
حلب – «وكالات» : ذكرت منظمة الصليب الأحمر الدولية، في بيان لها أمس ، أن «حلب على شفا كارثة إنسانية بعد أسبوع من تصاعد العنف» فيها.
وأوضحت المنظمة أن المعارك الشرسة التي تندلع في حلب بين مقاتلي المعارضة ، والقوات التابعة للنظام السوري ، أدت إلى تفاقم محنة عشرات الآلاف من سكان المدينة ، التي وصفتها اللجنة بأنها واحدة من أكثر المناطق تضرراً من القتال في الصراع المندلع منذ خمسة أعوام.
وقتلت الغارات التي تشنها قوات النظام السوري أكثر من 89 مدنيا بمدينة حلب وحدها ، منذ 22 أبريل من العام الحالي 2016، وجرحت ما يقارب 135 مدنيا في المدينة نفسها والتاريخ عينه.
وقتل أكثر من 27 مدنياً ، جراء قصف جوي استهدف مستشفى ميدانياً ومبنى سكنياً مجاوراً له في حي السكري في مدينة حلب.
وأفاد الدفاع المدني وناشطون في المدينة ، أن قصفا جويا استهدف مستشفى القدس في حي السكري ومبنى سكنيا ملاصقا له ، ما أدى إلى مقتل 27 شخصا على الأقل ، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة نفذتها طائرات تابعة لقوات النظام.
من ناحية أخرى، يواصل النظام السوري استهداف أطقم الدفاع المدني والإسعاف، ما يعقد الوضع الإنساني أكثر في المدينة.
على الصعيد السياسي طالب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ، بتدخل أمريكي - روسي «عاجل» وعلى أعلى مستوى لإنقاذ محادثات السلام السورية.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب جولة المحادثات الثالثة هذا العام ، بين أطراف النزاع الرئيسية إن « المحادثات لن تكون ذات معنى إلا في حال عودة وقف إطلاق النار ، إلى المستوى الذي كان عليه في فبراير و مارس «.
أضاف أن «خلافات كبيرة مازالت قائمة بين الحكومة السورية وجماعة المعارضة الرئيسية، في رؤيتهما لإنتقال سياسي في سوريا ، على الرغم من بعض القواسم المشتركة».
وفي وثيقة من سبع صفحات أصدرها في ختام جولة من المحادثات استمرت أسبوعين ، قال دي ميستورا إن «الجانبين يتشاركان الرأي بأن «الادارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين» ، مشيرا إلى أن الجولة القادمة من المحادثات السورية ستعقد في مايو المقبل .
وداعياً إلى التعاون بين روسيا والولايات المتحدة، قال دي ميستورا إن «ميراث الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين مرتبط بنجاح عملية السلام في سوريا».
وأكد أن «وقف الأعمال العدائية» الهش والذي تم التوصل إليه في فبراير الماضي تم «إنقاذه من الانهيار الشامل» ولكن «يمكن أن ينهار في أي وقت.»
أضاف أنه خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية تم قتل سوري واحد كل 25 دقيقة في المتوسط ، وأصيب آخر كل 13 دقيقة.
ومن أجل نجاح محادثات السلام، قال المبعوث الأممي إن العمليات العدائية يجب أن تتراجع ثانية إلى المستويات التي شهدناها عقب اتفاقية هدنة فبراير الماضي.
وكان وفد المعارضة الرئيسي، المعروف باسم الهيئة العليا للمفاوضات، قد علق في الأسبوع الماضي دوره في المحادثات احتجاجا على انتهاكات حكومية مزعومة لوقف إطلاق النار وتقلص المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قد تم بحث دور الرئيس السوري بشار الأسد في حكومة انتقالية في الجولة الأخيرة من المحادثات، قال دي ميستورا إن الأطراف «لم تتناول أسماء أشخاص، ومن سيفعل ماذا، ولكن كيف يتم تغيير الحكم الحالي.»
وقال دي ميستورا إنه سيكون هناك جولة محادثات واحدة أو اثنتين قبل يوليو المقبل، مشيرا إلى أن الجولة الأخيرة « ظللها التدهور الكبير والمثير للقلق للأوضاع، ولا نستطيع تجاهل ذلك ولم نتجاهله.»
أضاف :»مازالت هناك خلافات كبيرة حول قضايا رئيسية، ولكن هناك تحرك في مناطق معينة بشكل لم يحدث من قبل».
وقال دي ميستورا أيضا إن «الحقوق المتساوية والتمثيل المتساوي للنساء في المؤسسات الرئيسية أمر ضروري للانتقال لسوريا الجديدة».