
القاهرة – «كونا» : دعت دولة الكويت المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن الى تحمل «مسؤولياته التاريخية» ، في وقف نزيف الدم في مدينة حلب شمالي سوريا ، وحماية المدنيين وادخال المساعدات الانسانية.
جاء ذلك في كلمة لمندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبد الرحمن البكر ، أمام اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين ، لمناقشة الأوضاع المأساوية في حلب .
كما دعا السفير البكر المجتمع الدولي الى «التجاوب» مع الجهود المبذولة من السعودية والامارات وقطر وتركيا ، لعقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة في اطار «الاتحاد من أجل السلام» لبحث الوضع في سوريا.
وجدد التزام دولة الكويت بتعهداتها التي أعلنت عنها في مؤتمرات المانحين التي عقدت في الكويت والعاصمة البريطانية لندن ، « ادراكا منها بحجم الكارثة في سوريا وسعيا منها للالتزام بمسؤولياتها الانسانية ، تجاه تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق» ، داعيا باقي الدول الى «الوفاء» بالتزاماتها .
ولفت البكر في كلمته الى أن حلب تعرضت لكل أنواع الدمار والقتل والتشريد ، «في مشهد هيمن عليه منطق الحسم العسكري بدلا من الحل السياسي» ، الذي طالما طالبت به الدول العربية وسعت الى تحقيقه» بما يلبي طموحات وآمال الشعب السوري وفقا لبيان «جنيف 1» الصادر في عام 2012.
من جهة أخرى وصلت الدفعة الأولى من عملية الإجلاء ، من آخر جيب في مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة إلى ريف حلب الغربي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة الخميس، وفق ما أكد مصدر طبي في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين التي تنسق عمليات الإجلاء أحمد الدبيس ، والموجود قرب بلدة خان العسل في الريف الغربي لفرانس برس «وصلت سيارات الهلال الأحمر والحمد لله، والآن سيتم نقل الجرحى إلى سيارات خاصة بالمعارضة لنقلهم إلى المشافي القريبة».
من ناحيته أكد المرصد السوري وصول القافلة إلى منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب الغربي.
إلى ذلك، قال مصدر في النظام السوري لرويترز إن قافلة إجلاء ثانية من المرجح أن تغادر مناطق شرق حلب إلى الريف أمس الخميس بعد مغادرة القافلة الأولى في وقت سابق. وأضاف المصدر «المعلومات الأولية تفيد بأن العملية ستستمر ، ويجري تجهيز نحو 15 حافلة لإجلاء الفوج الثاني من مناطق يسيطر عليها المسلحون.»
وكانت منظمة الصحة العالمية أفادت في وقت سابق أنه تم طلب 8 حافلات إضافية لنقل المقاتلين وعائلاتهم من شرق حلب.
من جانبه، قال مسؤول بالنظام السوري إن قافلة الإجلاء الأولى من شرق حلب حملت 951 شخصاً.
إلى ذلك، أكد الصليب الأحمر في وقت سابق الخميس أن عملية إجلاء حوالي 200 مصاب من حلب جارية في الوقت الحالي، وأن سيارات الإسعاف بدأت بالتحرك نحو خارج الأحياء الشرقية.
وأتى إعلان الصليب الأحمر بعد أن قال متحدث باسم خدمة الدفاع المدني في مناطق المعارضة في شرق حلب لرويترز إن مقاتلين موالين للنظام السوري فتحوا النار على قافلة كانت تستعد للمغادرة صباح الخميس ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل. وأضاف المتحدث قائلاً: «إن مقاتلين موالين للحكومة أطلقوا النار علينا وعلى سيارات الإسعاف وعلى أشخاص يقومون بفتح الطريق.»
وكان رئيس خدمة الإسعاف في مناطق المعارضة في حلب، أفاد في وقت سابق الخميس أن 3 أشخاص أصيبوا عندما أطلقت قوات موالية للأسد النار على القافلة المغادرة لشرق حلب، وأكد مسؤول بالمعارضة لـ»رويترز» أنه بعد خروج أولى عربات الإسعاف من شرق حلب أطلق مقاتلون موالون للأسد النار عليها.
بدورها، أكدت الأمم المتحدة وقوع حوادث أمنية خلال الإجلاء، إلا أنها شددت على أن عملية الإجلاء من حلب مستمرة. وأشارت إلى أن روسيا طلبت مشاركتها في عملية الإجلاء.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن وزارة الدفاع الروسية أن الصليب الأحمر الدولي سيساعد في نقل المقاتلين المصابين من حلب.
بالتزامن توجهت حافلات وسيارات إسعاف باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا لإجلاء جرحى وذويهم، وفق اعلام النظام.
ونقلت وكالة سانا عن محافظ حماة محمد الحزوري قوله إنه تم «إرسال 29 حافلة وسيارات إسعاف وفرق طبية إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب لاخراج الحالات الانسانية وعدد من العائلات».
وتوقع مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن ينقل الخارجون من الفوعة وكفريا «بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول مدينة حلب» إلى مدينة اللاذقية» .