
أنقرة – «كونا» : رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس انتقادات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتواجد القوات التركية على الأراضي العراقية قبل العملية العسكرية المقررة لاستعادة مدينة الموصل، قائلا له «اعرف حجمك».
وقال إردوغان في كلمته امام القمة التاسعة للمجلس الاسلامي في اسطنبول موجها جزءا من كلامه الى العبادي «انه يهينني شخصيا.. انت لست نظيري، ولست على مستواي».
وأضاف «ليس من المهم مطلقا كيف تصرخ من العراق.. عليك أن تعلم بأننا سنفعل ما نريد أن نفعله»
وتابع «من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي !، اعرف حجمك أولا».
وقال أن أنقرة ليس لديها أي مطامع في أراضي وسيادة اي دولة اخرى لاسيما العراق،مؤكدا أن وجود قواتها العسكرية في معسكر «بعشيقة» قرب مدينة الموصل شمالي العراق هو «لحماية اراضيها وسلامة المسلمين في المنطقة».
واوضح اردوغان ان «وجود القوات التركية في العراق جاء بطلب من الحكومة العراقية نفسها» مبينا ان «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو من طالب بإنشاء قاعدة عسكرية في «بعشيقة» اثناء ولاية رئيس الوزراء التركي السابق احمد داود أوغلو».
واشار في هذا السياق الى «وجود تسجيلات لمسؤولين عراقيين بهذا الشأن ستبث غدا» مشددا على ان «تركيا لن تقف موقف المتفرج حيال ما يحدث من تطورات في العراق ولا يمكن ان تصم آذانها لدعوات الاشقاء هناك».
وتشهد العلاقات بين انقرة وبغداد توترا بعد قرار مجلس النواب العراقي اعتبار وجود القوات التركية قرب الموصل «قوات محتلة معادية» اثر مصادقة البرلمان التركي في الأول من الشهر الجاري على تمديد تفويض قرار حكومي يجيز للقوات التركية شن عمليات عسكرية في سوريا والعراق لمدة عام.
من جهة اخرى دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الى الحفاظ على البنية الديموغرافية في الموصل «حتى لا يتحول الوضع الى حرب بعيدة المدى» مؤكدا ان «بلاده لن تسمح باثارة اي حرب طائفية في المنطقة».
وقال يلدريم في كلمة أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي ان «معركتنا متواصلة ونقف الى جانب الحق في وجه الباطل ويجب ان نوقف سفك دماء المسلمين والسعي لأن نبقى امة واحدة».
واكد يلدريم استعداد تركيا للتدخل العسكري في منطقة شرق نهر الفرات السوري اذا استمرت الانشطة الارهابية هناك» مشددا على ان بلاده ستعمل على تطهير حدودها من «الارهابيين».
وقالت تركيا أن قواتها ستبقى في العراق رغم تزايد الغضب العراقي قبل العملية المقررة لاستعادة الموصل من أيدي «داعش».
ويتواجد نحو الفي جندي تركي في العراق، نحو 500 منهم في معسكر بعشيقة شمال العراق يدربون مقاتلين محليين سيشاركون في عملية استعادة الموصل، بحسب الإعلان التركي.
ودعت بغداد انقرة مرارا الى سحب قواتها، كما حذر العبادي من ان انتشار القوات التركية على اراضي بلاده يهدد بحرب اقليمية.
من جانبه أعلن الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ان وزراء خارجية دول المجلس سيعقدون اجتماعا مشتركا غداً الخميس مع نظيرهم التركي مولود أوغلو في اطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين.
وذكر الزياني في بيان صحافي أمس أن الاجتماع المشترك سيبحث سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات بين مجلس التعاون وتركيا تنفيذا لما تتضمنه خطة العمل المشترك بين الجانبين.
وأضاف ان الاجتماع سيناقش القضايا السياسية الراهنة وتطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الارهاب.