
الرياض - صنعاء- نيويورك – «وكالات» : فيما تواصل طائرات «عاصفة الحزم» استهداف معاقل المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن ، كشفت مصادر مطلعة أن علي صالح، اقترح مع أبنائه مبادرة للحل في اليمن تقضي بإخراج الميليشيات من صنعاء وعدن، وتسليم السلاح للمكونات العسكرية، وحوار في ظل المبادرة الخليجية.
وأفادت المصادر بأن صالح وأبناءه اقترحوا محافظ صنعاء رئيساً للوزراء، وعرضوا تشكيل مجلس رئاسي برئاسة خالد بحاح. كما اقترحوا عبدالله ضبعان وزيرا للدفاع. وأشارت إلى أن صالح وأبناءه عرضوا تلك المبادرة بالاتفاق مع الحوثي.
هذا وأكدت تلك المصادر أن القاهرة رفضت استقبال القيادي في حزب المخلوع صالح، أبوبكر القربي، في حملته الرامية للترويج للمخلوع وأبنائه. وقالت المصادر إن السفير الأميركي في اليمن، أبلغ القربي بأن واشنطن تقف مع عاصفة الحزم، وأن بلاده مع السعودية في اليمن.
في سياق متصل، أكد راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، أن شخصيات رفيعة المستوى مقربة من الرئيس اليمني السابق علي صالح طلبت من الرئيس الشرعي هادي توفير خروج آمن لها من اليمن.
وفي آخر الانشقاقات، أفادت مصادر لـ «العربية» بأن عوض العولقي، أحد شيوخ شبوة، انشق عن المخلوع صالح.
من جهة أخرى قال نائب الرئيس اليمني خالد بحاح ، في مؤتمر صحافي أمس ، إنه لا يمكن القبول بأي مبادرة قبل وقف الحرب في عدن، مؤكداً أن قرار مجلس الأمن يؤكد الدعم الدولي لخيارات الشعب اليمني.
وأكد بحاح أنه لم يتسلم أي مبادرة، وأن أي تحرك مرفوض قبل وقف آلة الحرب، خصوصاً في عدن، وكان بحاح يعلق على سؤال يخص مبادرة يروج لها أبو بكر القربي، موفد الرئيس المخلوع صالح إلى عدد من الدول العربية والأوروبية.
وقال بحاح إن التدخل العسكري في اليمن كان ضرورة، وإنه بعد تحقيق الأهداف الاستراتيجية سنسعى لوقف الحرب.
وأشاد نائب الرئيس اليمني بمساعدة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والدول العربية الشقيقة، في مساعدة الشعب اليمني، لاستعادة الأمن والشرعية.
وقال بحاح إن «اليمن ينتظر بلهفة العودة إلى الهدوء والاستقرار، والأولوية القصوى للمهام الإغاثية في اليمن، حيث يستدعي الوضع الإنساني تدخلاً دولياً وإقليمياً، ولهذا قررنا تشكيل لجنة لإغاثة وإنقاذ اليمنيين»، مضيفاً أن اليمن يجب أن يعود إلى حاضنه الطبيعي، وهو الخليج العربي.
أمنياً، وجه نائب الرئيس اليمني نداء لأبناء الجيش والأمن للانضمام للشرعية في البلاد، مضيفاً أنا مقتنع بأن «جنودنا وضباطنا لن ينساقوا لدعوات تمزيق الوطن».
وبالنسبة للمتمردين، قال بحاح إنه «يجب على ميليشيات الحوثي تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي فوراً»، لافتاً إلى أنه يجب على الحوثيين وقف القتال قبل بدء أي مفاوضات.
من ناحيتها أبدت روسيا اعتراضا على تعيين المبعوث الجديد في اليمن، الموريتاني ولد الشيخ، وأعلنت تمسكها بالمغربي جمال بن عمر ، وفي العادة عندما يتعلق الأمر بتعيين مسؤول كبير، يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بعرض الأسماء المقترحة على الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وفي حالة الموريتاني ولد الشيخ، فقد وافقت 4 دول عليه، لكن روسيا رفضت .
ويواجه جمال بن عمر، مشكلات صعبة في اليمن، خصوصا غياب أجواء ثقة من بعض الأطراف، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة إلى استبداله .
وقبل ذلك سرت أنباء عن اختيارالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مبعوثاً أممياً جديداً إلى اليمن ليحل محل جمال بن عمر.
والمبعوث الجديد المقترح، هو الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشغل سابقا منصب مبعوث الأمم المتحدة المكلف بمكافحة وباء إيبولا، وقبلها كان نائب رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا.
