
بغداد – عواصم – «وكالات»: خرجت خطة تقسيم العراق من الغرف السرية إلى العلن، بما يمكن أن يمهد لتنفيذها فعليا في وقت قريب، فقد أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة تدعم نظاماً فيدرالياً في العراق ودعا إلى وحدة البلاد التي تعاني من انقسام كبير.
وفي مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الجمعة، اقترح بايدن «نظاماً فيدرالياً فعالاً» كوسيلة لتجاوز الانقسامات في العراق.
ويؤيد بايدن منذ فترة طويلة خطة تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي للشيعة والسنة والأكراد.
وكتب نائب الرئيس الأمريكي أن خطة من هذا النوع «ستؤمن تقاسماً عادلاً للعائدات بين كل الأقاليم وتسمح بإقامة بنى أمنية متمركزة محلياً مثل حرس وطني لحماية السكان في المدن ومنع تمدد الدولة الإسلامية، وفي الوقت نفسه «تضمن» حماية وحدة وسلامة أراضي العراق».
وأضاف أن «الولايات المتحدة ستكون مستعدة لتقديم التأهيل وغيره من أشكال المساعدة».
ودعا بايدن إلى «تسوية جدية» من قبل كل الأطراف في العراق. وقال: «لا يمكننا أن نرغب في ذلك أكثر من العراقيين».
وفي بغداد أعلنت الشرطة العراقية ومصادر طبية أن انتحاريا صدم بعربة مقرا للمخابرات في بغداد أمس، ليقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
يأتي الهجوم بعد يوم من اطلاق ميليشيا شيعية النار على 68 مصليا سنيا في مسجد بإحدى قرى محافظة ديالى، الأمر الي يزيد من احتمال وقوع هجمات ثأرية في الوقت الذي يسعى فيه سياسيون لتشكيل حكومة قادرة على مواجهة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانب آخر ادانت الامانة العامة لجامعة الدول العربية أمس بشدة الهجوم المسلح على المصلين في احد مساجد محافظة ديالى بالعراق، والذي أودى بحياة اكثر من 68 شخصا وأدى الى اصابة العشرات.
وطالبت الامانة العامة في بيان صحافي السلطات العراقية بمتابعة <هؤلاء المجرمين> وتقديمهم الى العدالة.
ودعت كل التيارات السياسية والشركاء السياسيين الى تضافر الجهود والتعاون فيما بينهم، للاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية لاخراج العراق من هذا الوضع المتردي.
وشددت على ضرورة ««مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بكل حزم وكذلك كل المجموعات الارهابية التي تستغل الحالة الراهنة في العراق لاثارة النعرات الطائفية والمذهبية، بهدف ضرب مكونات نسيج المجتمع العراقي وتقويض مقومات الدولة الوطنية العراقية».
من جهة أخرى قال مساعد في مجلس الشيوخ الأميركي إن الرئيس باراك أوباما قد يطلب من الكونغرس في الأسابيع القليلة القادمة، الموافقة على أموال جديدة لشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد قتل «داعش» لصحفي أميريكي.
وسيأتي طلب الرئيس الأميركي في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء بارزون في الكونغرس أوباما بتكثيف الضغط العسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية، بما في ذلك قصف مواقع في سوريا.
هذا وطالب أعضاء في الكونغرس بفتح تحقيق حول تسريب تفاصيل العملية الأميركية، التي نفذت لإنقاذ الرهائن من يد «داعش» في سوريا.
فبحسب ما نقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن مصادر محلية، كانت الساعة حوالي الثالثة فجراً في الرابع من يوليو الماضي عندما حلقت طائرات غربية فوق مدينة الرقة شمال سوريا.
وكانت الطائرات، بحسب التسريبات، من طراز «بلاك هوك» المعدلة لخفض الترددات الصوتية الناتجة عنها ويعتقد أنها ذاتها التي استخدمت أثناء عملية قتل أسامة بن لادن في باكستان، والهدف كان تحرير رهائن أميركيين بينهم الصحفي القتيل جيمس فولي ويعتقد أنهم محتجزون في الموقع وهو معسكر أسامة بن لادن التابع لتنظيم «داعش» جنوبي قرية العكيرشي بريف الرقة.
وبحسب المعلومات التي تقاطعت بين تسريبات الكونغرس وشهود عيان، فقد تمت في البداية عبر مهاجمة المضادات الأرضية التي يمتلكها عناصر التنظيم.
وبعدها نفذ عدد من القوات الخاصة الأميركية عملية إنزال فوق المعسكر حيث اشتبكوا مع عناصر «داعش» هناك لأكثر من نصف ساعة.
العملية أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم، فيما لم يعثر الجنود الأميركيون على الرهائن في هذا الموقع كما هو معروف.