
الرباط – «وكالات» : عبر عاهل المغرب الملك محمد السادس عن اعتزازه بـمشاركته في «القمة مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي» في شهر أبريل الماضي، من خلال «ترسيخ الشراكة المغربية الخليجية»، باعتباره «تكتلا استراتيجيا موحدا»، وواضعا لأسس «نموذج فريد من «التحالف العربي».
وأكد الملك محمد السادس في خطاب رسمي بثته قنوات التلفزيون المغربي، في ذكرى مرور 17 عاما على توليه الحكم، رغبته في «تمكين المغاربة من العيش الكريم»، ومن «راحة البال والاطمئنان على المستقبل»، ومن «الأمن والاستقرار».
وبالتوازي مع اعتراف ملكي مغربي بتحقيق «إصلاحات سياسية عميقة، وورشات اقتصادية كبرى: غيرت وجه المغرب»، أقر الملك محمد السادس بوجود «الكثير مما يجب القيام به» مغربيا.
وشدد على «محاربة الفساد بكل أشكاله، في الانتخابات والإدارة والقضاء»، فضلا عن «عدم القيام بالواجب»، فهو «نوع من أنواع الفساد»، منبها إلى أن «الفساد ليس قدرا محتوما»، و»لم يكن يوما من طبع المغاربة»، غير أن العاهل المغربي يتدارك، جرى «تمييع استعمال مفهوم الفساد»، حتى أصبح كأنه شيء عادي في المجتمع»، في انتفاد صريح ومباشر للطبقة السياسية والحزبية في المغرب.
ومن العناوين الكبرى في خطاب 30 يوليو 2016، تشريعيات الخريف المقبل المتوقعة يوم 7 أكتوبر المقبل، أكد العاهل محمد السادس أنه «الساهر على احترام الدستور، وعلى حسن سير المؤسسات، وصيانة الاختيار الديمقراطي»، مضيفا أن «الحزب الوحيد الذي يعتز بالانتماء إليه هو المغرب».
ومن بوابة أن «شخص الملك يحظى بمكانة خاصة في نظام المغرب السياسي»، دعا العاهل المغربي «جميع الفاعلين مرشحين وأحزابا» في سنة انتخابية إلى «تفادي استخدامه – أي الملك محمد السادس - في أي صراعات انتخابية أو حزبية».
وفي توجيهاته إلى «الإدارة الانتخابية» مغربيا، والتي تتكون من «سلطة رئيس الحكومة، ومسؤولية وزير الداخلية ووزير العدل والحريات»، دعا محمد السادس إلى «القيام بواجبها، في ضمان نزاهة وشفافية المسار الانتخابي».
وانتقد محمد السادس بشدة حالة «فقدان للصواب عبر الدخول في فوضى وفي صراعات لا علاقة لها بحرية الاختيار»، من قبل «الحكومة والأحزاب والمرشحين والناخبين»، داعيا الجميع بصريح العبارة إلى «الكف عن الركوب على الوطن لتصفية حسابات شخصية، أو لتحقيق أغراض حزبية ضيقة».
ومن جهة أخرى، أقر العاهل محمد السادس أن المغرب «في تقدم مستمر، دون نفط ولا غاز، وإنما بسواعد وعمل أبنائه».
وفي محاربة الإرهاب، وجه الملك المغربي نداء «لمواصلة التعبئة واليقظة»، أمام «تزيد التحديات الأمنية، والمؤامرات التي تحاك» ضد الرباط.
إلى ذلك، أقر الملك المغربي بأن «التنسيق والتعاون» الذي تقوم به «المصالح الأمنية المغربية مع دول صديقة وشقيقة» ساهم في «إفشال عمليات إرهابية، وفي تجنيب دول مآسٍ إنسانية كبيرة».
وفي تعليقه على قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي، شدد الملك محمد السادس على أن الأمر «لا يعني أبدا تخلي المغرب عن حقوقه المشروعة، أو الاعتراف بكيان وهمي»، أي جبهة البوليساريو الانفصالية.
وجدد محمد السادس اتجاها المغرب في «بقائه منفتحا ودائم الاستعداد للحوار البناء، من أجل حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل» حول الصحراء الغربية، معلنا في نفس الوقت أن السياسة الخارجية للرباط «تعتمد دبلوماسية القول والفعل» في «الدفاع عن مغربية الصحراء، وفي تنويع الشراكات، وفي الانخراط في القضايا والإشكالات الدولية الراهنة».
وفي رسالة صريحة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، بين العاهل محمد السادس أنه «إذا كان البعض حاول جعل 2016 سنة الحسم» فإن الرباط «نجحت في جعلها سنة الحزم»، عبر «صيانة الوحدة الترابية» للمملكة المغربية، إضافة إلى «التصدي للتصريحات المغلوطة، والتصرفات غير المسؤولة».
وجدد الملك المغربي إعلان أن «المؤامرات المغلفة والمفضوحة» لخصوم الرباط في نزاع الصحراء الغربية «لن تنال من العزم على مواصلة تفعيل النموذج التنموي» في مدن الجنوب الغربي المغربي.