
عواصم – «وكالات» : نفى الناطق الرسمي بإسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن العميد أحمد عسيري أي إنزال عسكري في عدن، ردا على الأنباء المتداولة عن إنزال قوة عربية هناك.
وقال عسيري في تصريحات له أمس ان المقاومة الشعبية تقوم بالمهام كافة في عدن،موضحا أن التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن يعمل على تعزيز قدرات المقاومة الشعبية اليمنية وإمدادها بالسلاح الثقيل الكافي للتفوق على الحوثيين.
وكان سكان محليون في محافظة عدن جنوبي اليمن قالوا إن «حوالي 30 جنديا من قوات التحالف العربي تم إنزالها بحريا، مساء أمس الأول في المحافظة، في أول وصول لقوة عربية إلى اليمن»، فيما قالت صحيفة «العربي الجديد» ان هذه القوات تشارك في معركة مطار عدن.
إلى ذلك صعّدت إيران الموقف العسكري بمواجهة السعودية في اليمن بشكل غير مسبوق، إذ اعتبرت أن أمن اليمن «مثل أمن إيران» مضيفة أن عهد ما وصفتها بـ «المغامرات» قد ولى، في حين أكد قائد القوات البحرية الإيرانية أن سفن بلاده لن تغادر خليج عدن، رافضا أي محاولة لتفتيشها.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية عن حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني قوله إن «أمن اليمن بمثابة أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمنطقة» وحذر بأن طهران «لن تسمح للآخرين العبث بالأمن المشترك عبر ممارسات استفزازية تزعزع الاستقرار» زاعما أن ما وصفه بـ «عهد المغامرات» قد «ولى دون رجعة».
ورأى عبداللهيان أن التركيز السعودي في الحرب ضد اليمن «أدى إلى تقوية كيان الاحتلال الصهيوني والجماعات الإرهابية» على حد زعمه، مضيفا «أن إيران التي يتهمها خصومها بتوفير الدعم المادي والمعنوي للحوثيين «ترفض أي تدخل أجنبي» في اليمن.
وفي سياق متصل، قال قائد سلاح البحر الإيراني، الأميرال حبيب الله سياري، ان القوات البحرية الإيرانية «ستواصل بقوة دورياتها في خليج عدن بهدف توفير الأمن للسفن التجارية، وشددا على أنها «لن تسمح لأحد أن يقوم بتفتيش غير مبرر» للسفن الإيرانية.
وقال سياري، في مقابلة مع فضائية «العالم الإيرانية»، ردا على سؤال حول نقل السفن الإيرانية مؤخرا كميات من الأسلحة للحوثيين في اليمن: «هذا ليس صحيحا، مهمة المجموعة واضحة تماما، وليس هناك ما لا يمكن رصده، لكن أن نغادر المنطقة ونفقد السيطرة الأمنية على سفننا التجارية على خلفية هذه المزاعم .. فهذا ما لن يحدث بتاتا.»
وصف وزير حقوق الانسان اليمني الدكتور عزالدين الاصبحي أمس الوضع في بلاده بأنه «كارثي ويزداد تدهورا» معربا عن خشيته ازاء انهيار كامل المؤسسات الصحية ومنظومتي الكهرباء والمياه اذا لم يتم تدارك الوضع «في اقرب وقت».
واكد الاصبحي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري حول الوضع الانساني في اليمن الذي دعت اليه الهيئة اليمنية للاغاثة والتنسيق التابعة لرئاسة مجلس الوزراء اليمني الحاجة الى تحرك «سريع وفاعل» لجميع المنظمات الانسانية والدول الشقيقة للتعامل مع الوضع المتدهور في بلاده.
وقال خلال الاجتماع التشاوري الذي انعقد بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية ان الهدف من الاجتماع ليس للتباحث ومناقشة الرؤى والتصورات وانما لاتخاذ خطوات ملموسة على الارض خلال ساعات.
واشار إلى التدهور الكبير في الخدمات الصحية جراء الاستهداف المباشر للمستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الاسعافية من قبل الميليشيات المسلحة والالوية العسكرية المتمردة بهدف الحاق اكبر ضرر بالمواطن دون مراعاة لابسط قواعد الحرب المتبعة.
وتحدث الاصبحي عن مقتل ما يزيد على 1224 مدنيا خلال الفترة من 19 الى 27 ابريل الماضي متوقعا ان يكون العدد قد تضاعف نظرا لاستمرار حصار وقصف مدن مكتظة بالسكان مثل الضالع وعدن وتعز مع انهيار مستمر للخدمات الصحية.
وأكدت مسؤولة امريكية للمبعوث الاممي لليمن الجديد إسماعيل ولد الشيخ أحمد على حاجة اليمن الى عملية انتقالية سياسية شاملة تضمن مشاركة جميع الاطراف المعنية في المستقبل.
جاء ذلك خلال لقاء مساعدة الرئيس الامريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو ومبعوث الامم المتحدة الجديد لليمن الليلة قبل الماضية.
وشددت موناكو في بيان صحافي على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للتحول السريع في اليمن من النزاع العسكري الى مفاوضات جامعة تحت رعاية الامم المتحدة.
وأكدت ان واشنطن تقدم كل الدعم لجهود المبعوث الأممي الجديد اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ورأت ان «العملية السياسية الانتقالية ستتيح فرصة استئناف مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وسوف تتيح فرصة التركيز على مكافحة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية».