
تزايد الاهتمام هذه الأيام بموضوع برؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لـ «كويت 2035» ، ليس فقط لما تتضمنه من جوانب اقتصادية مهمة ، وإنما أيضا لقناعة كل الكويتيين بأن تبني سمو الأمير ورعايته لهذه الرؤية ، يعطيها زخما قويا جدا ، لما يتمتع به سموه من حكمة وبصيرة ، جعلتا الكويت دائما قادرة – بفضل الله – على تجاوز كل الأزمات ، ومرشحة باستمرار لأن تكون نقطة الاتزان في هذه المنطقة ، وتتطلع إليها أعين وقلوب كل الخليجيين ، لتجتاز بالمنطقة ذلك الظرف الدقيق والصعب الذي تمر به حاليا .
وتأتي رؤية «الكويت 2035» تحقيقا للرؤية السامية ، والمتمثلة في ترسيخ المكانة الدولية المتميزة للكويت، بإدارة حكومية فاعلة، واقتصاد متنوع مستدام، وبيئة معيشية مستدامة، وتحقيق رعاية صحية عالية الجودة، وتأسيس بنية تحتية متطورة، وتعزيز رأس المال البشري الإبداعي، لتتبوأ الكويت مكانتها اللائقة بتاريخها وعطائها الإنساني، ولاستعادة ريادتها ودورها الإقليمي والدولي، كمركز مالي وتجاري.
ومن بين ما تتضمنه الرؤية : تنفيذ أشمل وأكبر مخطط هيكلي للكويت منذ الاستقلال ، يراعي استعمالات الأراضي والهوية العمرانية واستيعاب الزيادات السكانية وغيرها من أوجه التخطيط الحضري.
كما أنه من المشروعات الرئيسية لها : مراجعة وتحديث المخطط الهيكلي للدولة وإنشاء المرصد الحضري والمقرر الانتهاء منه في العام 2018، ومشروع ميكنة وتطوير وزارة الشؤون والمقرر الانتهاء منه في العام 2020، ووضع وتنفيذ الخطة الوطنية لاستمرارية الأعمال وإدارة الكوارث ، المقرر الانتهاء منه في العام 2020 أيضا ، فضلا عن سعي الحكومة نحو خلق واقع اقتصادي مستدام ملائم لتطلعات الكويت ، من خلال عدد عدد من البرامج والمشروعات التي تضمن استدامة الاقتصاد وبينها : زيادة الاستثمار المباشر بنسبة 300%، وجذب أكثر من 400 مليون دينار في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والاستشارات ، حيث وفرت المئات من فرص العمل بالإضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية ،واعتماد الكويت كمركز عالمي لصناعة البتروكيماويات ، وعمل إجراءات تصحيحية للاستمرار في التطور الإيجابي بمعدلات نمو الناتج المحلي بعد أن تم تحقيق نجاح في رفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من نحو 0.5% عام 2014 إلى 1.8% عام 2015 ، ومشاركة المواطنين في تملك المشروعات من خلال تخصيص 50% من الشركات المساهمة ، ومشروعات أخرى كثيرة عملاقة .
يزيد من أهمية تلك الرؤية أنه يقف خلفها بالدعم والمساندة والتوضيح وشرح أبعادها ، وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ، ولا شك أن المواطنين يشعرون بارتياح وتفاؤل كبيرين لهذا السبب ، خصوصا في ظل النجاح الكبير الذي حققته مشروعات أشرف على إنشائها الديوان الأميري ، مثل مركز جابر الأحمد الثقافي «الأوبرا» وبعض المستشفيات الكبرى ، وغير ذلك من المشاريع الكبرى بالغة الأهمية .