
الرياض – عواصم – «وكالات» : واصل زعماء وكبار مسؤولي العالم الترحيب باختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية ، والإعراب عن الآمال في أن يسهم هذا الاختيار الموفق في تطوير علاقات المملكة بكل دول العالم ، وتكريس الأمن والاستقرار في المنطقة ، مشيدين في الوقت نفسه بسمو الأمير محمد ، باعتباره «مهندس الإصلاح والتغيير في المملكة ، وقائد السياسة الخارجية الجريئة بها» .
في هذا الإطار رحبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ، بتعيين بن سلمان وليا للعهد ، مشيرة إلى إن العلاقات بين بريطانيا والسعودية قوية وتاريخية.
وعبرت ماي عن أملها في العمل مع الأمير محمد بن سلمان ، على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات القادمة ، والتعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب ، مؤكدة على دعم بريطانيا لرؤية المملكة لعام 2030.
وكان عدد من زعماء العالم قد أبدوا إعجابهم بشخصية الأمير محمد بن سلمان وما تفتقت عنه من أسس القيادة منذ أن كان ولياً لولي العهد. ومن بين هؤلاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فضلاً عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
في غضون ذلك تناولت الصحف العالمية خبر مبايعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، فقد تزاحم الإعلام الغربي على التعريف بولي العهد الجديد وسرد سيرته الذاتية.
من جهتها اعتبرت نيويورك تايمز أن نجم ولي العهد كان قد سطع بسرعة ما إن تقلد منصب ولي ولي العهد عام 2015 ، ساعياً إلى الحد من اعتماد المملكة على مداخيل النفط في اقتصادها، مشيرة إلى أنه عرف باجتهاده في عمله لمعالجة أدق التفاصيل.
أضافت الصحيفة أن كثيرين في المملكة، لا سيما من الشباب، يعتبرون أنه يمثل الأمل لبلادهم بفضل مشروعه الإصلاحي المتكامل الذي أطلقه العام الماضي.
كما أعاد صحفيو «بلومبيرغ» نشر المقابلة التي أجرتها الوكالة مع الأمير عندما كان ولياً لولي العهد ، في إبريل 2016. والتي أوضح فيها الأمير حينها رؤيته للمملكة ولسياستها في المنطقة.
بدورها وصفت «وول ستريت جورنال» الأمير محمد بن سلمان بمهندس التغيير وقائد السياسة الخارجية الجريئة، وهو ما تطرقت له ويست فرانس الفرنسية ، التي ركزت على الدور الإصلاحي للأمير محمد بن سلمان في الاقتصاد السعودي بإطلاقه مشاريع اقتصادية مختلفة.
في سياق متصل ذكرت «بي بي سي» أن ولي العهد الجديد يواجهه عدد من التحديات لا بد من التعامل معها وتجاوزها ، في مقدمتها ملف اليمن ، وقالت إن الأمير محمد بن سلمان ينظر إلى الصراع في اليمن باعتباره جزء من المواجهة الأوسع مع إيران ، ويرى أن الحوثيين هم أداة ايرانية لا يمكن التساهل معهم أو منح إيران موطىء قدم في اليمن.
وأوضحت «بي بي سي» أن ثاني الملفات هو العلاقة مع إيران ، مشيرة في هذا الصدد إلى تصريح سابق لمحمد بن سلمان عن إنعدام امكانية إقامة علاقات طبيعية بين بلاده وإيران ، وأن السعودية لن تلدغ من إيران مجددا ، تصعيدا غير مسبوق في الموقف السعودي من إيران واعتبرته مؤشرا الى أن علاقات البلدين قد تشهد مزيداً من التوتر والتصعيد في المنطقة وخاصة في سوريا واليمن.
أضافت أن الأزمة مع قطرهي أيضا من بين الملفات الدقيقة ، لافتة إلى أنه ظل إصرار قطر على إلغاء كافة الإجراءات التي اتخذتها السعودية والامارت قبل النظر في شكاوي هذه البلدين ضدها، لا يتوقع أن يخف التوتر الخليجي ، وقد يؤدي في النهاية إلى انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي ، وبروز محور جديد يضم قطر وتركيا.
وأكدت «بي بي سي» أن رابع الملفات هو الاقتصاد ، حيث
أطلق الأمير محمد بن سلمان مشروعه الاقتصادي «السعودية 2030» عام 2016 ، ويهدف إلى الاقلال من اعتماد المملكة على النفط وخلق مصادر دخل أخرى والحد من الانفاق الاستهلاكي ، ورفع الدعم تدريجيا عن الكثير من الخدمات والسلع مثل الماء والكهرباء والوقود ،وحتى فرض الضرائب على بعض السلع لأول مرة في تاريخ السعودية.
وقد بدأت السعودية مؤخرا بتمويل العجز في الموازنة عن طريق استهلاك جزء من احتياطيها النقدي ، بسبب تدهور أسعار النفط خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن المقرر أن تبيع السعودية بعض أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة، التي تعتبر الاغلى في العالم، وإقامة صندوق سيادي يتولى استثمار الأمول الناجمة عن ذلك في مجالات متنوعة وخلق مزيد من فرص العمل.
وأشارت إلى أنه لتحقيق الأهداف التي تتضمنها الرؤية ، تحتاج السعودية إلى الانفتاح أكثر على العالم الخارجي ، والسماح للأجانب بالاستثمار في السعودية ، واتباع مزيد من الشفافية وتعديل قوانينها لتتماشى مع القوانين الدولية .