
الكويت – إسطنبول – «كونا» و»وكالات» : ضرب الإرهاب تركيا مجددا، وخلّف وراءه قتلى وجرحى بالعشرات والحصيلة إلى ارتفاع، مستهدفا هذه المرة المطار الرئيسي في اسطنبول والذي يعد واحدا من أكثر مطارات أوروبا ازدحاما ، وهو الاستهداف الثاني من نوعه وبالطريقة ذاتها تقريبا لأمن المطارات الدولية ، خلال العام الجاري بعد التفجير الانتحاري الذي وقع في مطار بروكسل.
وقد أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن النتائج الأولية تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش ، عن الهجوم الانتحاري على المطار الرئيسي في اسطنبول، والذي أسفر عن مقتل 41 شخصاً، وإصابة 239 آخرين، الثلاثاء.
وأعلن مسؤول تركي عن مقتل 28 تركياً و13 أجنبياً ، في الهجمات التي نفذها ثلاثة انتحاريين ، فيما قتل الانتحاري الثالث على أيدي قوات الأمن التركي قبل تفجير حزامه الناسف، وتم القبض على مهاجم رابع في المكان، ويجري البحث عن 4 مهاجمين آخرين شاركوا في العملية.
من جهته، ذكر سفير دولة فلسطين في تركيا، د. فائد مصطفى، أن هناك عدداً من الضحايا الفلسطينيين نتيجة التفجير، تبين منهم حتى الآن سيدة أعلن عن وفاتها رسمياً وستة مصابين، بينهم طفلة في حالة الخطر الشديد.
وأعلن مسؤول تركي الأربعاء أن إيرانياً وأوكرانياً هما أول قتيلين أجنبيين تأكدت هويتهما نتيجة الاعتداء الانتحاري ، وقال هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته في تصريح صحافي «أستطيع أن أؤكد مقتل إيراني وأوكراني في اعتداء أمس».
من جانبه، أفاد وزير العدل التركي بأن مهاجما أطلق النار من بندقية كلاشينكوف ، وأن الشرطة أطلقت أعيرة نارية لتحييد المشتبه بهما عند نقطة دخول صالة الرحلات الدولية بمطار أتاتورك.
كما دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشدة التفجيرات، معتبرا هدفها نسف تركيا عبر دماء الأبرياء، ومطالبا بمكافحة دولية مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في العالم.
وكانت تركيا العضو في التحالف الدولي لمحاربة داعش، قد تعرضت خلال الأشهر القليلة الماضية لسلسلة تفجيرات، بينها هجومان انتحاريان في مناطق سياحية باسطنبول، اتهم تنظيم داعش بالمسؤولية عنهما، هذا عدا عن تفجير سيارتين ملغومتين في العاصمة أنقرة.
إلى ذلك، استؤنف العمل في جزء من مطار أتاتورك في اسطنبول صباح أمس ، وسمح للمسافرين بالدخول بعد خضوعهم لتفتيش أمني.
وكانت شركة الخطوط الجوية التركية قد أعلنت في وقت متأخر يوم الثلاثاء في بيان أنها علقت رحلاتها حتى الثامنة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) أمس الأربعاء .
هذا وقالت وكالة دوجان الإخبارية إن الشرطة تعتقد بضلوع تنظيم داعش في التفجيرات . ونقلت الوكالة عن مصادر بالشرطة القول إن داعش وراء الهجوم. لكن مسؤولا تركيا قال حين سئل عن تقرير الوكالة إن من المبكر للغاية تأكيد أي صلة للتنظيم بالهجوم.
من ناحية أخرى، قوبلت الهجمات الانتحارية التي استهدفت مطار «أتاتورك» في مدينة اسطنبول التركية بإدانات من دول عربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، حيث عزّى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا إدانة السعودية للهجمات التي استهدفت مطار أتاتورك.
كما صدرت إدانة من البيت الأبيض، إذ قال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض إن بلاده تدين بأشد عبارات الإدانة الهجمات على مطار أتاتورك، مؤكدا أن واشنطن ستبقى ثابتة في دعمها لتركيا.
وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري مما سماه العنف العابر للحدود.
وقال كيري: «ما زلنا نجمع المعلومات لنعرف ما حدث، ومن هم المنفذون، لذا لن أعلق أكثر، لكني أود القول إنه أمر يتكرر، لذا فإن أول ما نواجهه هو مكافحة منفذي العنف العابر للحدود ولأسباب عدة.
كما أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا على لسان نائب المتحدث باسمها مارك تونر نددت فيه بالهجمات التي قتل وأصيب فيها العشرات.
من جانبهم، دان الزعماء الأوروبيون المجتمعون في بروكسل الهجمات التي تعرض لها مطار أتاتورك.
إلى ذلك، شدّد الرئيس الفرنسي الذي تعرضت بلاده لعدة هجمات دامية، على ضرورة ملاحقة الجهة المنفذة للهجمات.
وكانت محاربة الإرهاب والتعاطف مع ذوي الضحايا، الرسالة الأبرز في إدانات زعماء ومسؤولين لهجمات مطار أتاتورك التي حصدت عشرات الضحايا، وأرفق المسؤولون الأميركيون والأوروبيون إداناتهم بتعاطفهم مع ذوي الضحايا الذين سقطوا في هجمات مساء الثلاثاء.