
عواصم – «وكالات» : لقي 16 شخصا مصرعهم جوعا في مدينة مضايا السورية منذ دخول قافلة الإمدادات الغذائية الأخيرة قبل نحو اسبوعين ، حسب ما أعلنت منظمة أطباء دون حدود.
وأكدت المنظمة أن العشرات من أبناء المدينة لازالوا يعانون من نقص حاد في التغذية ويواجهون خطر الموت جوعا بسبب الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من 7 أشهر من قبل القوات الموالية لنظام الأسد.
وحسب إحصاءات المنظمة يصل عدد الوفيات بسبب نقص الغذاء في المدينة منذ الشهر الماضي الى 46 شخصا.
وشكل الوضع في مضايا عقبة أمام مباحثات السلام بين المعارضة السورية والنظام في جنيف.
وتطالب المعارضة بفك الحصار عن جميع المناطق المحاصرة من قبل النظام وحلفائه قبل بدء المفاوضات تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة.
وقبل نحو أسبوعين تمكنت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة من دخول المدينة محملة بأطنان من الطعام والأدوية بعد اتفاق مع نظام الأسد.
ويشمل الاتفاق إدخال المساعدات إلى قريتي فوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من القوات المعارضة للحكومة السورية منذ أكثر من عام، الى جانب بلدة مضايا قرب الحدود اللبنانية.
وحسب المعارضة السورية يعيش نحو 4.5 مليون سوري في مناطق يصعب الوصول إليها، بينهم 400 ألف شخص في 15 منطقة محاصرة ليس لديهم أي منفذ لدخول المساعدات الإنسانية.
ويقول ناشطون إن حصار مضايا من قبل القوات الحكومية والميلشيات التابعة لها جاء انتقاما من حصار المعارضة لبلدتي فوعة وكفريا، الذي استمر فترة أطول.
وأفادت تقارير أن الظروف في البلدات، ذات الأغلبية الشيعية، شمالي إدلب ساءت أيضا، منذ سقوط قاعدة عسكرية قريبة تابعة للحكومة، في سبتمبر ، كانت الطائرات العمودية لاسقاط المعونات الغذائية على القرى الموالية الخاضعة للحصار.
وتلقت مضايا مساعدات إنسانية في أكتوبر ، ولكنها تعرضت لحصار منذ ذلك الوقت، ومنع وصول المساعدات إليها، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ونبهت الأمم المتحدة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر استهداف المدنيين، وتجويع المدنيين في الحرب .
من جهة أخرى وصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يمثل أكبر تجمعات المعارضة السورية الى جنيف ، مساء أمس ، للمشاركة في المحادثات التي بدأها المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا امس.
وذكرت «بي بي سي» ان الوفد مكون من 17 شخصا ، سيرافقون 25 آخرين من الهيئة العليا للمفاوضات.
وليس من المتوقع ان يجري الوفد اي لقاءات قبل يوم الاثنين، بحسب ما أعلن المكتب الصحفي للمبعوث الدولي في جنيف.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد قررت المشاركة في المحادثات ، بعد ان أكدت في بيان تلقيها ضمانات فيما يتعلق بتنفيذ القرار الدولي 2254 ، خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري للعنف ، ورفع الحصار وفتح ممرات آمنة لايصال المساعدات للمدنيين المحاصرين.
وأكد مراسل بي بي سي في جنيف ان قرار الهيئة اتخذ بعد اتصالات دولية مع عدة أطراف استمرت حتى مساء الجمعة ، واستدعت تغيير قرار الهيئة التي كان أعضاؤها توافقو على إرسال وفد مصغر من ثلاثة أشخاص، ليتم التوافق لاحقا على المشاركة وفق الصيغة التي كانت مقرة منذ البدء، وذلك بإرسال وفد التفاوض مع مجموعة دعم تشكل المرجعية السياسية.
ورحبت الخارجية الأميركية بقرار الهيئة واكدت على ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 2254 خاصة فيما يتعلق بالامور الانسانية.
وكان المبعوث الدولي دي مستورا قد استهل الجولة الحالية من المحادثات ، والتي تعرف بجنيف 3 بلقاء وفد الحكومة السورية ، برئاسة مندوب سوريا الدائم للأمم المتحدة بشار الجعفري.
ورفض الجعفري عقب اللقاء الذي استمر لساعتين ونصف الإدلاء باي تصريحات.
من جهته قال دي مستورا ان كل القضايا الخلافية التي تعيق انطلاق المحادثات ستكون موضع نقاش في جنيف، وأكد أهمية التحفظات التي اثارتها المعارضة، لكنها قال انه تلقى إشارات إيجابية تشير لاقتناعها بضرورة المشاركة.