
أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية عن ادانة واستنكار دولة الكويت الشديدين ، للاعتداء الذي قامت به جموع من المتظاهرين ضد سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة بطهران ، وقنصليتها في مشهد ، والتي ادت الى اقتحام مبنى السفارة واضرام النيران فيها.
وحمل المصدر في تصريح له أمس السلطات الايرانية مسؤولية الوفاء بالتزاماتها ، لحماية مقر السفارة وسلامة موظفيها.
وأوضح أن هذه الاعتداءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاقية فيينا ، الخاصة بالتزام الدول بحماية وصون البعثات الدبلوماسية ، وضمان سلامة طاقمها.
ودعا المصدر السلطات الايرانية الى الالتزام بكافة القواعد والاعراف الدولية ، التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على وقوف دولة الكويت الى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ، وتأييدها لجميع الاجراءات التي تتخذها للحفاظ على امنها واستقرارها.
على الصعيد النيابي أدان نائب رئيس مجلس الامة مبارك الخرينج «الاعمال التخريبية التي قام بها الغوغاء باحراق القنصلية السعودية في مدينة مشهد الايرانية» ، ومستنكرا ومديناً «المظاهرات امام السفارة السعودية في طهران ، من قبل من تحركهم الاجهزة المختصة في ايران».
وأعرب الخرينج عن استنكاره ورفضه للتصريحات الاستفزازيه وغير المسئولة الصادرة من المسئولين الايرانيين والعراقيين ، تجاه السعودية وتهديد استقرارها وأمنها الوطني ، على خلفية اعدام مواطن سعودي حكم القضاء عليه بالاعدام ، نتيجة الاعمال الذي قام بها تجاه وطنه وشعبه ضي ، معتبرا ذلك «تدخلا سافرا ومرفوضا بالشئون الداخليه للمملكة» .
من جهته استغرب النائب حمد الهرشاني اصرار بعض النواب الكويتيين على التدخل في الشأن الداخلي السعودي ، مطالبا إياهم «بالدفاع عن أمن الخليج ، وعدم الانسياق خلف إرهابيي ايران الذين يريدون تخريب استقرار الخليج وأمنه» .
وقال الهرشاني في تصريح صحافي إن السعودية قامت بإعدام مجرمين لحماية أمن المملكة الذي يعتبر جزءا من أمن الخليج ، لافتا إلى أن أكثر من ٩٠ في المئة من المعدومين ينتمون إلى المذهب السني ، والمملكة لا تفرق بين المذاهب وأنما تتعامل مع الجرم المرتكب .
وثمن موقف المملكة واتخاذها خطوات حازمة ضد الإرهاب مؤكدا أن الدين الإسلامي ينبذ الفتن وترويع الآمنين وقتل الأبرياء والشعب الكويتي بأسره يقف مع المملكة والشعب السعودي ومع خادم الحرمين ملك الحزم وأن «الأصوات النشاز التي خرجت تمثل نفسها فقط» .
بدوره أكد النائب طلال الجلال أن إعلان وزارة الداخلية السعودية تنفيذ أحكام القصاص في 47 شخصا ارهابيا ، صفعة في وجه الارهاب والفكر المتطرف، مثمنا الدور العظيم الذي تقوم به الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ، في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف.
وقال الجلال ان الكويت تدعم المملكة العربية السعودية في جميع القرارات التي تتخذها ، والتي تصب في صالح تحقيق امنها وامن المنطقة بشكل عام، مشددا على ان المملكة بالنسبة للشعب الكويتي خط احمر.
كم أدان النائب ماضي الهاجري الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، مؤكداً أن ذلك «عمل إجرامي عدواني صادر عن إيران ضمن سياستها التحريضية والتخريبية في ردة فعل مستنكرة تجاه الأحكام الشرعية التي نفذتها المملكة العربية السعودية ضد أشخاص إرهابيين، من أجل حماية أراضيها من الإرهاب والقتل والتدمير ومرتكبيه، مبيناً أن دفاع إيران عن هؤلاء الإرهابيين يؤكد أنها شريكة لهم في جرائمهم».
