.
وجدد تأكيده على خطورة الاوضاع في المنطقة وان تسارع الاحداث يقتضي مثل هذه اللقاءات مشيرا الى ان بحث الاوضاع في المنطقة اليوم استغرق وقتا طويلا.
وشدد في هذا الصدد على ضرورة المساهمة في تخفيف حدة هذه المؤثرات في خضم الاوضاع الاقليمية في المنطقة العربية.
وحول مبادرة السلام العربية (بيروت 2002) قال الشيخ صباح الخالد ان المجتمع الدولي دعم المبادرة العربية وان من يعيق هذه المبادرة هي اسرائيل بحكوماتها المتعاقبة.
وفي رده على سؤال عن توسع تنظيم (داعش) وسيطرته على مناطق في العراق اوضح ان هذا الامر ترجمة لما «كنا نحذر منه منذ بداية تدهور الاوضاع في سوريا بأن الدمار لن يحل فيها فقط بل سيمتد الى دول الجوار ودول المنطقة».
وشدد على اهمية تكثيف الجهود لتدارس الوضع في سوريا والتأكيد على ان الحل السياسي ينطلق من اتفاق مؤتمر (جنيف 1) والالتقاء بالمبعوث الاممي ديمستورا لحثه على الانطلاق من هذا الاتفاق وايجاد حل سلمي يحقق امال وتطلعات الشعب السوري.
وعن موقف دول مجلس التعاون الخليجي بعد اعلان رئيس الوزراء العراقي الجديد أكد الشيخ صباح الخالد حرص دول المجلس على ان ترى عراق آمن ومستقر لانه سينعكس على امنها واستقرارها مجددا التأكيد على حرص الدول الخليجية بان يكون الشعب العراقي ممثلا في مؤسساته الدستورية.
وافاد بأن دول مجلس التعاون تؤيد المسيرة السياسية في العراق واختيار الرئاسات الثلاث (رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة) وفقا لما نص عليه الدستور العراقي.
وفي الشأن الخليجي قال الشيخ صباح الخالد ان مسيرة مجلس التعاون لأكثر من 30 سنة قادرة ان تستوعب كل ما يعتريها من «شوائب وترسبات» معربا عن الثقة بحكمة القادة اصحاب الجلالة والسمو وحرصهم على استكمال هذه المسيرة وقدرتهم على ازالة كل العوالق.
وردا على سؤال حول العوائق التي تحول دون تطبيق اتفاق الرياض لاسيما بعد اعلان الامس بضرورة تطبيق الاتفاق خلال اسبوع ذكر ان هذا يعد استكمالا لعمل متواصل منذ فترة.
وأوضح ان البيان جاء ب»روح ايجابية» منطلقة من جميع الدول الست في تجاوز هذه المرحلة التي شابها بعض الترسبات و»اضرت بالمسيرة التي تعد رافدا اساسيا في مسيرة التعاون العربي المشترك»