
أكد سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ان الأحداث التي يشهدها اليمن اليوم ، تهدد أمن واستقرار دولنا ، وتنذر بتداعيات خطيرة على منطقتنا ، مشددا سموه على أن موقف دولة الكويت في هذه الاحداث قد «أملاه التزامها بالمواثيق والاتفاقيات الدولية، والمبادئ التي تؤمن بها والقائمة على احترام الشرعية الدولية ، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، واحترام خيارات الشعوب والحق في الدفاع عن الامن بعيدا عن الطائفية البغيضة والفئوية الخطيرة» .
وأوضح سموه خلال افتتاحه تحت رعاية سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، المؤتمر الثامن لرؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية الذي أقيم بقصر بيان ظهر أمس ، أن مشاركة الكويت في «عاصفة الحزم» جاءت تطبيقا لمعاهدة الدفاع الخليجي المشترك ومعاهدة الدفاع العربي المشترك ، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ، ومن ثم فقد استجابت دولة الكويت لنداء الواجب وشاركت مع اشقائها في دول المجلس وبقية دول التحالف ، في التصدي لعدوان الحوثيين ، ومحاولة إعادة الشرعية الى اليمن الشقيق .
أضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي بذلت جهودا كبيرة ومتواصلة ، حتى لا تصل الامور الى ما وصلت إليه ، وتوجت هذه الجهود باطلاق المبادرة الخليجية ، الا ان تطبيق هذه المبادرة قد واجه صعوبات كبيرة ، بسبب تعنت الحوثيين واستيلائهم على الشرعية وتطبيق سياسة الامر الواقع عبر القوة العسكرية لتعصف بأمن واستقرار اليمن ، وتهدد امن دول مجلس التعاون عبر الحشود والمناورات العسكرية والاعتداءات على المملكة العربية السعودية الشقيقة ، وتجاهل جميع الجهود السلمية ليستمر الواقع الاليم والتهديد السافر لامن دولنا .
وقال سموه أيضا : «تنعقد اعمال مؤتمركم بعد ان دخلت منطقتنا والعالم اجمع في ظل اوضاع سياسية وامنية خطيرة ، هددت كياننا وقوضت امننا واشغلتنا عن جوهر قضايانا» ، مضيفا : «لقد وصف البعض تلك الاوضاع الخطيرة باوصاف عدة ، فكان من وصفها بالربيع العربي ، الا انها في حقيقة الامر قد أدت الى ادخال منطقتنا في حسابات معقدة ، وفتحت المجال لعدم الاستقرار» .
وخاطب سمو نائب الامير وولي العهد رؤساء البعثات الدبلوماسية بقوله : «ان بلادكم والتي هي جزء من هذا العالم بكل متغيراته واحداثه ، تعرضت لرياح الفتنة ، ولكن تماسك جبهتها الداخلية ووعي ابنائها ، وما سطروه من صور التلاحم بينهم ، استطاعت معها تجاوز ذلك لتؤكد صلابتها واصالة معدن شعبها» .
أضاف : «انكم مدعوون بان تنقلوا للعالم صورة بلادكم المضيئة التي تنعم بالديمقراطية وتعيش اجواء الحرية، وتحرص في تحركها الدبلوماسي في اطار ثوابت الشرعية الدولية ، وترسيخ اسس السلام واشاعة المحبة بين الشعوب ، ورفع رايات العمل الانساني ليكون له الاهمية القصوى في ذلك التحرك».
وقال سموه كذلك : «إننا نسعى جميعا إلى بذل الجهود لضمان العيش الكريم للمواطن الكويتي ، نوفر له الرعاية والعناية التي يستحقها ، وأنتم جزء من هذه الجهود في القيام بواجبكم على أكمل وجه في مواقع عملكم المختلفة، لتوفير الرعاية له والوقوف على مشاكله ، والسعي لحلها عبر التواصل معه ، وتسهيل وجوده في الدول المعتمدين لديها ، إضافة إلى رعاية المصالح الكويتية في هذه الدول» ، مؤكدا أن «هذا الواجب لا مجال فيه للتقاعس ، ويبقى هدفا أصيلا نسعى لتحقيقه للحفاظ على المكانة التي نتطلع أن يحتلها المواطن الكويتي ، والدرجة العالية من الرعاية والحفاظ على مصالح بلدنا الحبيب» .
كما القى رئيس مجلس الوزراء بالانابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد كلمة ، أكد فيها أن الظروف السياسية والأمنية الدقيقة والخطيرة التي تمر بها منطقتنا ، بفعل الاضطرابات التي شهدتها على مدى السنوات الأربع الماضية جلبت لمنطقتنا الفوضى ، وأفرزت تداعيات خطيرة نعاني من تبعاتها ، ونعمل جاهدين مع المجتمع الدولي لمعالجة ومواجهة افرازاتها ، فظاهرة الإرهاب التي هددت أمن واستقرار العالم مثال لنتاج تلك الاضطرابات» .
وقال الخالد : «إن بناتكم وأبناءكم وبعثات دولة الكويت في الخارج يتشرفون بأن يكونوا خط الدفاع الأول عن تراب هذا الوطن ، الذي بذل السابقون جهودا مضنية من أجل أمنه واستقراره ، وهم لايدخرون جهدا في التغلب على هذه التحديات».