
القاهرة – «وكالات» باستثناء بعض المسيرات الاحتفالية ، وعدد قليل من المظاهرات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين ، مرت ذكرى 25 يناير في مصر أمس بهدوء ربما فاجأ الكثيرين .
وقد شهدت العاصمة المصرية تدابير أمنية مكثفة تفرضها قوات الشرطة والجيش بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد أكثر من 30 عاما في السلطة.
كما تمكنت قوات الأمن من ضبط خلية إرهابية وتفكيك قنابل ومتفجرات ، وقتلت اثنين من المعارضين في شقتهما بمدينة 6 أكتوبر وثالثا بإحدى قرى مركز كرداسة بالجيزة .
وإجمالا، شهدت الشوارع هدوءا تاما، كما سارت الحركة المرورية بسلاسة ويسر وسط انتشار أمني مكثف بجميع المحافظات، زاد بصورة أكبر في ميادين التظاهرات، مثل التحرير وهشام بركات «رابعة العدوية سابقا « والنهضة ومصطفى محمود والمطرية بالقاهرة والقائد إبراهيم بالإسكندرية.
ونظم أنصار جماعة الإخوان مسيرات محدودة ومتفرقة بعدة محافظات ، هي الإسكندرية والجيزة وبني سويف والشرقية شارك فيها العشرات.
على الجانب الآخر، نجحت قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات بالإسكندرية في تفكيك عبوة ناسفة شديدة الانفجار ، وضعها مجهولون بشارع المكس غرب المدينة، وتبين أنها كانت معدة للتفجير عن بعد.
وفي محافظة المنوفية عثرت قوات الشرطة على جسمين غريبين أسفل كوبرى الخطاطبة بمركز السادات، تبين أنهما عبارة عن قنبلتين هيكليتين ولا توجد بهما مواد متفجرة. كما تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك عبوة هيكلية تم وضعها قرب مكتب بريد بمركز كفر الدوار.
وفي الوقت ذاته، وفي الساعات الأولى من صباح أمس ، تمكنت قوات أمن الجيزة من إلقاء القبض على خلية إرهابية مكونة من 10 أفراد داخل مخزن به متفجرات وأسلحة بمنطقة كرادسة.
وإلى ذلك أكد مصدر مسؤول بالمترو أن محطة السادات مغلقة بالخطين الأول والثانى بمترو الأنفاق لدواعٍ أمنية ويناير تحسباً لوقوع أعمال تخريبية بمحيط المحطة.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية عن «مصدر أمني رفيع المستوى» قوله إن هناك استعدادات أمنية كاملة لتأمين الاحتفالات بذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة».
وحسب المصدر، فإن وزير الداخلية مجدي عبد الغفارعقد اجتماعات مع مساعديه لقطاعات الأمن الوطني والمركزي والعام والإعلام والعلاقات العامة «لمراجعة خطة تأمين الاحتفالات».
وأشار مصدر أمني آخر إلى أن «وزارة الداخلية اتخذت بالتعاون مع القوات المسلحة إجراءات أمنية داخل وحول المؤسسات المهمة مثل مبنى الإذاعة والتليفزيون ومجلس النواب ومحطات الكهرباء والمياه والميادين المهمة لإجهاض أي أعمال تخريب».
ويقول المعارضون إن هذه التدابير استهدفت منع التظاهر في ذكري الثورة احتجاجا على ما يصفونه بالثورة المضادة.
ويرى قطاع من المصريين أن النظام الحالي في بلادهم يعيد تأسيس نظام الدولة البوليسية ، بأسوأ مما كانت عليه أيام نظام مبارك.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد قال في كلمة عبر التليفزيون الأحد ، إنه يجب الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير.
ورغم تأكيده أن مصر تسير على المسار الصحيح، قال إن تحقيق الديمقراطية «سوف يستغرق وقتا».
وأشار السيسي إلى أن «مصر اليوم ليست مصر الأمس»، مضيفا «نحن نبني سويا دولة مدنية حديثة متطورة».
وجدد اتهامه لجماعة الأخوان المسلمين بأنها حاولت استغلال الثورة لتحقيق منافع شخصية.
وكانت وسائل إعلام مصرية ومسؤولوون قد حذروا أخيرا ، مما وصفوه بالتخطيط لثورة أخرى في مصر في ذكري ثورة يناير.
ووصفت وسائل الإعلام، خاصة المقربة من السلطة، دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للخروج للشوارع في هذه الذكرى بأنها مؤامرة.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عشية ذكرى الثورة، نشاطا يتحدث عن النزول للتظاهر.
وتعهد الرئيس السيسي منذ أيام بالتعامل بحزم مع «أي اضطرابات ومواصلة القتال» ضد المتشددين الإسلاميين في مصر.
وقالت منظمة العفو في تقرير، بمناسبة مرور خمس سنوات على ثورة 25 يناير عام 2011، إن أجهزة الأمن شنت خلال الأيام الأخيرة حملة مداهمات شملت 5 آلاف منزل في العاصمة القاهرة.
وأشارت المنظمة إلى أن السلطات كانت تبحث عن أشخاص ربما يخططون للنزول إلى الشوارع الاثنين لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد أكثر من 30 عاما في الحكم.
ويأتي تقرير منظمة العفو عن مصر ضمن سلسلة تقارير بمناسبة مرور خمس سنوات على انتفاضات الربيع العربي.
وتقول المنظمة إن مصر «تحولت إلى دولة بوليسية اعتقل او اختفى فيها الكثير من النشطاء، كما يُحظر الاحتجاج».
كما تصف مصر بأنها «غارقة في أزمة حقوق إنسان ذات أبعاد ضخمة».
ويشكو الشباب المصري مما يصفه بالتهميش بعد ثورة يناير التي لعب فيها الشباب دورا بارزا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان السيسي قد أبدى استعدادا لترك منصبه فورا شريطة أن تكون تلك رغبة «كل الشعب المصري».