
«كونا»: غادر سمو السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه ارض الوطن ظهر أمس ، متوجها الى السعودية ، وذلك لتقديم واجب العزاء بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الامير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية .
وكان في وداع سموه على ارض المطار سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد ، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح .
هذا ويرافق سموه وفد يضم كلا من الشيخ جابر العبدالله الصباح ، والشيخ فيصل السعود المحمد الصباح ، وسمو الشيخ ناصر المحمد، والشيخ سالم صباح الناصر، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، والشيخ الدكتور محمد صباح السالم ، ومدير مكتب سمو امير البلاد احمد فهد الفهد، وسفير دولة الكويت لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة الشيخ ثامر جابر الأحمد .
وقد نعت دولة الكويت وفاة سمو الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية ، مستذكرة مواقفه المشرفة ، لاسيما وقوفه الى جانب الحق الكويتي ابان الغزو العراقي عام 1990 ، وتحركاته الفاعلة لرفض الاحتلال والانسحاب من الأراضي الكويتية.
وقالت الكويت ان الدبلوماسية العربية والإسلامية فقدت بوفاة المغفور له الأمير سعود الفيصل ، الذي وافاه الأجل امس الأول في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 75 عاما ، فارسا نبيلا ورجلا شجاعا قضى عمره في خدمة الأمتين العربية والإسلامية والدفاع عن قضاياهما في المحافل والملتقيات الإقليمية والدولية ، على مدى اربعة عقود.
وقد أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد في برقية تعزية لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ان المملكة العربية السعودية الشقيقة فقدت برحيل الفيصل احد رجالاتها المخلصين الذين عملوا بكل تفان واخلاص في خدمة وطنهم ، وخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية ، عبر مسيرة حافلة بالعطاء والانجاز.
وقال سموه : «لقد استطاع رحمه الله ، ان يجسد سياسة بلاده الخارجية الداعية للسلام والعدل والحفاظ على حقوق الدول ومكتسباتها ، وتبني مختلف القضايا العربية والاسلامية العادلة والدفاع عنها».
واشاد سمو الأمير بما كان يتمتع به من خبرة واسعة وحنكة سياسية رفيعة المستوى ، وبعد نظر وقدرة على معالجة القضايا السياسية ، في ظروف كانت بالغة الدقة والتعقيد جعلته يحظى بتقدير واحترام اقليمي وعربي ودولي متميز .
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية لأخيه خادم الحرمين الشريفين ، ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة سمو الامير سعود الفيصل ، كما بعث سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة.
وأعرب رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم عن بالغ مشاعر الاسى والتعازي لوفاة الامير سعود الفيصل قائلا ، ان رحيل الفيصل خسارة للدبلوماسية الخليجية والعربية التي فقدت رجلا تميز بالحنكة وبمواقفه الحكيمة والمشرفة على مدى اربعين عاما ، صال خلالها وجال دفاعا عن قضايا الامة العربية والاسلامية في المحافل الدولية.
واستذكر الغانم مواقف الراحل خلال فترة الغزو العراقي للكويت والمواقف الصلبة مع الحق الكويتي في كافة القضايا والظروف ، مؤكدا ان الشعب الكويتي كافة يشعر بالاسى لرحيل احد ابرز رواد الدبلوماسية الخليجية والعربية ، الذي تظل مواقفه محفورة في اذهان الكويتيين مع ما يحملونه من تقدير للفيصل وللأشقاء في السعودية.
وأكد رئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج أن المنطقة الخليجية والعربية والاسلامية فقدت شخصية فذة اتسمت بالحكمة وبعد النظر والحنكة السياسية ، والعمل بحرص واخلاص وامانة لقضايا بلده وامته العربية والاسلامية.
بدوره قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد : «نستذكر في هذه اللحظة الأليمة وبكل الفخر والاعتزاز المواقف البطولية الشجاعة والمشرفة للفقيد مع الحق الكويتي ، في احلك الظروف التي مرت بها البلاد إبان الغزو والاحتلال العراقي في 1990 / 1991» ، مؤكدا أن «الدبلوماسية الخليجية والعربية والدولية فقدت احد قاماتها العالية وألمع روادها وقادتها الكبار ، الذي كان له بصماته البارزة في السياسة الدولية طيلة الأربعين سنة المضية» .
من جهته أعرب وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود عن عميق الحزن والأسى بفقد «مهندس السياسة الخارجية السعودية» .
واكد الشيخ سلمان الحمود أن الفقيد كان ركيزة أساسية للعمل الدبلوماسي السعودي والخليجي والعربي وأبرز فرسان سياسة المملكة الخارجية ، مستذكرا النشاط الدبلوماسي للفقيد خلال فترة الغزو العراقي لدولة الكويت وتحركاته الفاعلة لرفض الاحتلال والانسحاب من الأراضي الكويتية انسجاما مع موقف المملكة المتضامن مع الحق الكويتي.
ومن جانبه أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا بوفاة الامير سعود الفيصل ، رجلا من رجالاتها العظام الذين كرسوا حياتهم لخدمتهما ، مؤكدا أن الفيصل «حمل لواء الدفاع عن الكويت وتحريرها إلى كل بقاع للعالم ، وكان مدافعا صلبا عن حقوقها وينتزع موافقة العالم للمواقف الإيجابية تجاهها ولا يمكن لأبناء الكويت أن ينسوا مواقفه المميزة».