
في إنجاز اقتصادي كبير ، انضمت «بورصة الكويت» الى مؤشر فوتسي للاسواق الناشئة ، ضمن المراجعة السنوية للمؤشرات التي اعلنت مساء امس الأول الجمعة. ويضم مؤشر «فوتسي» 12 بلدا بقيمة سوقية تتجاوز ترليوني دولار ، وقد اطلق عام 2000 ، وهو مبني على القيمة السوقية للشركات المدرجة مع تعديله لاحتساب نسبة الاسهم الحرة لهذه الشركات ، ومن المتوقع ان يجذب هذا الانضمام 750 مليون دولار الى سوق الكويت.
ويهدف المؤشر الى قياس اداء الشركات ذات القيم السوقية الكبيرة والمتوسطة والصغيرة ، في الاسواق الناشئة في العالم ، مع التأكد بأن هذه الشركات قابلة للتداول وعليها سيولة في أسواقها. ويشمل «فوتسي» تحت مظلته مؤشر الاسواق الناشئة المتقدمة ومؤشر الاسواق الناشئة الثانوية.
وقد لقي هذا الإجراء ترحيبا كبيرا على الساحة الكويتية ، فقد ثمن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم كل الجهود الجماعية المخلصة التي بذلت خلال السنوات الماضية ، وأسفرت أمس الأول عن قرار «فوتسي» برفع تصنيف بورصة الكويت إلى الأسواق المالية الناشئة.
وقال الغانم : «إن خطوة رفع تصنيف سوق الكويت للأوراق المالية ، ما كان ليتم لولا المجهودات الجبارة والمضنية التي بذلت من قبل المسؤولين المعنيين» .
وأعرب الغانم عن تفاؤله بانعكاس تلك الخطوة إيجابًا على البورصة ، وعلى تدفق رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، وتأثيره على النشاط الاقتصادي والاستثماري في البلاد .
من جهته أكد وزير التجارة والصناعة خالد الروضان ان ترقية بورصة الكويت الى سوق ناشئ حسب تصنيف شركة «فوتسي راسيل» ، ستنعكس ايجابا على سمعة «البورصة» عالميا ، والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وقال الروضان ان ترقية البورصة الكويتية الى مؤشر الاسواق الناشئة الثانوية ، تأتي كدليل كبير على ما قامت به هيئة اسواق المال والشركة الكويتية للمقاصة وشركة بورصة الكويت ، خلال الفترة الماضية ،من تطويرات كبيرة صبت بالنهاية في خدمة الاقتصاد الوطني ، معربا عن امله في ان تثمر هذه الترقية والجهود المبذولة عن تحسين عملية جذب واستقطاب الاستثمارات الخارجية.
وأكد ان هذا الانجاز كان الهدف منذ اقرار وثيقة الاصلاح المالي والاقتصادي ، «عندما وضعت الاصلاح التشريعي والمؤسسى والاجراءات المساندة لها كأهداف رئيسية لها ، حيث ركزت على رفع تصنيف سوق الكويت للاوراق المالية ، لتكون ضمن الاسواق الناشئة خلال «2016-2017» ، اضافة الى تهيئة بيئة اعمال جاذبة للمستثمر الخاص المحلي والاجنبي».
في السياق ذاته أكد رئيس «مجلس مفوضي هيئة أسواق المال» المدير التنفيذي للهيئة الدكتور نايف الحجرف ، ان قرار شركة «فوتسي رسل» ، بترقية بورصة الكويت من سوق مبتدىء الى ناشىء ، يضع البورصة على خريطة الاستثمار العالمي ويحقق نتائج ايجابية لها.
وقال الحجرف ان الترقية تأتي تأكيدا للدور الريادي لبورصة الكويت ، وتتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة لتحقيق هذه الترقية المستحقة ، مشيرا الى ما سيتبعها من نتائج ايجابية على سوق المال في الكويت حيث اصبح على خريطة المستثمر العالمي وفق التصنيف المعلن مع زيادة السيولة المتدفقة.
ورفع باسم مجلس المفوضين وجميع العاملين في هيئة أسواق المال ، هذا الانجاز الكبير ، الى مقام سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء.
وأكد حرص الهيئة الدائم للعمل على كل ما من شأنه الارتقاء بالاقتصاد الوطني ، وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والاجانب بالسوق الكويتي ، من خلال الارتقاء بالتنظيم الشريعي والرقابي لسوق المال في الكويت ، تماشيا مع افضل الممارسات العالميه و تحقيقا لرؤية سمو امير البلاد.
بدوره أعلن رئيس مجلس ادارة شركة «بورصة الكويت» طلال الغانم ، ان ترقية البورصة لمصاف الاسواق الناشئة حسب تصنيف شركة «فوتسي راسيل» ، يعد انجازا تاريخيا وشهادة ضمان وثقة للاستثمار في الاسهم الكويتية.
وأوضح الغانم ان هذه الترقية جاءت ضمن اطار تنفيذ توجهات الحكومة ، التي وردت في وثيقة الاجراءات الداعمة لمسار الاصلاح المالي والاقتصادي ، مبينا انها تتطلب جهدا اضافيا لاستقطاب الاستثمارات الاجنبية واجتذاب رؤوس الاموال الخارجية الى الكويت كوجهة استثمارية مواتية ، «وهذا ما ستسعى اليه البورصة في الايام القادمة».
أضاف ان الادارة التنفيذية وكل العاملين بالشركة عملوا بكل اخلاص لتحقيق هذا الانجاز الذي طال انتظاره ، واتخذوا سائر الخطوات ، من اجل استيفاء كل المتطلبات وتوفير البيانات والمعلومات اللازمة للحصول على الترقية.
وحث الشركات المرخص لها بالاستفادة من هذا الانجاز في تطوير بيئة العمل لديها ، وذلك بطرح منتجات جديدة تواكب القفزة النوعية في سوق الاوراق المالية لاسيما اللوائح التي تعد واحدة من أفضل اللوائح والأنظمة على مستوى الاسواق الناشئة.
وتسيطر الصين على الوزن الاكبر في المؤشر بنسبة 51 في المئة ، تليها الهند بنسبة 23 في المئة ثم روسيا 8.3 في المئة. وتصنف اسواق الاسهم في مؤشرات «فوتسي» العالمية لاسواق الاسهم الى اربع فئات ، الاولى هي الاسواق المتقدمة ، والثانية هي الاسواق الناشئة المتقدمة ، والثالثة هي الاسواق الناشئة الثانوية ، والرابعة هي الاسواق المبتدئة.