
جدة – «كونا» : اكدت منظمة التعاون الإسلامي أمس ، تضامنها الكامل مع المجتمع المحلي المسلم في جمهورية سريلانكا ، ودعمه في مواجهة تنامي موجة العنف التي تسببت في انتشار الخوف وعدم الثقة.
واعرب الامين العام للمنظمة الدكتور يوسف العثيمين في بيان ، عن بالغ قلقه واسفه العميق ازاء التقارير عن وقوع اعتداءات على المنازل والمحال التجارية والمساجد.
ودعا العثيمين الى اقامة علاقات «هادئة وسلمية» بين المجتمعات المحلية ، مطالبا السلطات السريلانكية بانفاذ سيادة القانون ، والتحقيق في الحوادث الواردة لها وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.
وذكر ان «مسلمي سريلانكا يتعايشون مع المجتمعات الاخرى بسلام منذ زمن طويل ، كما ساهموا في اثراء الحياة الثقافية والاقتصادية للبلاد».
يذكر أنه مع نهاية الحرب الأهلية في سريلانكا, داعب أمل الوحدة والانسجام الداخلي الشعب السريلانكي, إلا أن الهجمات الأخيرة التي قام بها بعض البوذيين المتطرفين هناك, والتي قد تُغرق البلاد في أزمة تعوق حدوث هذا التناغم المجتمعي المرجو, فغدت ضاحية «دهيولا» في كولومبو ، موقعًا للاحتجاجات الشرسة والاحتقان الطائفي والتوترات.
و يقول بعض المسؤولين المسلمين في سريلانكا : «إنهم يتوجسون خوفًا على سريلانكا من اندلاع هذا التعصب»، مضيفين : «نحن في المجتمع الإسلامي لا نفعل أي شيء مثل هذا, ولكن الأشهر الأخيرة شهدت توترات جديدة في أنحاء البلاد, ولسنا متأكدين لما يحدث هذا في الوقت الحالي, فقد عشنا نحن المسلمين مع المسيحيين والبوذيين والهندوس معًا لسنوات طويلة دون مشاكل».
يشار أنه خلال ثلاثين عامًا من الحرب الأهليَّة بين جبهة نمور التاميل للتحرير والحكومة المركزيَّة وقف مسلمو جزيرة سريلانكا مع الحكومة ضد «نمور التاميل» برغم أنها لغتهم الناطقة؛ نتيجة لذلك طرد آلاف المسلمين من جافنا في التسعينيات, وخلال هذا الصراع كانت الأغلبية البوذية تتودّد لمسلمي جزيرة سريلانكا، والعديد من المسلمين ترقوا في المناصب الحكوميَّة البارزة، بينما خدمت حفنة منهم في القوات المسلحة لسريلانكا.
وصرح أحد المسئولين المسلمين في الإقليم الشرقي لسريلانكا أن أوضاع المسلمين تغيّرت منذ نهاية الحرب الأهليَّة في 2009م, حيث يقول: «لقد تغيرت نظرة الحكومة للمسلمين منذ هزيمتها للنمور, ولم تعدْ ترى المسلمين على أنهم من أصل البلاد»، مضيفًا: «أن الحكومة تنظر إلى المسلمين في الوقت الحالي على أنهم تابعون, فخلال العام الماضي فَقَد العديد من المسلمين -لأسباب غير مفهومة- وظائفهم في الجمارك والهيئات الإقليميّة», فضلاً عن الكثير من التمييز الذي يعاني منه المسلمون في توفير الخدمات الحكومية حيث يحلّون في المرتبة الثانية, وهذا ما يمثل تحديًا بالغًا أمام مسلمي جزيرة سريلانكا.
جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من مسلمي جزيرة سريلانكا هم أحفاد التجار العرب والفارسيين الذين استقروا في الجزيرة, وتشير التقديرات الرسميَّة أن أعداد المسلمين يقدرون بحوالي 7% من سكان البلاد, بينما يعتقد المسلمون أن أعدادهم قد تزيد عن ذلك, لما يصل إلى 17% من إجمالي السكان, ويبدو أن هذه الأرقام مهمة للغاية في سريلانكا؛ لأن التمويل من وزارة الشئون الدينيَّة البوذيَّة لتنفق على كل دين بشكل تناسبي حسب أعداده.