
الرياض – عدن – «وكالات» : تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، تطرق فيه إلى تطورات الأحداث في اليمن، مؤكداً على التزام بريطانيا بدعم المملكة العربية السعودية الكامل واستمرار التنسيق بين الدولتين في كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
كما بين كاميرون خلال الاتصال أن الاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي يعد فرصة جيدة لتحقيق السلام بالمنطقة وقطع الطريق على
حصول إيران على السلاح النووي.
من جهة أخرى أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن مصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج، وسنقوم بحمايتهم إذا تطلب الأمر ذلك.
وقال السيسي على هامش انعقاد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لبحث تداعيات الاعتداءات التي وقعت على عدد من الأكمنة الأمنية في شمال سيناء «سنتحرك في إطار سياسي يُجنب الجميع الخسائر، مؤكداً أن الأمن القومي العربي لن يُحمى إلا بالدول العربية مجتمعة، مشيراً إلى أن باب المندب قضية أمن قومي .
في غضون ذلك اتهم وزير الخارجية اليمني رياض ياسين موسكو بتهريب معدات عسكرية لمسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عبر مطار صنعاء، واعتبر في حديث للجزيرة أن مساعي روسيا لتطبيق هدنة في اليمن ترمي إلى تسليح الحوثيين واستعادة قوتهم، مطالبا بتفتيش الطائرات التي تصل إلى صنعاء بذريعة إجلاء الرعايا الأجانب.
وفي اتصال مع قناة الجزيرة ، قال ياسين إن هناك معلومات تؤكد أن الطائرات الروسية التي هبطت في صنعاء كانت تنقل على متنها أجهزة تقنية وقطع غيار تساعد في إصلاح بعض الصواريخ والأسلحة التي بحوزة الحوثيين وتحتاج لتقنية بسيطة لإعادة تأهيلها، مضيفا أنها كانت تحمل أيضا أجهزة اتصالات حديثة، ما يدل على أن الحوثيين ما زالوا يتمتعون ببعض القوة التي تمكنهم من فرض شروطهم، حسب قوله.
واعتبر أن الطائرات الروسية التي هبطت في صنعاء بمثابة اختبار لاستمرار الدعم الإيراني للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، مضيفا أن هذا الاختبار يتعلق بمشروع القرار الذي تحاول روسيا تمريره عبر مجلس الأمن للإعلان عن هدنة يستعيد خلالها الحوثيون وحلفاؤهم قوتهم.
وأشار رئيس الدبلوماسية اليمينة إلى أن هناك تذبذبا حاليا في المواقف، معتبرا أن أي هدنة يفرضها الروس فلن تكون لصالح الشرعية ولا لتحقيق مصالح اليمنيين، بل ستؤدي إلى فرض واقع جديد.
وطالب ياسين -خلال حديثه للجزيرة- بتفتيش الطائرات التي تصل إلى صنعاء بذريعة إجلاء الرعايا الأجانب خشية أن تحمل أسلحة، مضيفا «نحن نشكك في الطائرات التي تأتي من بعض الدول».
وكان الوزير اليمني قد صرح بأن بلاده طلبت من روسيا الضغط على الحوثيين لوقف إطلاق النار في مدينة عدن جنوبي البلاد، وانسحابهم من كل المدن التي سيطروا عليها.
ويُشار إلى أن روسيا شاركت خلال الأيام الماضية -إلى جانب دول أخرى- في عمليات إجلاء الأجانب من اليمن، حيث أجلت 290 من رعاياها ومن رعايا الجمهوريات السوفياتية السابقة ودول أخرى.
ويجدر بالذكر أن مطار صنعاء ظل شبه مغلق منذ بدأت يوم 26 مارس الماضي العمليات الجوية لتحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي والقوات المتمردة الموالية لها في اليمن.
في سياق ذي صلة دعا الصليب الأحمر الدولي إلى وقف فوري للأعمال العدائية في اليمن لمدة 24 ساعة، حتى يتمكن من توصيل مساعدات طبية عاجلة إلى المتضررين من الحرب.
وجاء في بيان المنظمة الإنسانية: «ينبغي فتح جميع المعابر الجوية والبحرية والبرية على وجه عاجل لمدة 24 ساعة على الأقل، للتمكين من الوصول إلى المتضررين بعد أكثر من أسبوع من الغارات المكثفة، والمعارك الضارية».
وكانت المنظمة الدولية قالت إن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لا يزال يمنع دخول ثلاث شحنات من المساعدات وأطقم طبية إلى اليمن.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدثة باسم الصليب الأحمر، سيتارا جابين، قولها إن المنظمة تتفاوض مع جميع الأطراف لإدخال الشحنات والأطقم الطبية.
وأضافت: «إن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، ونتوقع أن نحصل على الترخيص بالمرور يوم الأحد».
ومن جهة أخرى، قال مصدر سعودي إن القوات الخاصة السعودية تشارك في العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وأضاف أن القوات البحرية والبرية الخاصة نفذت عمليات، في إطار الحملة على الحوثيين، لكنه لم يوضح ما إذاكانت انتشرت داخل الأراضي اليمنية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المصدر السعودي قوله إن القوات الخاصة السعودية زودت القوات الموالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، بأسلحة وأجهزة اتصال في عدن، جنوبي البلاد.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن القوات الخاصة «ستواصل عملها» مع القوات الموالية للرئيس هادي، الذي طلب المساعدة من السعودية.
وشاركت القوات السعودية، حسب المصدر نفسه، في عمليات ضد الحوثيين في جزيرة ميون في مضيق باب المندب، الذي تعبر منه السفن التجارية الدولية.