
موسكو – عواصم - «وكالات»: أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء قواتها الانسحاب من سوريا، اعتبارا من أمس الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان صحفي ان العاملين الفنيين في القاعدة الجوية الروسية في سوريا، بدأوا باعداد الطائرات الروسية للعودة الى روسيا، ونقل المعدات العسكرية والممتلكات على متن طائرات النقل العسكرية العملاقة.
أضافت ان اسراب من المقاتلات الروسية ستنطلق من قاعدة «حميميم» الى قواعد مرابطتها الدائمة برفقة طائرات النقل الحربية، مشيرا الى ان هذه الطائرات ستقوم خلال رحلتها التي تزيد على خمسة آلاف كيلومتر، بعمليات هبوط مؤقت للتزود بالوقود في روسيا الاتحادية نفسها.
وعرض التلفزيون الرسمي الروسي، أمس الثلاثاء، صورا لأفراد في قاعدة جوية روسية في سوريا وهم يحملون معدات على متن طائرة نقل لإعادتها إلى روسيا.
وأظهرت الصور التي بثتها قناة «روسيا 24» التلفزيونية، قوات تحمل المعدات على متن طائرة إليوشن آي.ال-76 للنقل الثقيل في قاعدة حميميم الجوية الروسية بمحافظة اللاذقية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن امس الأول الاثنين، قراره بسحب قوات بلاده من سوريا بشكل عاجل، وكلف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو البدء بتنفيذ هذه العملية فورا.
وأطلع بوتين نظيره الامريكي باراك اوباما خلال اتصال هاتفي على تفاصيل هذا القرار المفاجيء، واتفق الرئيسان على دعم عملية التفاوض بين السوريين التي انطلقت في جنيف امس.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بسكوف قد اعلن ان بوتين اتخذ قرار الانسحاب، بناء على نتائج العملية العسكرية الروسية في سوريا، وليس استجابة لطلب من الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهة أخرى نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نيكولاي بانكوف نائب وزير الدفاع الروسي قوله أمس إن سلاح الجو الروسي سيواصل قصف الأهداف المرتبطة بتنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا رغم انسحاب جزئي للقوة الروسية.
ونقلت الوكالة عن بانكوف قوله «تحققت نتائج إيجابية معينة، وبدت فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع الممتد». وأضاف في مراسم بقاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا «أُنجزت المهمة. لكن لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن انتصار على الإرهاب. الطيران الروسي عليه مهمة مواصلة شن الضربات على المنشآت الإرهابية».
وأعلن الكرملين أن الجيش الروسي سيحتفظ ب»أحدث» أنظمته للدفاع الجوي في سوريا، دون أن يؤكد رسميا ما إذا كان الأمر يتعلق ببطاريات صواريخ من طراز اس-400.
وصرح سيرغي ايفانوف رئيس المكتب الرئاسي في الكرملين «سنحافظ على حماية فاعلة للقسم المتبقي في سوريا من القوات، خصوصا من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية»، حسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.
من جهة أخرى أعلن سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، أن المعارضة تريد التحقق من تنفيذ القرار الروسي «على الأرض» بعد إعلان موسكو نيتها سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا.
وقال المسلط للصحافيين في جنيف «لا بد من أن نتحقق من طبيعة هذا القرار وما المقصود به»، مضيفاً «إذا كان هناك قرار بسحب القوات (الروسية) فهذا قرار إيجابي ولا بد من أن نرى ذلك على الأرض».
أضاف : نتمنى أن تنتقل موسكو لطرف الشعب السوري، مشيراً إلى أن المفاوضات في جنيف ستبدأ غدا بشكل غير مباشر.