
حظيت الجولة التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح أمس الأول الجمعة ، وزار خلالها كلا من الإمارات وقطر والبحرين ، باهتمام ومتابعة كبيرين ، على الصعيدين السياسي والإعلامي خليجيا وعربيا ، لاسيما أن هذه الزيارات تأتي قبل اجتماع
مرتقب لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الست غدا الاثنين ، تحضيرًا للقمة السنوية، التي تعقد في الدوحة في التاسع من ديسمبر المقبل .
ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصادر وصفتها بأنها «واسعة الاطلاع» قولها إن المحادثات التي أجراها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، في مطار الدوحة الدولي ، ركزت على «العلاقات الخليجية - الخليجية»، في إشارة إلى الجهود الكويتية الهادفة لتسوية الخلافات بين دول الخليج، قبل القمة الخليجية المقرر عقدها بالدوحة في التاسع من كانون الأول «ديسمبر» المقبل ، مشيرة كذلك إلى أنه كان برفقة سموه في جولته الخليجية ، إضافة إلى المسؤولين الكويتيين ، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني .
أضافت «الحياة» أنه فيما أكدت المصادر أن الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة ، المقرر في العاشر من الشهر الجاري ، قد يتم تأجيله ليومين أو ثلاثة، فإنها شددت في الوقت نفسه على استمرار الجهود لعقد الاجتماع الوزاري في الدوحة تمهيداً للقمة، كما عبرت عن «تفاؤل بنتائج جولة أمير الكويت» .
وأوضحت أن صاحب السمو التقى أيضا أثناء زيارة قصيرة لأبوظبي ، نائب رئيس الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. كما زار الدوحة في وقت لاحق مساء أمس، كما التقى أمير الكويت في المنامة ملك البحرين حمد بن عيسى الخليفة
ولفتت الصحيفة إلى أن سمو الأمير كان قد زار السعودية الأسبوع الماضي، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحث معه مسيرة العمل الخليجي ، موضحة أن «التطورات الجديدة في ملف المصالحة مع قطر، تأتي في ظل تكهنات أن القمة الخليجية التي تستضيفها الدوحة الشهر المقبل مهددة بالتأجيل، بسبب عدم تنفيذ الدوحة التزامات تعهدتها في اجتماع جدة أخيراً، وتتعلق بإبعاد رموز جماعة الإخوان المسلمين من الأراضي القطرية، ووقف الإعلام المعادي ضد الدول الخليجية وغيرها من البنود، كما حمل وزير الخارجية القطري خالد العطية رسالة حول هذا الملف إلى المسؤولين في الكويت أثناء زيارته في نهاية الأسبوع الماضي» .
ونقلت «الحياة» تأكيد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله بأن زيارة سمو أمير البلاد للإمارات وقطروالبحرين ، تتعلق بالدور الكويتي لحل الأزمة الخليجية، مضيفاً: «نأمل بأن يتحقق الخير، وتذوب الخلافات»، وأكد أن مسألة عودة سفراء الدول الخليجية الثلاث «السعودية والإمارات والبحرين» إلى قطر، «ليست محددة حالياً». وعن تأجيل اجتماع وزراء الخارجية المقرر عقده غدا الإثنين في الدوحة، قال الجارالله: «حتى الآن لم يحصل أي تعديل، والاجتماع قائم».
وكانت السعودية والإمارات والبحرين قررت في الخامس من آذار «مارس» الماضي سحب سفرائها من الدوحة، فيما أعلنت الدوحة أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أخيراً، أن هذه الخطوة جاءت «لحماية أمنها واستقرارها»، وبسبب عدم التزام قطر بالإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع الدوحة، حول الالتزام بمبادئ العمل الخليجي ومبادئ الشريعة الإسلامية التي تحكم العلاقات بين الأشقاء.
في السياق نفسه ذكرت جريدتا «الخليج» و«البيان» الإماراتيتان أن سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحث خلال زيارته لأبو ظبي ، مع نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد ، آفاق دعم العمل الخليجي المشترك نحو مزيد من التكامل ، إضافة إلى التطورات على الساحتين الإقليمية والدولي ، كما استعرض سموه مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة مسيرة التعاون لدول الخليج العربية والعمل الخليجي المشترك وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد أعرب كل من الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد عن اعتزازهما بما وصلت إليه العلاقات الأخوية بين البلدين من نمو وتطور يعكس رغبة البلدين ، وحرصهما على دفع هذه العلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع.