
شهدت الكويت أمس تحركا دبلوماسيا واسعا ، على أرفع مستوى ، وفي أكثر من اتجاه للتعاطي مع قضايا إقليمية ودولية بالغة الأهمية والدقة ، وفي الصدارة منها : الأوضاع الحالية في تركيا ، والعلاقات مع الولايات المتحدة ، فضلا عن الأزمة اليمنية التي استؤنفت المشاورات الخاصة بمعالجتها أمس .
على صعيد الأوضاع التركية جدد رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وقوف وتضامن دولة الكويت، ودعمها لكل الإجراءات التي تتخذها تركيا ، لتعزيز أمنها واستقرارها وحماية شرعيتها ومؤسساتها الدستورية ، والمحافظة على مكتسبات الشعب التركي الصديق ورفاهيته.
وأشاد الخالد خلال اللقاء الذي جمعه مع سفير تركيا لدى دولة الكويت مراد تامير أمس ، بالعلاقات المميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وتناميها المشهود في جميع المجالات متمنيا للجمهورية التركية الصديقة وشعبها الكريم وافر التقدم والازدهار.
وتسلم الخالد من السفير تامير رسالة خطية موجهة إلى سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء ، من رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في شتى المجالات ، بالإضافة إلى القضايا محل الاهتمام المشترك.
من جهة أخرى تلقى رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس ، رسالة خطية من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جدد فيها موقف بلاده الداعم لحفظ أمن واستقرار دولة الكويت.
كما تناولت الرسالة العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الصديقين ، وسبل تعزيزها في كافة المجالات بالإضافة إلى أطر التنسيق المشترك ، حيال آخر المستجدات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية.
إلى ذلك عقد مبعوث الامم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد أمس ، اجتماعا ثنائيا مع وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ، ضمن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت ، كما عقد اجتماعا مماثلا مع وفد الحكومة اليمنية.
وناقش المبعوث الاممي مع الأطراف اليمنية عددا من القضايا السياسية والامنية والإنسانية المطروحة على جدول الاعمال ، الى جانب موضوع الضمانات التي يطالب بها وفد الحكومة والمتعلقة باعتراف الطرف الاخر بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وبالالتزام بقرار مجلس الامن الدولي رقم 2216.
كما كان مقررا أيضا أن يلتقي المبعوث في وقت لاحق من مساء أمس رئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن وسبل دفع الجهود للتوصل الى حل سياسي شامل ونهائي للازمة اليمنية.
وكانت مشاورات السلام اليمنية التي دعا اليها المبعوث ولد الشيخ أحمد قد استأنفت أعمالها بالكويت أمس الأول السبت ، في جلسة مشتركة حضرها وفد الحكومة اليمنية ووفد المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.
وقال ولد الشيخ في كلمته إن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على «تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية بالاضافة الى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح من المنطقة (أ) وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الانسانية فيما ستواصل بالتزامن مع ذلك لجنة السجناء عملها لاطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في أقرب وقت ممكن».
واعرب ولد الشيخ احمد عن شكره للكويت على الدعم السياسي والتقني واللوجستي الاستثنائي الذي وضعته تحت تصرف الأطراف ، مؤكدا أن المشاورات تدخل مرحلة حاسمة تضع الوفدين تحت مجهر الرأي العام اليمني والدولي ، خاصة ان أمامهما استحقاقات دقيقة ومتعددة وفرصة قد تكون الأخيرة لكسب ثقة اليمنيين واحلال السلام في اليمن.
وطالب المبعوث الأممي جميع الأطراف بالوقوف أمام مسؤولياتهم الوطنية ، من خلال اتخاذ قرارات حاسمة ليبرهنوا للشارع اليمني عن صدق نواياهم ، محذرا من أن هذه الجولة من المشاورات هي الفرصة الأخيرة لصنع السلام وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وأشار المبعوث الأممي أن القرارات سوف ترتكز بشكل رئيسي على قرار مجلس الأمن 2216 ، والقرارات ذات الصلة كمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
كما أشار ولد الشيخ وفي خطابه أمام الوفدين إلى أن المدة الزمنية للجولة الثانية من مشاورات الكويت ستكون أسبوعين فقط ي، تم خلالهما التركيز على تثبيت وقف الأعمال القتالية بشكل كامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية ، بالإضافة إلى تشكيل اللجان العسكرية التي ستشرف على الانسحاب وتسليم السلاح بالإضافة إلى فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة.
من جهته أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي رئيس الوفد الحكومي ، أن الحكومة تمد يدها للسلام من أجل استعادة الأمن والاستقرار في اليمن ووقف نزيف الدم.
ومن المتوقع أن يعود المبعوث بعد الجلسة الافتتاحية للمشاورات إلى الرياض للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه ، والقوى السياسية الداعمة للشرعية .