كما عمل ولد الشيخ أحمد منسقا للشؤون الإنسانية وممثلاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائية في اليمن بين عامي 2012 و2014، إضافة إلى عمله في عدة منظمات تابعة للأمم المتحدة.
ميدانيا تدور معارك عنيفة في أحياء من عدن «جنوب اليمن» ، حيث تصدت المقاومة الشعبية لمحاولات تقدم ميليشيات الحوثي وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، وسط تجدد القصف العشوائي للحوثيين وحلفائهم لحيي المعلا والقلوعة بالمدينة، وقد سيطرت المقاومة الشعبية على مواقع إستراتيجية بمثلث العند في عدن وكبدت الحوثيين خسائر غرب محافظة مأرب وسط البلاد، وذلك في وقت واصل تحالف عاصفة الحزم غاراته على مواقع متفرقة للحوثيين.
وقال سكان من حيي المعلا والقلوعة إن الدبابات المتمركزة في منطقة العقبة ودوار حجيف قامت بقصف منازلهم بطريقة عشوائية منذ صباح أمس ، في حين اندلعت اشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية ما زالت تدور في مناطق متفرقة في الحيين، إضافة إلى منطقة خور مكسر.
وفي إطار التطورات الميدانية في عدن، بث ناشطون من المقاومة الشعبية تسجيلا مصورا يُظهر سيطرة مقاتليهم على الجبال المطلة على مثلث العند في عدن. وقال الناشطون إن قوات المقاومة الشعبية سيطرت على مواقع إستراتيجية هامة في تلك الجبال.
وتترافقُ المعارك المتنقلة والاشتباكات بين المقاومة الشعبية والحوثيين في عدة أحياء بعدن مع تردي الأوضاع الإنسانية يوما بعد آخر، بدءا من غياب المواد الاستهلاكية إلى تكدس آثار القصف والدمار والقمامة.
في هذه الأثناء، تجددت الاشتباكات بين المقاومة الشعبية والحوثيين غرب محافظة مأرب، وسط البلاد. وأفادت مصادر محلية بأن المقاومة الشعبية، تساندها قوات من الجيش الموالي للشرعية، أعطبت دبابة تابعة للحوثيين، كما استولت على مدفع هاون وأسرت القائمين عليه، بينما ذكرت المصادر أن مجموعة من الحوثيين مازالت تحت الحصار في المنطقة ذاتها.
وفي تعز التي توصف بأنها خاصرة الجنوب، قصفت المقاومة الشعبية معسكر القوات الخاصة الموالية لمليشيات الحوثي وصالح بقذائف الهاون. وأظهرت صور عناصر من جماعة الحوثي وهم يتمركزون في شارع المرور بجوار معسكر الأمن السياسي في تعز.
من جانبها، نشرت المقاومة الشعبية أفرادها في شوارع وحارات المدينة خصوصا في شارع جمال تحسبا لمواجهات محتملة مع الحوثيين وقوات صالح.
وتزامنت المعارك على الأرض مع مواصلة طائرات عاصفة الحزم غاراتها على مواقع متفرقة للحوثيين وحلفائهم، فقد شنت مقاتلات التحالف أكثر من ستين طلعة جوية على معاقل الحوثيين في محافظة شبوة.
وحصلت الجزيرة على صور خاصة لغارات التحالف على مواقع الحوثيين في منطقة عتق بمحافظة شبوة. وتظهر الصور قصفا مكثفا لطائرات التحالف على تجمعات الحوثيين في كل من مقر القوات الخاصة ومدرسة الأوائل في عتق، إضافة إلى عدد من مراكز قوات الجيش الموالية للرئيس المخلوع والمساندة للحوثيين.
وقام طيران التحالف بإلقاء شحنات أسلحة وأجهزة اتصالات في مفرق الصعيد والشبيكة بعتق بشبوة، وذلك في إطار عمليات الإمداد المستمرة للمقاومة الشعبية.
كما شملت غارات الـ24 ساعة الماضية مطار عدن الذي يعتبر مركزا رئيسيا للحوثيين، كما شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في دار سعد بعدن، إضافة إلى ذلك قصفت الطائرات قوات الحوثيين والرئيس المخلوع الموجودة بمنطقة عِمْران غرب البريقة في عدن.
وشمالا في محافظة عمران، شن التحالف غارات استهدفت جسورا تصل بين عمران وصعدة في سعي لقطع طرق الإمداد على الحوثيين.