
الكويت – «كونا» - الأراضي المحتلة – «وكالات» : دعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل ، لحملها على العدول عن قرارها بإغلاق المسجد الأقصى ، ومطالبتها بإعادة فتحه مجددا أمام المصلين ، والالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة ، وضمان وقف انتهاكات إسرائيل ومحاولاتها الرامية إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس.
وأعربت الكويت ، على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية ، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام إسرائيل بمنع إقامة صلاة الجمعة في الحرم القدسي ، وإعلانه منطقة عسكرية ومنع المصلين من دخوله للمرة الأولى منذ ما يقارب النصف قرن.
وقال المصدر إن هذا الإجراء الإسرائيلي يمثل استفزازا لمشاعر المسلمين حول العالم وانتهاكا لحرية ممارسة الشعائر الدينية ، واستمرارا لمحاولات إسرائيل المتكررة والمرفوضة لتغيير الوضع القائم في القدس والمسجد الأقصى وانتهاكا لكافة القوانين الدولية.
وقد واصلت السلطات الإسرائيلية إغلاق الحرم القدسي أمس ولليوم الثاني على التوالي ، بعد هجوم شنه ثلاثة مسلحون فلسطينيون، وقُتل فيه اثنان من أفراد الشرطة وأُصيب ثالث، قبل مقتل المنفذين.
كما أغلقت السلطات الإسرائيلية أجزاء من البلدة القديمة بالقدس المحتلة ، حيث وقع الهجوم.
وفتح المسلحون النار على أفراد من الشرطة في البلدة القديمة ، قبل أن يلوذوا بالفرار. لكن الشرطة الإسرائيلية طاردتهم إلى جوار الحرم القدسي، الذي يسميه اليهود «جبل الهيكل»، حيث أطلقت عليهم النار وأردتهم قتلى.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المسلحين جاؤوا من المجمع التاريخي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
واتخذت السلطات الإسرائيلية القرار غير العادي بإغلاق مجمع المسجد الأقصى أمام المصلين يوم الجمعة ، وهو ما أثار غضب الكثير من المسلمين ، بالإضافة إلى الحكومة الأردنية التي تشرف على المواقع الدينية في القدس.
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجهات الأمنية ، إبقاء الموقع مغلقا حتى يوم الأحد على الأقل، لحين تقييم الأوضاع الأمنية.
وسمحت السلطات بدخول محدود إلى المنطقة عبر بوابة دمشق، بحيث يسمح لقاطنين في المنطقة فقط بالدخول. والبوابة هي المدخل الرئيسي الذي يستخدمه الفلسطينيون إلى البلدة القديمة.
وتجمع نحو 20 فلسطينيا عند البوابة ، بانتظار سماح الشرطة الإسرائيلية لهم بالدخول، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وقال بدر جويحان، وهو فلسطيني في الثالثة والخمسين كان يحاول الدخول للوصول إلى مكان عمله ولم يحصل على الموافقة، إن «هذه ليست إجراءات أمنية، هذه عقوبات. يريدون معاقبة سكان القدس العرب».
وقد فتحت بوابة يافا القريبة من الحي اليهودي ، والتي يستخدمها السياح بشكل عام، مع وجود مكثف لقوات الأمن هناك.
وقالت مجموعة من السياح البولنديين إنهم أحسوا بالقلق حين علموا بالهجوم، لكنهم قرروا مواصلة رحلتهم، بحسب فرانس برس.
ويرى مراقبون أن الهجوم وما تبعه يعتبر من التطورات الأكثر خطورة وجدية في الموقع.
ويأتي الحادث بعد أسابيع من مقتل شرطية إسرائيلية خارج المدينة القديمة ، في هجوم نفذه ثلاثة فلسطينيون من الضفة الغربية المحتلة.
وقُتل 42 إسرائيليا في هجمات مماثلة خلال عامين.
كما قُتل في الفترة نفسها 255 فلسطينيا على الأقل ، تقول الحكومة الإسرائيلية إن غالبيتهم مهاجمون، لكن الفلسطينيين يقولون إن الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على فلسطينيين لمجرد الشبهة ، ودون التحقق من تشكيلهم خطرا على حياتهم. وقُتل فلسطينيون آخرون كذلك في مواجهات مع جنود إسرائيليين خلال تلك الفترة.
وتلقي الحكومة الإسرائيلية باللوم في الهجمات ، على حالة من «التحريض» في أوساط الفلسطينيين . وبالمقابل، تقول السلطة الفلسطينية إن السبب هو حالة من الإحباط الناجم عن عقود من الاحتلال الإسرائيلي.
في غضون ذلك حذر مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني ، من الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وانتهاك حرمته ، بعد العملية التي وقعت أمس الأول الجمعة ، واسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين ومقتل اثنين من الشرطة الاسرائيلية.
وقال الكسواني في مقابلة مع «كونا» إن «المسجد الأقصى مغلق لليوم الثاني، وهذه سابقة خطيرة لم تحصل منذ عام 1967 واعتقل جميع حراسه ، ولم يبق سوى ثلاثة حراس فقط محتجزين في أحد المكاتب ، ولا يستطيعون متابعة ما يجري في باحاته».
أضاف ان سلطات الاحتلال سمحت له فجر أمس ، بدخول المسجد الأقصى ، موضحا أن جنود الاحتلال ينتشرون على ابوابه التي كسروا اقفالها خلال عملية التفتيش ، فيما يحتجز الحراس الثلاثة في احدى المكاتب الملحقة بالمسجد.
ولم يرتفع الأذان في المسجد الأقصى منذ أمس ، مع استمرار غلق قوات الاحتلال البلدة القديمة من القدس ومنع الفلسطينيين من دخولها ، فيما أدى مئات السكان القريبين صلاة الفجر اليوم امام أبواب الاقصى.
وخلت شوارع القدس القديمة من المارة ، وشهدت تعزيزا للوجود العسكري الإسرائيلي ونصب للحواجز.
وطالبت حكومة الوفاق الوطني بوقف الاجراءات الإسرائيلية التي وصفتها بالتعسفية والجائرة ، وفتح المسجد الأقصى وعدم المساس بقدسيته.
في هذا الصدد قال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان أمس إن الحكومة «تتابع بقلق شديد الاجراءات الاحتلالية ، التي من شأنها المساس بالوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى وفي مدينة القدس ، التي من شأنها دفع الأوضاع إلى المزيد من التدهور».
واشاد المحمود بالدور الذي تقوم به المملكة الاردنية الهاشمية ، والجهد الذي تبذله من أجل حماية القدس والمقدسات ووقف التصعيد الخطير.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي افرجت عن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بـ عد اعتقاله لساعات أمس الأول عقب صلاة الجمعة التي ادها الفلسطينيون في شوارع المدينة وأمام الحواجز العسكرية.