
بعد أربعة أيام من الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، والتي دشنها الإثنين الماضي ، وجعل الكويت منطلقا ومقرا دائما لها ، وزار خلالها كلا من السعودية وقطر ، اختتم تيلرسون أمس الخميس مهمته الخليجية، حيث غادر العاصمة القطرية الدوحة ، بعدما أجرى مباحثات مع سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما عقد اجتماعاً مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ محمد عبدالله المبارك .
وفيما سادت أمس أجواء متشائمة ، نظرا لعدم الكشف عن أي نتائج لجولة الوزير الأمريكي ، وما تبين من تمسك طرفي الأزمة الخليجية بموقفيهما ، فإن المنطقة تتطلع إلى وصول وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيقوم بدوره بجولة خليجية ، في محاولة لكسر الجمود ، وأملا في ان يوفق في ما أخفق فيه نظراؤه الذين سبقوه من وزراء خارجية الولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا.
وأكدت مصادر ديبلوماسية في باريس لوكالة فرانس برس ، ان الوزير الفرنسي سيعمل على اعادة بناء الثقة ، وايجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الاطراف الى منع تدهور الازمة ، مضيفة «علينا ان نجد حلا» .
يذكر أن وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون قد غادر الدوحة ، دون الإدلاء بأي تصريحات قبيل مغادرته ، لكن مصادر مطلعة تحدثت عن «تقدم طفيف» في محادثات الاتفاق على خريطة طريق تتابعها الكويت ، وتجميد الوضع من دون أن تنتهي المقاطعة التي فرضتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر .
وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، شقيق امير قطر، لتيلرسون : «نأمل ان نراك مجددا هنا ، لكن في ظروف أفضل» .
وكان الصحافيون قد أبلغوا بإمكانية انعقاد مؤتمر صحافي يشارك فيه تيلرسون، الا ان الوزير الاميركي غادر بعيد اللقاء مع الامير تميم ، من دون ان يدلي بتصريحات صحافية.
وتكاد تكون مذكرة التفاهم التي وقعت بين الدوحة وواشنطن ، في مجال مكافحة الارهاب وقعت الثلاثاء في الدوحة ، بقيت الازمة تراوح مكانها ، مع تمسك الدول المقاطعة لقطر بشروطها ، في مقابل رفض الدوحة الاستجابة لهذه المطالب رغم العقوبات المفروضة عليها.
وكان تيلرسون قد وصل، الإثنين الماضي، إلى الكويت، في إطار جولة لبحث الأزمة الخليجية ، بعدما توقّف ليوم واحد في إسطنبول، وأجرى لقاء مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
إلى ذلك، عقد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مباحثات ثنائية مع وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح.
وكان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية ، قد استقبل في قصر بيان أمس ، وبحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد عبدالله المبارك ، وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون
واستعرض الجانبان الجهود المبذولة لحل الخلاف الخليجي ، ونتائج الجولة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة.
كما جدد الوزير تيلرسون التشديد على أهمية دور الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت ، ودعم بلاده الكامل لجهود ومساعي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ، لحل الأزمة.