
عاشت الكويت أمس يوما آخر من أروع أيامها ، وسجلت صفحة جديدة ناصعة من صفحات وحدتها الوطنية ، حيث قام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ، بزيارة إلى مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر ، وذلك ظهر أمس الثلاثاء التاسع من رمضان ، والذي يتوافق مع ذكرى استشهاد أبناء الكويت في مسجد الإمام الصادق العام الماضي ، والذي سيظل الكويتيون يتذكرون الموقف المشهود لصاحب السمو الأمير ، عندما زار المسجد نفسه ، عقب دقائق من وقوع التفجير الإرهابي الغادر فيه ، وإصراره يومها على دخول المسجد ، رغم محاولة القيادات الأمنية إثناء سموه عن ذلك ، لكنه رفض كل توسلاتهم ودخل إلى صحن المسجد وهو يردد كلمته الشهيرة «هذولا عيالي» .
وكان في استقبال سموه أمس وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع ، حيث تفقد سموه أرجاء المسجد ، وذلك بعد الانتهاء من الترميمات والإصلاحات لجميع الأضرار ، إثر الهجوم الإرهابي الشنيع العام الماضي ، ثم قام سمو الأمير وسمو ولي العهد بالتوقيع على سجل التشريفات.
وقد تفضل صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد ، بالسلام على أهالي الشهداء الذين استشهدوا جراء الحادث الإرهابي الآثم ، مؤكدا سموه لهم ان وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ الامن ، وما يتحلى به المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة ، جبل عليها أبناء الكويت ، من محبة وتفانٍ لوطنهم وولاء له ، سيصد بعون الله تعالى كل الأعمال الإجرامية والإرهابية ، متضرعا سموه إلى المولى عز وجل أن يتغمد أرواح الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ، ويلبس المصابين ثياب الصحة والعافية ، وان يحفظ الكويت العزيزة واهلها الأوفياء من كل شر ومكروه ، ويديم عليها نعمة الامن والإستقرار.
كما أشار سمو ولي العهد إلى أنه وبعد مرور عام على هذا الحدث الجسيم ، الذي لحق بمسجد الإمام الصادق عليه السلام ، وما شابه من دمار وخراب ، نتيجة فكر ارهابي منحرف ، فإننا نحمد الله جميعا على إنجازه بفترة وجيزة ، وعودة الحياة إلى سابق عهدها كيد واحدة ، لنثبت وحدة الامة في مواجهة أي انحراف ، سائلين المولى عز وجل في هذا الشهر الفضيل ، أن يحفظ الكويت من كل مكروه ، وأن يوحد جهودهم لما فيه خير وسلامة الأرض واستقرارها ، مؤكدا سموه على أن الشعب الكويتي قيادة وحكومة وشعبا ، أسرة ويد واحدة في السراء والضراء.
هذا وأدى سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد ، الصلاة في المسجد.
رافق سموه خلال الزيارة سمو الشيخ ناصر المحمد ، ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح ، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد .