
بغداد – «وكالات» : وسط مخاوف كبيرة من تعرض المدنيين المحاصرين في الفلوجة ، والذين تتراوح أعدادهم بين 60 ألفا ومئة ألف ، لمخاطر مهلكة ، بدأ الجيش العراقي وقوات من الحشد الشعبي ومقاتلو العشائر أمس ، هجوما موسعا جنوب مدينة الفلوجة، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن العملية تهدف إلى الوصول إلى نهر الفرات غرب الفلوجة ، واستعادة السيطرة على القرى الواقعة على ضفاف الفرات ، وصولا إلى جسري الفلوجة الجديد والقديم عند مداخل المدينة من الجهة الغربية.
ويوفر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم غطاء جويا للعمليات.
وأكدت مصادر في الشرطة الاتحادية أن القوات تمكنت من استعادة قرية البوحمد قرب سد الفلوجة ، كما أعلنت الشرطة فرض حظر تجوال في مدينة عامرية الفلوجة ، في محاولة لمنع أي هجمات محتملة لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت الفلوجة أول مدينة سيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، إذ اقتحمها في يناير 2014.
وحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ضرورة الحفاظ على سلامة المدنيين في الفلوجة ، مبديا ثقته بتحقيق «نصر قريب» على تنظيم «داعش» في الفلوجة ، فيما أشار إلى اتخاذ حكومته إجراءات لضمان عدم وقوع ضحايا من المدنيين خلال المعارك.
وقال العبادي في كلمة له خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، إن داعش منهار في الفلوجة، وإن القوات العراقية ستحقق النصر قريبا في هذه المدينة ، والحفاظ على بنية المدينة التحتية.
ودعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني القوات الحكومية وأنصارها ، إلى تجنب الإضرار بالمدنيين المحاصرين في المدينة.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 50 ألف مدني بالفلوجة «في خطر كبير».
ودعا المتحدث باسم المنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، إلى فتح ممرات آمنة للسماح لهم بالخروج.
وقد حذر عضو في مجلس محافظة الانبار من دخول الحشد الشعبي، المؤلف بنسبة كبيرة من مجموعات مسلحة شيعية، إلى الفلوجة إذا وقع اقتحامها.
وقال راجع العيساوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، إنه يجب وقف ما وصفه بالقصف العشوائي على المدنيين.
وتشارك كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وقوات منظمة بدر الشيعية في المعارك التي تهدف لاستعادة الفلوجة، بينما امتنعت سرايا السلام التي تتبع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عن المشاركة .
ووصف هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، الفلوجة بأنها «قلعة الإرهاب»، موضحا أن تحريرها لن يكون سهلا ، لكنه تعهد بعدم دخول قوات الحشد الشعبي إلى المدينة حالة استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقد حض الجيش العراقي جميع المدنيين على مغادرة الفلوجة، وأعطيت تعليمات للذين لا يمكنهم المغادرة بأن يرفعوا العلم الأبيض فوق منازلهم، وأن يبتعدوا عن مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية».
من جانبها، أعلنت عمليات بغداد، الأربعاء، السيطرة على قريتين قرب الكرمة وقتل 13 مسلحاً من داعش.
وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الأمير الشمري إن القوات الأمنية تمكنت الأربعاء ، من بسط سيطرتها على قرية البو خنفر بالكامل وقرية اللهيب شرق الكرمة ، ضمن قاطع البو شجل وقتل 13 من داعش.
وأفاد مراسل «العربية» نقلا عن عمليات بغداد ، بهروب عناصر داعش من قرية الزركة والسيطرة على قرية البو جاسم شمال الكرمة.
وشهدت مشارف مدينة الفلوجة معارك عنيفة ، مع تقدم القوات العراقية في محيط المدينة ، فيما أفادت مصادر طبية من داخل مدينة الفلوجة، عن مقتل 17 مدنيا بينهم 6 أطفال و5 نساء وجرح 36 آخرين بينهم 12 طفلًا و5 نساء ، جراء القصف العشوائي الذي يطال المدينة أثناء عملية استعادتها من قبضة داعش، وذكر شهود من المدينة في اتصال مع «العربية»، «أن أعدادا أخرى من الجرحى لم يتمكنوا من الوصول إلى مستشفى الفلوجة، بسبب شدة القصف وخلو المدينة من سيارات الإسعاف «.