
لا تزال أجواء التفاؤل تسيطر على دول مجلس التعاون الخليجي ، عقب الجولة التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، وزار خلالها كلا من السعودية والإمارات وقطر ، واجتمع بقادة الدول الثلاث ، وتباحث معهم في التطورات الأخيرة التي شهدتها دول مجلس التعاون ، إثر إعلان الرياض وأبو ظبي ومعهما مملكة البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ، وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية معها .
وكانت المحطة الأخيرة في جولة صاحب السمو هي العاصمة القطرية الدوحة ، حيث اجتمع سموه فيها مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث أطلعه على مساعيه لحل الأزمة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ، من أجل عودة العلاقات الى طبيعتها ، والحفاظ على وحدة صف دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، أعرب أمير دولة قطر عن تقديره لجهود صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، من أجل حل الأزمة الخليجية.
وقبل زيارته إلى قطر، أجرى سمو الأمير في دبي مباحثات ، مع نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وذلك في إطار جهود الوساطة التي يبذلها لاحتواء الأزمة الخليجية.
وأشاد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدور الكويت ، بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد ، ومساعيه الحميدة نحو مستقبل خليجي عربي اكثر استقرارا .
وكان سموه قد التقى أيضا قبل مغادرته إلى الإمارات، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية الذي يزور الكويت حاليا، حيث يحاول الوزير العماني إقناع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالاجتماع في الكويت للتباحث بشأن حل الأزمة.
يذكر أن صاحب السمو الأمير قد زار الثلاثاء جدة السعودية وأجرى مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز بشأن جهود التهدئة.
في سياق متصل شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على ضرورة وحدة منطقة الخليج ودور مجلس التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب ، وذلك في اتصال هاتفي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزير، بحسب مسؤول رفيع في البيت الأبيض.
وجاء هذا الاتصال وسط تصاعد التوتر والإنقسام بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بعد أن قطعت السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت حصارا عليها متهمة إياها بتمويل فصائل إسلامية متطرفة وتشجيع عدم الاستقرار في المنطقة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول الأمريكي قوله إن رسالة ترامب «كانت أننا بحاجة إلى الوحدة في المنطقة لمحاربة الفكر المتطرف وتمويل الإرهاب. ومن المهم أن يكون الخليج متحدا من أجل السلام والأمن في المنطقة».
وقال البيت الأبيض في بيان «إن الزعيمين ناقشا أهدافا مهمة لمنع تمويل المنظمات الإرهابية ومنع الترويج للتطرف من قبل أي دولة في المنطقة».
أضاف أن «الرئيس شدد على أن مجلس التعاون الخليجي يعد حاسما لهزيمة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة».
وكان ترامب امتدح في وقت سابق خطوة المملكة السعودية لعزل جارتها بناء على مزاعم تمويلها للمتطرفين، وكتب في تغريدة على تويتر واصفا هذه الخطوة «بأنها قد تكون فاتحة لإنهاء رعب الإرهاب».
بيد أن البيت الأبيض قال إن الولايات المتحدة كانت على اتصال مع جميع الأطراف في محاولة لحل الخلاف بين حلفاء مهمين لها.
كما شكرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قطر على تضييفها لأكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس تحدث هاتفيا الثلاثاء مع نظيره القطري، بعد قطع عدد من الدول العربية لعلاقاتها مع الدوحة، من دون أن يكشف عن أي تفاصيل عما دار في الاتصال.