
صنعاء – «وكالات» : فرق مسلحو جماعة الحوثي بالقوة مظاهرة في صنعاء ، احتجاجا على سيطرة الجماعة على مفاصل الدولة ما أدى لوقوع إصابات، في حين قتل شخصان في اشتباكات بين قوات حكومية ومسلحين من اللجان الشعبية الجنوبية في عدن.
وأطلق مسلحو الجماعة النار لتفريق مظاهرة طلابية أمام جامعة صنعاء، ونفذوا حملة اعتقالات واسعة بحق عدد من الطلبة والنشطاء ولاحقوا متظاهرين في عدد من الشوارع القريبة من ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية .
وأكد مراسو وكالات الأنباء أن المسلحين ضربوا الطلاب والطالبات بأعقاب البنادق، كما جرت محاولات دهس بالسيارات أسفرت علن إصابات خفيفة لبعض المتظاهرين، ومازالت الاحتجاجات مستمرة وسط حالة غضب كبيرة لدى الشباب، وفق قولها.
وبدأ شباب مستقلون وطلبة ونشطاء صباح أمس بالاحتشاد في ساحة التغيير بصنعاء، في مظاهرة مطالبة بإسقاط ما وصفوه بـ «انقلاب الحوثي» على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح.
وكان ثلاثة أشخاص قد أصيبوا أمس السبت بجروح عندما أطلق مسلحون حوثيون الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع على مسيرة مناهضة للجماعة بمدينة الحديدة غربي اليمن.
كما شهدت العاصمة ومحافظات شمالي البلاد السبت مظاهرات رافضة لما سمي بانقلاب الحوثيين على حكم الرئيس هادي.
من جهة أخرى، قالت مصادر أمنية يمنية إن شخصين على الأقل أحدهما جندي قتلا وأصيب آخرون في اشتباكات بين قوات من الوحدات الخاصة اليمنية ومسلحين من اللجان الشعبية الجنوبية في عدن.
وذكرت المصادر أن عددا من أفراد اللجان الشعبية أقاموا نقطة تفتيش عند مدخل المدينة القديمة وفوجئوا بدوريات من الأمن المركزي تطلق الرصاص عليهم ما دفعهم للرد عليها، كما أصيب مسلح من اللجان الشعبية في تلك الاشتباكات.
وكان ممثلو اللجان الشعبية واصلوا تعزيز السيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية لمدينة عدن.
ووصلت مجاميع من اللجان الشعبية إلى عدن من عدة محافظات جنوبية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بالتزامن مع سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة بصنعاء وحصارهم منزل الرئيس هادي المستقيل، بدعوى حماية المحافظة من تسلل أي جماعات مسلحة أخرى إليها.
يُذكر أن هادي قدم استقالته الخميس بعد أن اعتبر أن البلاد «وصلت إلى طريق مسدود» في حين يعيش اليمن فراغا السلطة بعد استقالة الحكومة أيضا تحت ضغط الحوثيين .
في سياق متصل قررت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني تأجيل الجلسة الطارئة التي كان مقرراً عقدها صباح أمس الأحد، بينما تواصلت أمس المظاهرات المناوئة للحوثيين في عدة مدن.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أنه سيتم لاحقا تحديد موعد آخر لعقد الاجتماع ، ليتسنى إبلاغ كافة أعضاء المجلس بالحضور.
وكانت الجلسة مخصصة للبت في أمر استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي قدمها إلى البرلمان مساء الخميس، بعد وقت قصير من استقالة حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح.
وقررت الكتلة البرلمانية الجنوبية أمس السبت مقاطعة الجلسة التي كان من المفترض أن تناقش استقالة الرئيس هادي.
وقال رئيس الكتلة فؤاد واكد إن ما أقدمت عليه جماعة الحوثي من تصرفات «يعد اجتياحاً لمؤسسات الدولة الشرعية».
غير أن وزيرة الإعلام بالحكومة المستقيلة نادية السقاف قالت إن شرعية البرلمان الحالي مستمدة من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له، وإنه باستقالة الرئيس لم تعد المبادرة «فاعلة» وبالتالي البرلمان «قد ينحل».
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء -عن مصادر برلمانية لم تُسمِّها- أن السبب في تأجيل جلسة البرلمان يعود إلى إفساح المجال لإنضاج المشاورات الجارية بين مختلف الأطراف السياسية من أجل الوصول إلى حل سياسي دون المرور إلى البرلمان.
وأشارت المصادر إلى أن ثمة توجها يقوده الحزب الاشتراكي اليمني والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر يتمثل في إقناع الرئيس بالعدول عن استقالته والبقاء بمنصبه والشروع في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الموقع عشية سيطرة الحوثيين على صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي.
ووفق المصادر ذاتها، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الخيار الثاني وتقوده جماعة الحوثي يتمثل في تشكيل مجلس رئاسي. غير أن هذا المقترح يعارضه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يؤيد عرض استقالة هادي على البرلمان لتحديد موقفه منها رفضا أو قبولا نظرا لتمتع حزبه بأغلبية تسمح له بقبولها، وبالتالي تكليف رئيس البرلمان يحيى الراعي بمهامه وهو قيادي بالحزب.
ويقضي الدستور بأن يتولى رئيس البرلمان رئاسة الجمهورية حال شغورها لفترة انتقالية لحين إجراء انتخابات جديدة.