
الرياض – «وكالات» : أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن التحديات الحالية تتطلب جهدا جماعيا وتعاونا مع الأشقاء والأصدقاء ، للتمكن من معالجتها وتحصين دول المنطقة من تبعاتها.
وأضاف سموه في كلمة ألقاها خلال اللقاء التشاوري للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، الذي استضافته العاصمة السعودية الرياض أمس ، أن هذا اللقاء يجب استثماره في صياغة ورقة خليجية موحدة ، يتم فيها تحديد المخاطر وتجسيد التحديات ، لوضع رؤية مشتركة لطريقة معالجتها من منظور خليجي.
وقال سموه : إننا لعلى يقين بأن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لوطنه ، ستشكل اضافة كبيرة ومهمة بفكره النير وحرصه المعهود وعطائه الممدود وخبرته الثرية ، ولا أدل على ذلك من حرصه على عقد هذا اللقاء واستمرار انتظامه.
أضاف أن بيتنا الخليجي أثبت قدرا كبيرا من الصلابة ، في تعامله مع الاحداث والظروف السياسية والامنية الخطيرة وغير المسبوقة ، أظهر تجربة رائدة كانت محط اهتمام الجميع ومثار اكبار واعجاب ، اذ استطاع مجلسنا بحنكة قادته لعب دور مؤثر ، ليس فقط على مستوى محيطنا الخليجي ، وانما تعداه الى المستوى الاقليمي والدولي ، وبات هذا الصرح يمثل بعدا مؤثرا وفاعلا في مجرى الاحداث الدولية ،فقد شاركت دول المجلس وبفعالية المجتمع الدولي في تحالفه لمحاربة الارهاب ، ومحاولة اعادة الاستقرار الى العراق ، كما لعبت دولنا دورا مؤثرا في محاولة ايجاد حل للكارثة الانسانية التي يشهدها الاشقاء في سوريا .
وأوضح سموه أن ما اثبته مجلسنا الموقر من قدرة ليس فقط في حشد الجهود والتأييد الدولي ، وإنما ايضا في تحركه بالمباشرة في العمليات العسكرية التي اطلقها في اليمن للحفاظ على الشرعية وحفظ امن واستقرار دوله . لقد اثبت مجلسنا عبر تحركه مؤخرا لمواجهة التهديدات التي استهدفت دولنا بأنه قادر على التفاعل والتأثير في الدفاع عن مقدرات كيانه .
وأكد سمو الأمير أن التطورات والأحداث الأخيرة في منطقتنا أكدت وبشكل قاطع صلابة هذه التجربة التي نفتخر بوجودنا في إطارها ، ونعتز بالانتماء لها ، والتي لا بد لنا أن نعمل على تعزيزها وتوطيدها والوصول بها الى ما ينسجم مع النظام الاساسي ، ويفعل قرارات عملنا المشترك ، ويعكس تطلعات شعوبنا ، بالوصول بها الى مرحلة الاتحاد القائم على أسس صلبة وخطوات مدروسة ، تضمن استمراره وتحصنه لنتمكن معها من الدخول إلى مرحلة جديدة تحقق لنا مزيدا من التماسك والتلاحم بين شعوبنا ، وتجعل هذه التجربة أكثر ارتباطا بآمال وتطلعات هذه الشعوب.
وقال صاحب السمو أيضا إن قلقنا مشروع ومخاوفنا مبررة من تداعيات البرنامج النووي الايراني ، ونرجو أن يبدد الاتفاق النهائي بين إيران ومجموعة 5 + 1 ما يعترينا من مخاوف وقلق ، وأن نرى سلوكا وتصرفا ايرانيا في المنطقة يعكس روح هذا الاتفاق.
أضاف ان التحديات التي نواجهها اليوم تتطلب جهدا جماعيا وتعاونا مع الأشقاء والأصدقاء ، لنتمكن من معالجتها وتحصين دولنا من تبعاتها ، مشيرا إلى دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعقد قمة في الولايات المتحدة ، بينه وبين قادة دول مجلس التعاون ، لتشكل فرصة للقاء وتبادل وجهات النظر مع حليف استراتيجي ودولة دائمة العضوية في مجلس الأمن ، ولاعب أساسي في السياسة الدولية ، وأحد أكبر الاقتصاديات في العالم.