
القاهرة – «وكالات» : كشف البيان المشترك الذي أصدره وزراء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر « السعودية والإمارات والبحرين ومصر» ، عقب اجتماعهم المطول الذي انعقد أمس الأربعاء، في القاهرة واستمر نحو أربع ساعات حول الموقف من الأزمة القطرية ، عن توجه للتهدئة وإعطاء فرصة للمساعي الدبلوماسية التي تقوم بها الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، للوصول إلى حل للأزمة ، ففضلا عن تقديم «جزيل الشكر لصاحب السمو الأمير ، على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع قطر» ، فقد خلا البيان من أي إشارة إلى إجراءات وتدابير محددة تنوي الدول الأربع اتخاذها ضد قطر ، مكتفية بدعوة الدوحة إلى «تغليب لغة العقل ، والالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة ، وإيقاف اعمال التحريض ، والالتزام الكامل بمقرررات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017 ، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
وأعربت الدول في بيانها عن أسفها للرد السلبي من قبل قطر، «ما يظهر تهاونا وعدم جدية، ما يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف»
وجاء في نص البيان الذى تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري : «اجتمع وزارء خارجية جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في القاهرة في 5 يوليو 2017، للتشاور حول الجهود الجارية لوقف دعم دولة قطر للتطرف والإرهاب ، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية ، والتهديدات المترتبة على السياسات القطرية للأمن القومي العربي وللسلم والأمن الدوليين».
وقال البيان إنه «تم التأكيد على ان موقف الدول الأربع يقوم على أهمية التزام باتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية ، والمبادئ المستقرة في مواثيق الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ، واتفاقيات مكافحة الارهاب الدولي ، مع التشديد على المبادئ التالية:
1 - الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.
2 - إيقاف كافة اعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف.
3 - الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
4 - الالتزام بكافة مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017.
5 - الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون.
6 - مسؤولية كافة دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب ، بوصفها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وأكدت الدول الأربع أن دعم التطرف والإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ، ليس قضية تحتمل المساومات والتسويف ، وأن المطالب التي قدمت لدولة قطر جاءت في إطار ضمان الالتزام بالمبادئ الستة الموضحة ، وحماية الأمن القومي العربي وحفاظ السلم والأمن الدوليين ، ومكافحة التطرف والإرهاب ، وتوفير الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية لأزمات المنطقة ، والتي لم يعد ممكنا التسامح مع الدور التخريبي الذي تقوم دولة قطر فيها .
وشددت الدول على أن التدابير المتخذة من قبلها ، جاءت نتيجة لمخالفة قطر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي ودعمها للتطرف والإرهاب ، ما ترتب على ذلك تهديدات للأمن القومي العربي.
وأكدت الدول الأربع حرصها الكامل على تقدير الشعب القطري، مشيرةإلى أملها في أن تتغلب الحكمة وتتخذ قطر القرار الصائب، خاصة وأنه قد حان الوقت ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولة وضع حدًا للإرهاب.
كما أكدت الدول الأربع تقديرها للموقف الحازم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للإنهاء الفوري لدعم الإرهاب والتطرف وعدم التسامح مه أي انتهاكات من أن طرف في هذا الشأن، مشيرة إلى متابعتها للموقف، وعقد الاجتماع المقبل في مدينة المنامة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري ، إن موقف الدول الأربع على المبادئ الدولية والمواثيق . وشدد على أنه «لا يمكننا التسامح مع الدور التخريبي لقطر» ، مشيرا إلى أن رد قطر سلبي ويفتقر لأي مضمون.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد إن المنطقة عانت الكثير من الإرهاب ولا بد من جهد جماعي لإخلاء المنطقة ممن يرعون الإرهاب ، مؤكدا أننا «ضيعنا الجهد في محاربة هذا «الوحش المتغول».
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن هناك تشاورا حول الإجراءات القادمة وسنتخذها في الوقت المناسب. مشيرا إلى أن إيران الراعي الأكبر للإرهاب في العالم فلا عجب أن تتعاون قطر مع إيران.
أضاف الجبير أن السعودية جرمت تمويل الإرهاب ومنعت وصول الأموال للإرهابيين.
وقال وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة إن الدول العربية تضررت كثيرا من إرهاب الإخوان وداعميهم. موضحا أن الإخوان استباحوا دماء الشعب المصري ويجب محاسبتهم.
وكان وزراء خارجية مصر و الإمارات و السعودية والبحرين قد اجتمعوا لمتابعة تطورات الموقف من الأزمة القطرية.
وبحث الاجتماع الرباعي الخطوات المقبلة التي ستقوم بها هذه الدول ، على ضوء الردود والمواقف القطرية خلال الساعات الماضية.
وكان رؤساء أجهزة المخابرات في مصر والسعودية والإمارات والبحرين اجتمعوا الثلاثاء بالقاهرة.
هذا وتسلم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جدة مساء الثلاثاء من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله الصباح ، رد دولة قطر على المطالب الثلاثة عشر التي تقدمت بها السعودية ومصر والإمارات والبحرين بغية وقف الدوحة لدعم الإرهاب وتمويله.
وكان الجبير قال في تصريحات سابقة « إننا «نتمنى أن يكون رد قطر على مطالب الدول المقاطعة إيجابياً». وأكد أن «أغلب ما تضمنته قائمة الطلبات كان مذكوراً في اتفاق عام 2014».