وشدد الهاجري على ضرورة أن تحترم إيران والسلطات سيادة الدول على أراضيها ، واحترام قضائها ، مؤكداً في الوقت نفسه أن أمن دول الخليج كافة خط أحمر ، لا يمكن الاقتراب إليه من إيران ولا غير إيران
في السياق نفسه أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن ادانة «الاعتداءات الهمجية» على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد ، محملا السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه «الأعمال الإرهابية».
وقال الامين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان صحفي أمس : إن فشل السلطات الايرانية «في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالا جسيما بالتزامات إيران لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي».
واستنكر الزياني «التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة العربية السعودية للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين» معتبرا إياها «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية».
أضاف أن «تلك التصريحات قد شجعت على الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية».
وشدد على أن «دول مجلس التعاون تقف صفا واحدا مع المملكة العربية السعودية في استنكارها لهذه الأعمال الإرهابية ضد بعثات المملكة العربية السعودية في إيران وتحمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عنها».
كما أكد أن دول المجلس تدعم «القرارات التي اتخذتها المملكة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن والقلاقل وتقديمهم للقضاء العادل».
من ناحيتها استدعت وزارة الخارجية الإماراتية السفير الايراني لديها محمد رضا فياض أمس ، وسلمته مذكرة احتجاج خطية من دولة الامارات على خلفية التدخل الإيراني في الشأن السيادي للمملكة العربية السعودية، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية.
وتضمنت مذكرة الاحتجاج أيضاً، الاحتجاج على الاعتداءات التي وقعت على مقار البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومدينة مشهد ، وما يمثله ذلك من انتهاك للمواثيق والأعراف الدولية.
وكان متظاهرون قد هاجموا مساء أمس الأول السبت، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، كما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «إيسنا».
وقالت الوكالة إن المتظاهرين رشقوا مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة.
وكشفت صور على مواقع التواصل الاجتماعي عمليات تدمير ونهب وعبث بمحتويات مقر السفارة عقب اقتحامه.
وأظهرت صور أخرى فيما بعد الشرطة في كامل عتادها لمكافحة الشغب، وتتولى حراسة المبنى في الوقت الذي قام فيه رجال الإطفاء بإطفاء النيران في المبنى، نقلا عن رويترز.
وذكرت وكالة الطلبة للأنباء أن قائد الشرطة الإيرانية موجود في الموقع لإعادة الهدوء.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن حسين جابر أنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، دعا إلى الهدوء، وقال إنه يجب عدم حدوث مظاهرات أخرى حول السفارة السعودية.
وجاء الاعتداء على السفارة السعودية في طهران ، في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 إرهابيا، بينهم نمر النمر الموالي لطهران.
وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء السبت، القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى.
وحملت الخارجية السعودية طهران في تصريحات رسمية مسؤولية حماية مقارها الدبلوماسية في إيران.
ونشرت وكالة «تسنيم» الإيرانية تغطية لاقتحام القنصلية السعودية في مشهد. وقالت في خبر تضليلي إن المهاجمين احتجوا على إعدام النمر و»47 من شيعة السعودية»، في حين أنه أعدم 4 من الشيعة فقط ضمن الإرهابيين الذين تم تنفيذ أحكام القصاص فيهم.
من جهتها، ذكرت وكالة «فارس» أن متظاهرين ورجال دين من الحوزات الشيعية تجمعوا أمام السفارة السعودية في طهران، ورددوا شعارات ضد المملكة.
وفي سياق التصعيد الإيراني، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، القائم بالأعمال السعودي في طهران، وأبلغته احتجاج طهران على إعدام النمر.
ووفقا لوكالة «فارس»، نقل مساعد الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، احتجاج إيران للقائم بالأعمال السعودي في طهران أحمد المولد.