العدد 2683 Thursday 02, February 2017
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
كــرامـــات الــنـــاس .. يـــا مـمــثلـي الأمـــــــة «فزعة» نيابية ضد «الإسفاف والخوض في الأعراض» المستجوبون : الغانم أدار جلسة الاستجواب بامتياز ورقي أول مناورات عسكرية كبرى في مياه الخليج بعهد ترامب الأمير حضر فعاليات مهرجان سباق الهجن بـ «الجنادرية» ولي العهد استقبل المبارك والخالد ووزيري الدافاع والداخلية الفهد للخريجات: ضعن الكويت نصب أعينكن دائماً الغانم: جلسة خاصة لـ «التركيبة السكانية» اليــــــــــــــــــوم.. و««ثقة الوزير الحمود» في 8 فبراير في المستقبل.. عدد ساعات اليوم 25 ساعة! مورغان فريمان: أعطيت صوتي لكلينتون أبطال الكويت يفرضون سيطرتهم ويواصلون حصد الذهب «كيتل» بطل المرحلة الأولى لطواف دبي الدولي للدراجات الهوائية الكاميرون وغانا... مواجهة شرسة عسيري: استهداف الحوثيين للفرقاطة عمل تخريبي البحرين: بدء التحقيق بتشكيل مجموعة إرهابية لاستهداف رجال الأمن العراق : «داعش» يستغل قلة الغارات ليلاً ليستهدف المدنيين مؤشرات البورصة تستعيد بريقها الأخضر مجدداً مندني : علاقات «بيتك» مع وكلاء السيارات شراكة لاستقرار السوق البنك التجاري يحقق 50.4 مليون دينار أرباحاً صافية لعام 2016

الأولى

كــرامـــات الــنـــاس .. يـــا مـمــثلـي الأمـــــــة

د. بركات عوض الهديبان
 
 عندما اختار الشعب الكويتي الديمقراطية أسلوباً للحكم ، ونهجاً للعمل السياسي ، فإنه كان يفعل ذلك واعياً بأن مجتمعه له خصوصيته الأخلاقية والقيمية ، وأن هذه الخصوصية لا تسمح لأيٍ كان أن يتجاوز الحدود والأعراف والمبادئ ، باسم الحرية أو الديمقراطية .. وظل الكويتيون محافظين على هذا الإرث القيمي الرفيع ، ومتمسكين بما أرساه الآباء المؤسسون ، الذين وضعوا الدستور ، واختطوا لنا النهج الذي ننعم به الآن ، ونباهي به الآخرين في المنطقة والعالم . ولكن في السنوات الأخيرة بدأنا نلمح خروجا عن هذا النهج ، وشططا في الممارسة النيابية ، يجنح بها إلى منطقة لا نقبل بها ، ولا نرتضيها لأنفسنا ومجتمعنا .
ولأننا أصحاب دين يعلي من شأن القيم والأخلاق ، ولأن من تعاليمه لنا «لا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان» ، وما رسخه في نفوسنا أيضا نبينا – صلى الله عليه وسلم – بقوله «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» .. لهذا كله كانت صدمتنا كبيرة بما جرى في جلسة مجلس الأمة أمس ، من محاولة للإطاحة بكل هذا الإرث العظيم ، سواء كان إرثا دينيا أو ديمقراطيا ، عبر التجريح والإساءة إلى كرامات الناس وأعراضهم، وهو ما لم يعتده أو يألفه مجتمعنا الذي يصون الحرمات ، ويحميها من المساس أو الانتهاك .
ولهذا السبب نفسه كان تقدير المواطنين كبيرا ، لما قام به رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، عندما رفع جلسة الأمس ، ورفض أن تتحول قاعة عبد الله السالم إلى ساحة للسباب والشتائم ، أو أن تتخذ سلاحاً للغمز واللمز في الآخرين ، فهذا هو دوره وواجبه ومسؤوليته أمام الله ، ثم أمام شعبه ومجتمعه ، ونشهد أنه لم يتخلّ يوما عن هذا الدور وتلك المسؤولية ، وأنه كان دوما عند حسن الظن به .
لقد شهد المجلس في اليوم السابق لذلك ، ممارسة ديمقراطية راقية ، من خلال مناقشة استجواب برلماني ، كان كل أطرافه من الرقي والاحترام ، بحيث لم يتطرق أحد إلى شيء يمس بأخلاق الآخرين أو أعراضهم وكراماتهم .. وقد اعتاد الشعب الكويتي على تلك الممارسات الديمقراطية القوية ، ولم يعد يجد فيها أي غضاضة ، لكنه لم يعتد ولن يعتاد على تجاوز القيم والتعدي على الأخلاقيات ، وتلك هي الرسالة التي ينبغي أن تكون قد وصلت للجميع ، حتى لا يتكرر المشهد المسيء الذي حدث أمس ، وحتى تظل الديمقراطية الكويتية نموذجا راقيا ومحترما ، وجديرا بأن يقتدي به الآخرون ، ويسيروا على نهجه .

 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق