
أكد مستشار ادارة الشرق الاوسط وآسيا الوسطى بصندوق النقد الدولي د . رجا المرزوقي، ان بعضا من دول مجلس التعاون الخليجي ستعاني من عجوزات في ميزانياتها خلال السنة المقبلة، بسبب انخفاض اسعار النفط.
حديث الدكتور المرزوقي جاء في لقاء صحافي أمس، على هامش الحلقة التطبيقية التي يقيمها مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الاوسط، للبرلمانيين من بلدان المشرق والمغرب العربي، والتي تستمر على مدى ايام ثلاثة بمشاركة 26 برلمانيا عربيا.
وقال المرزوقي إن صندوق النقد الدولي يقدم النصح للدول المنتجة للنفط، بوضع تقديرات متحفظة لاسعار النفط الخام، عند وضع ميزانية الدولة، على ان يتم وضع هذه الارقام المتحفظة بالاستناد على متوسط اسعار الخام خلال سنوات ماضية، واسعار تقديرية للسنوات المقبلة، مشيرا الى ان سعر التعادل في الميزانية الكويتية الحالية يعتبر متحفظا.
أضاف ان الاسباب التي دفعت اسعار النفط للتراجع هي اسباب فنية بحتة، تتعلق بالعرض والطلب وذلك مع زيادة المعروض من النفط الخام في الاسواق العالمية، الناجم عن زيادة انتاج الولايات المتحدة من النفوط، متوقعا ان تبقى اسعار النفط منخفضة على المدى القصير.
واوضح ان صندوق النقد الدولي اصدر في اكتوبر الماضي تقريره عن توقعات النمو الاقتصادي العالمي، خفض فيها توقعاته لمعدل النمو في الاقتصاد العالمي المتوقع خلال العامين الحالي والمقبل، مشيرا الى ان العمل جارٍ في الصندوق على مراجعة التقرير السابق، واصدار توقعات جديدة لآفاق الاقتصاد العالمي خلال يناير المقبل.
وعن توقعات النمو في الدول العربية التي شهدت اضطرابات سياسية، قال المرزوقي ان صندوق النقد الدولي متفائل فيما يخص النمو الاقتصادي في الدول التي أنهت المرحلة الانتقالية، على الرغم من حاجة هذه الدول الى مزيد من الوقت لتعميق نسب النمو هذه .
وحول الحلقة التطبيقية قال مدير مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الاوسط بالإنابة الدكتور فيليب كرم، ان الحلقة تتضمن اطلاع البرلمانيين العرب على وجهة نظر صندوق النقد الدولي في العديد من القضايا الاقتصادية في البلاد، والمتعلقة بالسياسات المالية والنقدية على وجه الخصوص.
وأوضح كرم في تصريح صحافي ان مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الاوسط وسع نشاطه، ليطال البرلمانيين وافراد المجتمع المدني والقطاع الخاص، وان لا يبقى هذا النشاط مقتصرا على الوزراء واصحاب القرار في السياسات النقدية والمالية فقط.
من جهة أخرى انخفض سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس الأول 68. 2 دولار، ليستقر عند مستوى 41. 64 دولاراً مقارنة ب 09. 67 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية أمس .
وواصلت أسعار النفط في الأسواق العالمية هبوطها في تداولات أمس الأول، ليستمر الاثر السلبي على الاسعار، الذي تركه قرار منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، بعدم رفع نسبة تخفيض الانتاج النفطي وابقاء سقف الانتاج عند مستوى 30 مليون برميل يوميا، في اجتماعها الاخير بالعاصمة النمساوية «فيينا» .
وتأثرت الاسواق بتصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي وبعض أعضاء المنظمة بعد الاجتماع، والتي تمحورت حول أهمية أن تحقق الاسواق النفطية التوازن في أسعار النفط الخام، دون تدخل من «أوبك» .
وانخفضت عقود النفط الخام الامريكي دون مستوى 65 دولارا للبرميل، لتسجل أسرع وتيرة انخفاض منذ عام 2008 في وقت يتوقع أن تستمر الضغوط السلبية على النفط الخام، على خلفية تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي في الفترة الاخيرة وما يصاحبه من ضعف في الطلب على النفط.
وسجلت عقود النفط الخام الامريكي في تداولات أمس 76. 68 دولاراً للبرميل في حين سجلت عقود «برنت» 51. 72 دولاراً للبرميل، لتسليم شهر يناير المقبل.